د.م.عبد الفتاح طوقان
فيلم نابليون بونابارت قائد الحملة الفرنسية الاستعمارية علي مصرهو فيلما للمخرج ريدلي سكوت يعرض حاليا في دور السينما في أنحاء العالم و مدته ساعتان وثمان وثلاثون دقيقة تغاضي عن حقائق تاريخيه مهمه ومنها تجريد نابليون مصر وروما من الآثار وسرقتها ونقلها الي باريس غنأئم حرب.
و لم يذكر الفيلم دخول الفرنسيون جامع الأزهر بخيولهم محطمين قناديله وأزالتهم الايات القرآنية المنقوشة على جدرانه ،و مغالتهم باتخاذ الجامع الأزهر إسطبلاً لخيولهم. وأيضا لم يشر الفيلم الى طلب نابليون من احد الطهاه الذي اصطحبهم معه ان يقوم بعمل نوع من الحلويات علي شكل رمز من الرموز الإسلامية ، وعندما جاء الرد انه الهلال فأمر بعمل قطعه من الرقائق تشبه الهلال و طلب من الجنود ان يأكلوه حتي يذكر المسيحيون بانتصارهم علي الإسلام و المسلميين و قضم رمز ديانتهم لاذلالهم.
ولم يآت أي ذكر عن مقاومة المصريين لهذا الاحتلال مع تنامي الاحداث بوجود الاستعمار الفرنسي للبلاد والتي أدت الي قيام وطني سوري قدم من القدس يدعى سليمان محمد امين الحلبي يبلغ من العمر ٢٤ عاما بانهاء حياة القائد العام للجيش الفرنسي كليبر يوم ١٤ حزيران ١٨٠٠ بخنجر بأربع طعنات و أيضا طعن معه المهندس المعماري بروتان ست طعنات و لكنه لم يمت ، وعاد مجددا فطعن كليبر ثلاث طعنات علما ان قتل من اول طعنه في القلب ، وأسهم ذلك في تبدل مصير الحملة الفرنسية
و قفز الفيلم عن كون نابليون احضر معه علماء تمكنوا من فك الرموز الهيروغليفية و الديموطيقية ، اليونانية القديمة من علي حجر رشيد الذي هو نصب من حجر الديوريت مع مرسوم صدر في ممفيس ، مصر ، ١٩٦ قبل الميلاد نيابة عن الملك بطليموس الخامس واكتشفه الجنود الفرنسيون عام ١٧٩٩.
و تناسى الفيلم ذكر أن نابليون احضر معه ثلاث مطابع مجهزه بحروف يونانية و فرنسية وعربية علي ظهر السفينة لوريان “الشرق” التي أقلته و جنوده و استخدمها لطباعة منشورات و نداءات لشعب مصر و توجيهاته للجيش و كانت اول مطبعة تدخل مصر.
وقد اظهر الفيلم قصة عشق نابليون لجوزفين وخيانتها له مع عشيقها الذي هو احد ضباط الجيش الفرنسي كخط رئيس طغى علي الفيلم و كيف صفعها في المحكمة كدليل قدمه المخرج سكوت علي توحش الرجال الفرنسيين وتعديهم علي النساء .
الفيلم يستحق المشاهدة بلا شك ولكن لا يرتقي لمستوى الطموحات في غياب بعض من اهم المعارك العسكرية ولكنه بلا شك أعاد للاذهان في العالم العربي الاستعمار الفرنسي في الشرق الأوسط واحتلاله مصر و فتح باب الأسئلة عن حقيقة قصف تمثال أبو الهول و كسر انفه ما اذا كان ذلك واقعه صحيحة ام لا رغم ان الفيلم لم يظهرها و لم يتعرض لها واكتفي بصور قصف الاهرامات. اما اهم ما في الحوار الهجوم علي بريطانيا علي لسان نابليون في احد المشاهد عندما قال الفرنسيون يقاتلون من اجل المال و رد عليه ملك بريطانيا و البريطانيون يقاتلون من اجل الشرف، فكانت إجابة نابليون كل يقاتل لأجل ما يفتقده ، الفرنسيون يفتقدون المال والبريطانيون يفتقدون الشرف.
aftoukan@hotmail.com