تداعيات العدوان الصهيوني على قطاع غزة ندوة في مجمع النقابات المهنية

23 نوفمبر 2023
تداعيات العدوان الصهيوني على قطاع غزة ندوة في مجمع النقابات المهنية

وطنا اليوم –أكد نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور ممدوح العبادي، أن الجبهة الداخلية الأردنية والموقف الأردني تجاه معركة طوفان الأقصى لا يمكن لأحد أن يزاود عليه، مشيراً إلى أن الواقع الذي حدث في إدارة الدولة الأردنية موقف مشرف وسابق لكل الدول العربية، رغم شجاعة وبسالة وتقدم ذلك الموقف الذي لطالما اعتبر القضية الفلسطينية هي قضيته الأولى. وقال الدكتور العبادي، خلال حوارية “تداعيات عملية طوفان الاقصى” التي اقامتها نقابة المهندسين في مجمع النقابات المهنية إن طوفان الأقصى هو طوفان حقيقي هز العالم كله من اقصاه الى اقصاه، مبينا أنه ولاول مرة في التاريخ العربي الاسرائيلي يجري الصراع على ارض ال 48، فقد دخل المجاهدون وجرحوا وقتلوا وأسروا خلال ساعات معدودة ومازالوا صامدين حتى اليوم. ودعا الدكتور العبادي كافة ابناء الوطن ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات لدعم موقف مجلس النواب لإلغاء اتفاقية وادي عربة، مؤكدا أن الديمقراطية الحقيقية في الأردن ستظهر بعد معركة طوفان الأقصى من خلال اجراء المزيد من الحريات والمزيد من النزاهة في الانتخابات إضافة إلى وجود ديمقراطية حقيقية. وأشار الى أن القضية الفلسطينية سياسيا كانت على الطاولة ل45 يوما منذ بدء الطوفان وحتى الان، كما ان المسيرات التي حصلت في العالم كان معظمها لصالح القضية الفلسطينية والفلسطينيين، كما أن عدد المؤيدين من الشباب الامريكي تضاعف لصالح الشعب الفلسطيني. وبين الدكتور العبادي أن الصراع مع العدو مستمر فسيكون هناك حماس واحد وحماس اثنين وغيرهم، فالصراع مع اليهود هو صراع وجود لها حدود، وهو ما اثبتته مبادئ الليكود الاربعة حول اقامة دولة اسرائيل التاريخية وهي فلسطين وشرق الاردن وهذه المبادئ يجب ان ندرسها للاولاد لانهم واحفادنا مستقبلا سيكونون في خطر. وقال إن المعركة تثبت أن العدو هو الغرب غرب اوروبا وامريكا وراس الحرب اسرائيل ضد العالم كله الذي يريدنا ان نبقى ضعفاء مكسوري الجناح امام امريكا وبريطانيا، إضافة إلى موقعنا الإستراتيجي الذي يدعم مصالح الغرب.بدوره أكد المفكر الاردني الأستاذ الدكتور علي محافظة، أننا امام خطر داهم على الأردن ويجب أن لا نستهين بما يحدث حالياً، وبالتالي لابد لكل أصحاب المبادرات الشعبية الوطنية في الأردن أن يقوموا ويسعوا إلى إنشاء لجان مقاومة شعبية في كل مدينة وكل قرية في هذا البلد، إضافة إلى إعادة تأسيس وتأليف الجيش الشعبي في الأردن من جنود وضباط متقاعدين وإعادة الخدمة الوطنية أو خدمة العلم إلى قواتنا المسلحة ودعمها ومساندتها الشعبية، تـأكيداً على حق الشعب الاردني بالدفاع عن نفسه فالخطر قادم خاصة وأن الكيان الصهيوني لا يعير بالاً للمعاهدات ولا للقوانين الدولية.

وأشار إلى أن لعملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول من هذا العام وما تلاها من ردود فعل إجرامية ارتكبتها إسرائيل، دروس وعبر مهمة وخطيرة على الصعد الفلسطينية والإسرائيلية والعربية والإقليمية والدولية فهي تؤكد أن الكفاح المسلح والجهاد القتالي هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وأن التفاوض السلبي مع العدو الإسرائيلي لا جدوى منه ومضيعة للوقت وتخدير للشعب، مضيفاً أن الإنقسام في حركة الكيان الوطنية الى فصائل وتنظيمات يعيق سعيهم الى التحرير وزوال دولة إسرائيل ويعطل كل جهد وطني لتحقيق ذلك.

وشدد الدكتور المحافظة على أن تحرير فلسطين من البحر الى النهر يجب الإصرار عليه منذ الآن ورفض فكرة الدولتين على أرض فلسطين، حيث لم يعد ممكناً تنفيذ آقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في فلسطينإلى جانب إسرائيل، كما يجب على الفلسطينيين أن يعيدوا النظر جذرياً في تنظيماتهم السياسية الحالية والإتفاق على تنظيم سياسي موحد يضم جميع قواهم السياسية والإتفاق على خطة وإستراتيجية واحدة لتحرير وطنهم.

ولفت أن عملية طوفان الأقصى وردة الفعل الإسرائيلي كشفت بنيان الكيان الإسرائيلي وجيشه الذي حظي بسمعة عالمية وفشل الجيش واستخباراته في معرفة العملية وتوقيتها وفي استرجاع الأسرى اليهود، مبيناً أن الإنتقام من سكان قطاع غزة المدنيين بقصف بيوتهم وفنادقهم ومستشفياتهم ومساجدهم وكنائسهم وبنيتهم وحشية قل مثيلها.

وشدد على أنه لا يمكن للعرب التقدم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وعلمياً وتكنولوجياً بوجود اسرائيل في قلب وطنهم الكبير، حيث خلقت الدول الإستعمارية الكبرى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية اسرائيل كقاعدة متقدمة لها في الوطن لإنهاك العرب وإضعافهم وإتاحة الفرصة لهذه الدول الإستعمارية بالسيطرة على مقدراتهم واستغلال ثرواتهم والحيلولة دون تضامنهم وتوحيد جهودهم والإبقاء على تخلفهم.

وأضاف الدكتور المحافظة أن الدول العربية والإسلامية البالغ تعدادها 57 دولة، أثبتت عجزها عن ممارسة أي نفوذ لها على الولايات المتحدة الأمريكية وتلاشت أهميتها على الصعيد الدولي ولم تستطع أن تضغط على إسرائيل وحاميتها الولايات المتحدة الأمريكية لإيصال المساعدات الغذائية والدوائية والوقود الى قطاع غزة، ليس هذا فحسب بل أن الولايات المتحدة الأمريكية سعت بإنتظام منذ عام 1991 حتى اليوم على إضعاف العرب بحيث لا يستطيعون أن يفعلوا ما طلبوه في هذه الأيام.

من ناحيته أكد نقيب المهندسين الأردنيين المهندس أحمد سمارة الزعبي، أن إنتصار معركة طوفان الأقصى حُفر كمرحلة جديدة من مراحل التاريخ، ومهما تبعها من بربرية وهمجية وعدوان صارخ على الأرض والإنسان والحجر والبشر والشجر هو تعبير عن هزيمة الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن هذه المعركة علمتنا أن الجيش الذي لا يقهر قهر وان الجيش الذي لا يهزم هزم وأن ست ساعات كانت كفيلة بتعرية كل الأوهام التي زرعوها في عقولنا.

وأشار المهندس الزعبي، إلى أن أبطال المقاومة حققوا انتصاراً يليق بهم ويليق بغزة ويليق بنا، كما أنه أوصل رسائل عديدة فحواها أن حدود الرابع من حزيران لم تعد، وحل الدولتين والتسويات اوهاما مطروحة على طاولة شرفاء هذه الأمة وأن مصير هذا العدو الزوال.

وقال إن الكيان الصهيوني هو ذراع متقدم لإمبريالية غربية وحشية، ساهمت في تفريقتنا وتمزيقنا ونهب خيراتنا ونشر ثقافات غريبة عن مجتمعاتنا، إلى أن جاءت المقاومة لتعلمنا أبجديات كنا تربينا عليها في القرن الماضي، وتؤكد لنا أن الدولة القطرية لا مكان لها في هذا الصراع الدولي والإقليمي العالمي، وأن لا دولة عربية قادرة أن تقوم بالمواجهة وحدها ولابد من التكامل العربي العربي لمواجهة التحديات.

وأشاد المهندس سمارة بالموقف الأردني المشرف تجاه معركة طوفان الأقصى، مبيناً أننا نفهم التوازنات الإقليمية والإمكانيات الموجودة وأن الموقف الأردني متقدم على كل الدول العربية وأن الخطوات التي تمت لغاية الآن تنسجم مع طموحاتنا وتنسجم مع رغباتنا في هذا المجال.