بقلم الناشطة السياسية باسمة راجي غرايبة
في هذا الوقت بالذات وفي ظل الحرب على غزه ومعركة التحرير والمقاومة (طوفان الأقصى) ،لانستطيع الحديث عن ممارسات وجرائم الاحتلال الصهيوني في غزه بمنأى عن الحديث عن الإستعمار الغربي ،الذي زرع هذا الكيان في منطقة الشرق الاوسط ،وفي قلب الوطن العربي من خلال الوعد البريطاني المشؤوم(وعد بلفور) وقرار التقسيم، وبعيداً عن ما أنتجته الحرب العالميه الثانيه وإتفاقية
(سايكس بيكو) اللعينه من مفاهيم كمفهوم
(الدوله القطريه) التي تقاسمت دويلاتها لتبقى مستعمرات سياسيه وإقتصاديه وليبقى هذا الكيان ممثلا لوجودها في المنطقه فهذا المحور على مدى القرون مازال يرسم خارطة العالم، ويرسم مخططات إستعماريه لإضعاف الوطن العربي وشرذمته، وينفذ هذه المخططات من خلال الكيان الصهيوني، ويضع في أولوياته الدفاع عن وجوده ضمن الخارطه العالميه التي تتغير بين الحين والآخر، وليس هذا فحسب بل من خلال تأييد مؤسسات أمميه تدافع فقط عن هذا الكيان، وتعتبر غطاء شرعياُ لأي مخطط إستعماري في منطقة الشرق الاوسط ولتبقى هذه المنطقه مشتعله بالحروب والنزاعات ؛سواء حروب إقليميه أو طائفيه أو حتى من خلال ماسمي ب ( وهم السلام) ،وأيضاً من خلال مخطط آخر بما سمي(بالربيع العربي) والديمقراطيه المزعومه لاضعاف الدول العربيه ،والقضاء على الجيوش العربيه التي كانت من أقوى الجيوش، فما حدث في العراق ليس بعيدا عن ذلك، فبعد ثمانية أعوام من الحرب العراقيه الإيرانيه ومانتج عنها جاء المخطط الإستعماري للعدوان على العراق عام ٢٠٠٣ فما حدث يشبه إلى حد ما مايحدث في غزه، فالسيناريو يتكرر من حيث ماتحدثت به الاداره الامريكيه الان، وهو حق الدفاع عن النفس وتحصل من خلاله على تأييد دولي كي تجلب البارجات والسفن الأمريكيه إلى البحر المتوسط ولتقصف غزه وأهلها والمدنيين في كامل القطاع وتنتهك القانون الدولي الإنساني وإتفاقيات جنيف ولاهاي وتستمر باالقصف والتدمير حيث تختلق سيناريو مشابه لما حدث في العراق، وهو البحث عن (أسلحة الدمار الشامل) التي روجت لها (الوكاله الامريكيه للطاقه الذريه) لإضفاء شرعيه للعدوان الثلاثيني على العراق حيث إعترفت الإداره الأمريكيه بعد سنوات من الحرب أن العراق كان خاليا من أسلحة الدمار الشامل وأن هذا السيناريو كان ذريعة لشن الحرب على العراق٠
وهاهي الإداره الأمريكية تستخدم نفس الذريعه ونفس السيناريو لحصار ومحاولة قصف (مستشفى الشفاء) حيث صرحت زوجة أحد قيادات فتح المقيمه في أمريكا أن مستشفى الشفاء يستخدم لمقر قيادات حماس، وأن تحت المستشفى أنفاقاً عسكريه لحماس ،فهي ذريعة وسيناريو يتم الترويج له إعلامياً ودولياً كي تمنح الإدارة الأمريكية ذريعه للكيان الصهيوني لاستمرار حصار وقصف المستشفيات وقطع الوقود عنها ومنع الممرات الإنسانية واستهداف الطواقم الطبيه وخاصة( مستشفى الشفاء)
لذلك لابد من فضح مخططات الإداره الامريكية وفضح جرائم الاحتلال إعلامياُ من خلال المؤسسات الأمميه لعل وعسى أن تستجيب الأمم المتحدة لوقف حرب الإبادة وجرائم الإحتلال الصهيوني في قطاع غزه وفي فلسطين بأكملها.