وطنا اليوم – كان محمد أبو حطب المراسل في تلفزيون فلسطين ينقل الخبر من باحات مستشفى ناصر في خانيونس، ينقل تطور الأحداث والقصف الإسرائيلي على قطاع غزة. وفي آخر رسالة له سمعناه يصف شراسة الغارات بـ «الدموية» وبأنها تفطر القلوب لاستهدافها المدنيين. لكن بعد استهداف متعمد لبيته صار استشهاد محمد هو الخبر، إذ قتله الجيش الإسرائيلي، ليسكت صوته الإعلامي.
كما استشهد 11 شخصا من أسرة أبو حطب بينهم أخوه وزوجته وولداه في القصف.
وبكلمات مملوءة بحسرة الفقد والبكاء يقول والده سليم أبو حطب لـ «القدس العربي»: «حسبي الله ونعم الوكيل، هذا احتلال نازي بربري لقيط لا يعرف أي قيم إنسانية، وقسما سينتقم منهم الشعب الفلسطيني، فهم إلى زوال ونتنياهو وقيادته وكل من قال إنه مستوطن إسرائيلي سيذهب إلى الجحيم».
فيما يوضح شقيقه لـ «القدس العربي» أنه وقبل لحظات من استشهاد محمد كنت أظن أنه في مستشفى ناصر حيث يمارس عمله الصحافي ولم أدرك أنه عاد إلى بيته ليطمئن على أولاده ليلقى مصير استشهاده معهم، فأنا كنت نائماً حين أطلقت الصواريخ الإسرائيلية لتسقط على بيت أخي محمد».
ويتابع متحسراً «لقد انكسر ظهري، لقد فقدت الأخوين اللذين كانا عندي».
الصحافي أحمد حرب، قال: «كنا نرى الزميل أبو حطب على شاشة تلفزيون فلسطين حيث اعتاد منذ 28 يوما نقل ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بحق الأطفال والشيوخ، والمؤسسات وكل مظاهر الحياة».
وبهدف إخفاء جرائمه، وكي ينفذ عمليات قتل لا يراها العالم، استهدف جيش الاحتلال نحو 38 صحافيا وإعلاميا في مختلف القطاعات الصحافية، فضلاً عن تهديد نحو 500 صحافي بشكل مباشر، والرسالة واضحة «لا تغادروا منازلكم» وإلا سيكون مصيركم هو الموت.
وأدان نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين، تحسين الأسطل استهداف الصحافيين ومكاتبهم الإعلامية وآخرهم أبو حطب.
أضاف لـ «القدس العربي»: «نقولها بكل وضوح للاحتلال إن أقلامنا لن تكسر وكاميراتنا لن تتوقف عن نقل جرائم الاحتلال، وسنلاحق الاحتلال وجرائمه التي ستجعل العالم كله يشاهدها وسنواصل ملاحقة جرائم هذا الاحتلال كما كان من خلال كاميرا الزميل محمد أبو حطب».