اسرائيل خارج منظومة قانون النزاعات المسلحة او ما يسمى القانون الدولي الانساني

1 نوفمبر 2023
اسرائيل خارج منظومة قانون النزاعات المسلحة او ما يسمى القانون الدولي الانساني

العميد الركن المتقاعد
صالح الشرّاب العبادي
ماجستير القانون في العدالة الجنائية وحقوق الانسان

يعتبر قانون النزاعات المسلحة من القوانين التي تستخدم في الحروب والنزاعات والتي انبثق وصيغ من اجل احترامه وتطبيقة بشكل دقيق في الحروب والنزاعات المسلحة .
اول من اوصى وحض على احترام الآدمية واحترام النفس الانسانية وأسس لبنود وخصائص قانون الحروب او قانون النزاعات المسلحة هي وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم الى القادة والذين بدورهم يقوموا بافهامه وتفعيله للجند .. والتي كانت ولا زالت قواعد راسخة انبثق منها القانون الدولي الانساني او قانون النزاعات المسلحة…
ولقد كانت وصية ابي بكر رضي الله عنه ماثلة الى يومنا هذا وهي موجودة ومنشورة في المعهد الدولي لحقوق الانسان ..
واقتبس منها :
لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمآكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له،… الى اخر هذه الوصايا التي بني عليها قانون النزاعات المسلحة…
ان من اهم مسؤوليات القادة في الميدان واثناء العمليات العسكرية والحروب واجب تدريب الخاضعين لامرتهم بنود وشروط قانون النزاعات المسلحة حيث من اهم واجباتهم منع الانتهاكات لهذا القانون العالمي الدولي الواجب التطبيق ..
ان مبادئ القانون الدولي الانساني ، عديدة ومهمة جداً ان يفهما القادة والجنود المرؤوسين على حد سواء الى درجة يجب ان يرفض الجنود المنفذين الاوامر اذا كانت تخرق قانون النزاعات المسلحة ، حيث انه يجب ان يتم التعامل مع النفس الانسانية معاملة انسانية بدون تميز ، على اساس العرق او الدين او الجنس او حتى الثروة او لانتماء …. ويحب التميز بين المدنين والعسكريين والاهداف المدماك والأهداف العسكرية ..
وفي حالة التباس الأمر وعدم التاكد من الاهداف انها عسكرية فيجب ان تنحاز الى انها اهداف مدنية …
ومن اهم المبادي والتي يعتبر خرقها غير قانوني هو مبدأ التناسب ، والتي من شانها ان تقتل المدنين او تدمر الاعيان المدنية ، فعلى سبيل المثال فانه يكون خرقاً واضحاً للقانون ويرقى الى جرائم الحرب في حالة تم الرد على طلقة نارية من قناص او قذيفة بندقية M4 بقذيفة مدفعية او اسقاط قنبلة فسفورية حارقة او اسقاط قذيفة فراغية او تدميرية ..
وهذا الخرق ماثل الان بشكل فاضح جداً للقوات الاسرائيلية والتي قامت بعمليات انتقامية لا حد لها ، بالتدمير والقتل للمدنيين بشكل مفرط جداً بدون ادنى احترام حتى لاخلاق النفس الانسانية وانهم اصبحوا خارج حدود البشرية والانسانية .. في اعمال القتل والتدمير المحموم .

ومن المبادي اخذ جميع الاحتياطات المسبقة لحماية المدنين والمواقع المدنية وهذا ما يتم خرقه على مرأى ومسمع العالم اجمع .. حيث ان اسرائيل لم تاخذ ادنى درجات الاحتياط في حربها الدائرة الان ضد المقاومة الفلسطينية في غزة ..
والقانون الدولي الانساني او قانون النزاعات المسلحة ينص بشكل صريح وواضح بعدم حرمان المدنيين والسكان المحليين الحصول على السلع الأساسية والتي حرمانها يودي الى الموت والامراض والجوع والعطس والمأوى..

وكذاك يمنع منعاً باتا استخدام المدنين كدروع بشرية ، والمعاملة السيئة، والاعتداء الجنسي، والنهب، والسلب …
وهذا ما تقوم به القوات الاسرائيلية بشكل مباشر وغير مباشر ..
ان اهم مبادئ قانون النزاعات المسلحة هو عدم استخدام الأسلحة المحظورة (الذخائر العنقودية على سبيل المثال ، والاسلحة الكيميائية ، والاسلحة الفسفورية الحارقة ) وإسرائيل وجيشها الخارج قادتها عن القانون قد استخدمت معظم هذه الاسلحة المحرمة دوليا ً …. بدون اي تردد …
اما الاسرى والاموات والاطفال والنساء وتدمير الحرث والنسل … والجرحى والمرضى…. فقد فصل لها قانون النزاعات المسلحة فصولاً كاملة ونصوص على القادة والجنود احترمها وتطبيقها حرفيا … وان خرق اي منها…. هي جرائم حرب يعقد لها المحاكم الدولية ويقدم مرتكبوها الى تلك المحاكم … وهذه طبعاً لا تنطبق على دولة محتلة اسمها اسرائيل… فهي فوق القانون بل هي تدعس على كل انواع القوانين والاعراق والاخلاق وهي الان هي خارج وفوق الشرائع السماوية …

أخيراً … اقول ان إسرائيل وجيشها قد صاغوا قانون حق ابادة المدنين في غزة وبدعم ومباركة من الدول الاوروبية وامريكا والتي ما فتأت تتغنى بحقوق الانسان وقانون النزاعات المسلحة زوراً وكذباً وبهتاناً ….