مطاعم ماكدونالدز الامريكية :المقاطعة و بيانات وكلائها

14 أكتوبر 2023
مطاعم ماكدونالدز الامريكية :المقاطعة و بيانات وكلائها

بقلم الدكتورعبدالفتاح طوقان

بعد ان أعلنت مطاعم ماكدونالدز في الكيان الإسرائيلي المغتصب لفلسطين دعمها لجيش الدفاع الإسرائيلي الذي يقصف و يدمر غزة بوحشية و غياب الإنسانية ، قاتلا الجميع دون استثناء و مسح البيوت و العمارات و تسويتها بالأرض بمن فيها، بانه فتح خمس فروع جديدة ستقدم كل منها ٤٠٠٠ وجبة يوميا لجنود الاحتلال، ومع التدخل الأمريكي السافر و الداعم للإجرام في حق البشرية و إنسانية اهل غزة الفلسطينيين و تصفيتهم و اعلان الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته الصهيوني اليهودي الأصل حفيد احد الهاربين من الاتحاد السوفيتي و اعلان أمريكا دعمها المطلق وارسال بوارجها و مدمراتها و جيشها لقتال مجموعات مسلحة بأسلحة خفيفة تدافع عن حقها و ارضها و تفدي وطنها بأرواحها مثل كل مقاومات العالم ، كان بلا بد من تحرك لمقاطعة المنتجات الامريكية.

و ليس ذلك فقط ، لكن بمجرد ان أعلنت شركة ماكدونالدز الامريكية ( الشركة الام ) احد اكبر الشركات المساهمة العالمية التي تقوم بتجهيز الوجبات السريعة في ١٢٠ دولة و٣١ الف مطعم و يعمل بها نصف مليون شخص تقريبا و ضمن شركات أخرى تضامنها و تبرعها ووقوفها الي جانب إسرائيل جنبا الي جنب مع ستار باكس وغيرهم ،تحرك أبناء الشعب العربي في حملة واحدة للمقاطعة من القاهرة الي بيروت الي عمان و الكويت وبقية الأقطار.  و عند بداية وضوح الرغبة الشعبية العربية العارمة بالمقاطعة للمنتجات الامريكية سارعت الشركات الوكيلة في بعض الدول العربية الي اصدار بيان واحد متشابهة انهم كشركات محلية برآس مال وطني و انهم يقومون بتشغيل مئات الموظفين ( للضغط علي الراي الشعبي ان هؤلاء مهددون في حال المقاطعة لماكدونالدز بفقدان وظائفهم ، وهو تهديد مبطن يربط المصالح الخاصة الربحية بموقف وطني تجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني في غزة الصامدة)، و ان ليس لهم علاقة باي أمور تصدر عن الشركة الام، علما انهم ملتزمون بدفع نسب مئوية من الأرباح و في حال الاختلاف مع توجهات الشركة ورغباتها و أنظمتها يسحب منهم التوكيل، و قد حدث ذلك في احد الفروع خارج الأردن و تلك قصة اخري.

و لقد قامت علي سبيل الذكر شركة ماكدونالدز الكويتية بإعلانها وقوفها مع غزة وفلسطين و تبرعت ب ٢٥٠ الف دولار ورفعت العلم الفلسطيني، فيما التزمت شركات أخرى فقط بالبيان ، اي دون اعلان لموقفها كشركة ودون رفع العلم الفلسطيني و دون التبرع واكتفت شركات أخرى بان مالكيها كأشخاص مع غزة ، و في كل الأحوال و بغض النظر فأن الشارع العربي مع المقاطعة للمنتجات الامريكية و لأمريكا والتي هي أساس الصراع و أساس الابتلاء في الشرق الأوسط، و لا يمكن قانونيا اثبات ان الشركات المحلية ليست ذات علاقة تعاقدية من الشركة الام و تابعه لأنظمتها.

و اقصد حسب قانون الشركات الامريكية ، وحسب نظامها الداخلي فأنه من المفترض حسب تصريحات رؤساء الشركة الام في أمريكا و على مر التاريخ انه ليس لها اتجاهات سياسية أو دينية وأنها فقط مؤسسة ربحية تعمل على جذب الأموال و زيادة الأرباح وهو ما خالفته الشركة بإعلانها الوقوف مع إسرائيل كشركة ام و من خلال وكيلها في إسرائيل .

أرباح شركة ماكدونالدز ( الام ) وصلت سنويا في بعض الأحيان الي اكثر من ملياري دولار، جزء منها هو ما تتحصل عليه من وكلائها في الخارج ( بما فيهم الوكلاء في المنطقة العربية اللذين اصدروا بيانات تبرر انهم لا علاقة لهم بما يصدر عن الشركة الام و هذا مخالف أيضا و له تبعات قانونية أمريكية .

ان الشركات التي تأسست حول العالم – Franchise  فرانشيز -اللذين دفعوا من مليون الي خمس ملايين مقابل الحصول علي التوكيل، ومن قيمة ٥٪ من الأرباح والخسارة يدفعها الوكلاء حول العالم سنويا، وعلي الوكيل ان يتبع كل الإجراءات و المواصفات والقرارات التي تأتي من الشركة الام ويلتزم بها، علي ان يقوم بتأسيس شركة محلية ١٠٠٪ برأس مال محلي مقابل مبلغ مالي معين لاستخدام العلامة التجارية ويرتبط بدفع مبلغ ٤٠٪  من التكلفة الاجمالية اذا كان المطعم جديد و ٢٥٪ اذا كان قائم. وان يكون لمالكي الشركة المحلية رآس مال لا يقل عن ٢،٢٢٨ مليون دولار ليست قرضا و لا يوجد التزام عليها او قيود لاي من الشركات الأخرى.

وكلاء ماكدونالدز و اللذين حققوا أرباحا كبيرة، امام موقف وطني مطالبين بأكثر من بيان حسب الحراك الشعبي المتعاطف و المؤيد الي غزة و مقاتليها و حماسهم لتحرير فلسطين ضمن التخاذل الحكومي العربي، و هم ضمن المقاطعة للمنتجات الامريكية بغ النظر عن أي و كل بيان يصدر. الامر ليس هينا والوطنية لا تقاس بالربح و الخسارة و انما ببذل الغالي و النفيس.

فهل يقدر أي من الوكلاء ان يطلب من الشركة الام الا تقف مع المعتدي الغاصب الإسرائيلي مثلا؟ و هل يستطيع أي منهم ان يعلن ضمن اجماع لبعض من الوكلاء في العالم العربي رفضهم التعامل مع ماكدونالدز اذا ما استمر هذا التأييد و الدعم ؟ وهل لدي الوكلاء – و هم مقتدرون ماليا و اثرياء – ان يتبرعوا بالملايين لأجل مساعدة إنسانية لشعب غزة ام سيكتفون بتوزيع لعب أطفال مع كل وجبة برجر في وقت يقتل أطفال فلسطين ، يذبحون ضمن صمت بعض من حكام العرب ؟

 

Aftoukan@hotmail.com