وليد عبد الحي
منذ 1948 جرت 41 عملية تبادل اسرى بين العرب واسرائيل، من بينها 7 مرات بين اسرائيل والتنظيمات الفلسطينية(1968-1969 ،1971-1979-1983 -1985-2010)، واهم الملاحظات على هذه العمليات من التبادل ما يلي:
1- ان معادلة التبادل في كل العمليات تقريبا كانت تبادل عدد قليل من الاسرى الاسرائيليين مقابل اعداد كبيرة من الاسرى العرب او الفلسطينيين، وهو ما يعني أن الامر لا يسير على اساس اسير بأسير، وهو ما يدفعني الى الاستنتاج ان على الفلسطينيين ان يكون هدفهم –في ظل العدد الكبير من الاسرى الاسرائيليين- هو ” تبييض السجون من كل الاسرى الفلسطينيين دون استثناء اي فلسطيني مهما كانت ذرائع الاسرائيليين القانونية او السياسية ، ودون اي تأجيل .
2- على التنظيمات ان لا تعترف بكل ما لديها من اسرى ، وان تعترف بارقام قليلة ، لان اسرائيل لديها الاستعداد للافراج عن اسرى دون تناسب بين الاسرى الفلسطينيين والاسرائيليين(فالجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط كان ثمنه الف وسبعة وعشرون اسيرا فلسطينيا)
3- على التنظيمات ان تدرج الاسرى الاخرين الذين لديها ضمن ” ال 750 ” اسرائيلي الذين اعلنت اسرائيل انهم مفقودين، وان تبقي هؤلاء “المفقودين لدى المقاومة ” لمنع اسرائيل من العودة لاعتقال من تفرج عليهم مرة اخرى، ناهيك عن ان ذلك سيخلق ارباكا شديدا لدى اهالي “المفقودين” ولدى هيئات صنع القرار الاسرائيلي، أي ان على المقاومة التاكيد ان المفقودين من الاسرائيليين ليسوا لديها.
4- من الضروري ان تكون قوائم المعترف بهم من الاسرى الاسرائيليين من مجموعات محددة، واخفاء مجموعات اخرى، لان اخفاء افراد من مجموعات يفرج عن بعضها سيجعلهم يقولون عند عودتهم انهم قابلوا من تقول المقاومة انهم من المفقودين.(يعني ان من يفرج عنه من الاسرائيليين يجب ان يكون من مجموعات لم تشاهد المجموعات المفقودة).
5- لماذا يجب ان تقتصر شروط التبادل على الاسرى فقط، فعلى التنظيمات ان تدمج مطالب آخرى مثل وقف انتهاك الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، وتقديم التسهيلات بخاصة ذات الطابع الانساني مثل موضوعات الكهرباء والغذاء والماء والدواء وعدم التعرض للصيادين في المياه الاقليمية لغزة والتعويض عن المباني المدنية التي دمرتها الطائرات الاسرائيلية، واعتقد ان ادراج اسماء ” بعض الضباط الكبار من الاسرى الاسرائيليين” في عداد المفقودين يشكل نقطة ضعف كبيرة لاسرائيل يجب استغلالها، فتاريخ الحروب الاوروبية يدل انهم كانوا يضعون شروطا للافراج حسب رتبة العسكري الذي سيفرج عنه، وكلما كانت الرتبة اعلى توضع شروط اعلى..فلماذا لا نفعل ذلك؟ ومن يريد مزيدا من هذه السوابق التاريخية ان يعود ليتعرف على كيفية معاملة الاسرى خلال الثورة الامريكية على الاستعمار البريطاني 1776.
6- ان تصرح المقاومة بانها على استعداد للتعاون مع الصليب الاحمر والامم المتحدة للبحث عن ” المفقودين” لتعزيز فكرة الفقدان من ناحية ، وتأكيد شرعية التعامل مع منظمات المقاومة من ناحية أخرى.
7- على المقاومة ان تشير بطرق ذكية ان بعض الاسرى الاسرائيليين بحاجة لادوية ليست متوفرة لدى الهيئات الصحية الفلسطينية ، وهو ما يجعل حياة هؤلاء الاسرى في خطر ، نظرا لنقص المواد الطبية والاغذية في غزة
8- ان الصور التي يمكن ان تنشرها المقاومة لبعض الاسرى يجب ان تظهرهم في اوضاع جسدية منهكة وبمظهر رث، لكي يتم تعميق قلق أهاليهم وزيادة الضغط على الجهات الرسمية الاسرائيلية…فعرض صور لهم بصحة جيدة يهدئ روع اهاليهم ..
أخيرا..” وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾