عمر الكعابنة
رئيس مجلس النواب، النائب أحمد الصفدي، ظهر كشخصية سياسية بارزة في الساحة الأردنية وحمل سجلاً إنجازاتياً ملموساً خلال فترة رئاسته الأخيرة للمجلس، ويُعتبر قراره بالترشح لفترة رئاسية ثانية، قراراً صائباً و تم تأييده بشدة من قبل 70 نائبًا، مما يُظهر ثقة النواب في قدرته على القيادة وإدارة المجلس.
إحدى الإنجازات الهامة التي يجب أن نلقي الضوء عليها هي جهوده في تنشيط قطاع الاستثمار وجلب رؤوس الأموال إلى الأردن، من خلال زياراته الدبلوماسية والتواصل مع الدول العربية المجاورة، نجح الصفدي في فتح أسواق جديدة للأعمال وتسهيل إجراءات الاستثمار وإزالة العقبات، هذا يعكس التزامه بتحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في البلاد. ويظهر النائب الصفدي أيضًا كشخصية هادئة ومسؤولة، حيث يتميز بدماثة الخلق والقدرة على التعامل مع القضايا الوطنية بحكمة وهدوء، يُشير العديد من المراقبين إلى أنه إستطاع ضبط المجلس ، ولم نرى خلافات مشحونة كالتي أثيرت قبل إستلامه رئاسة المجلس، بالإضافة لتمرير القوانين الأنظمة دون إثارة ضوضاء أو فبركات إعلامية، هذا يُعزز صورته كرئيس للمجلس يعمل بجد.
وهذا ما يحتاجه المجلس بسبب قرب إنتهاء فترته العام المقبل ، الفترة الختامية للمجلس النيابي عبر التاريخ يبرز خلالها بعض النواب تصرفات الـ “ Show off”، لتذكير الناخبين أنهم قاموا بشيء قبل ترك مقاغدهم النيابية، لذا المرحلة لا تحتاج لوجوه جديدة قد تفشل في إدارة المجلس الذي نجح الصفدي في ضبطه خلال قيادته له. من الجوانب الأخرى التي يجب التركيز عليها هي دوره البارز في قضية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، حيث قاد الصفدي مبادرات دبلوماسية برلمانية ناجحة لحماية المقدسات في القدس وتأكيد وصاية الأردن على هذه المقدسات. كما دعم طلب أوقاف القدس ككيان ممثل لكافة أطياف المدينة المقدسة، وأكد على حق المسلمين في ممارسة عبادتهم في المسجد الأقصى دون تدخل من قبل الجهات الأخرى.
زيارة الصفدي للجزائر كانت مناسبة مهمة لتعزيز دور الوصاية الهاشمية وللحصول على الإجماع في أحد المؤتمرات البرلمانية، ومن ثم، استمر في تعزيز هذه القضية في لقاءاته مع رؤساء البرلمانات العربية والإسلامية والدولية، حيث أكد على أهمية الوصاية الهاشمية في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وحمايتها من مخططات التهويد. على الصعيدين الإقليمي والدولي، نجح الصفدي في تعزيز العلاقات الثنائية مع دول أخرى مثل سوريا والعراق ومصر ، وهذا يسهم في تعزيز استقرار المنطقة، كما تم انتخاب الأردن كمركز إقليمي للأمن الغذائي، مما يُظهر دوره الهام في تعزيز الأمن الإقليمي والدور الإقليمي للأردن.
إلى جانب إنجازاته السياسية والدبلوماسية، يسعى الصفدي إلى جذب الشباب إلى العملية السياسية وتشجيعهم على الانخراط في الأحزاب السياسية، هذا يعكس اهتمامه بتطوير الأجيال الشابة كقادة مستقبليين وتشجيعهم على المشاركة في تطوير البلاد. المرحلة القادمة من عمر المجلس، تحتاج لـ دبلوماسية الصفدي التي أبرزها خلال فترة رئاسته، بسبب التداعيات المتوقعة على الصعيد الإقليمي والدولي وتحديداً في ملفي القضية الفلسطينية تحديداً بعد الأحداث الأخيرة في غزة و اللاجئين السوريين الذي لم ينتهي بعد ويحتاج متابعة للدور الذي قام به الصفدي بنفسه ، عدا عن التطورات المحلية المتوقعة سواء على الصعيد السياسي والاقتصادي والمجتمعي.
باختصار، رئيس مجلس النواب النائب أحمد الصفدي يمثل شخصية سياسية بارزة تحمل إنجازات مهمة في مجالات متعددة، و لعب دورًا حيويًا في تعزيز الاستثمار، وإستخدم الدبلوماسية لتعزيز دور الأردن في حماية المقدسات الدينية، وتعزيز دور المملكة في الاستقرار الإقليمي، ودعم المشاركة الشبابية في الحياة السياسية، إن إنجازاته تعكس التزامه القوي بمصلحة الأردن ودوره البارز في الساحة الإقليمية والدولية