غازي ابوجنيب الفايز
كما هو المعتاد والمتوقع، نجحت دولة الكويت بتنفيذ وعود قياداتها، في إيصال سفينة الأزمة الخليجية إلى بر الأمان، بأقل الخسائر والكلفة، فها هي الحدود البرية والبحرية والجوية بين الشقيقتين السعودية وقطر تتنفس عبق الأخوة التي لا يمكن طمسها بين دول مجلس التعاون الخليجي مهما كبرت الأزمات والخلافات.
فما بدأه أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الجابر الصباح، بمنع اتساع رقعة الخلاف بين السعودية وقطر، عندما وقف أمام الجميع وأكد أنه منع وقوع أي اشتباك عسكري، ها هي القيادة الكويتية الجديدة تبرهن للعالم أن الدور الذي تلعبه دولة الكويت في المحافظة على وحدة الصف العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص، هو نهج راسخ لدى الكويت وغير مرتبط بمرحلة أو أزمة محددة.
القيادة الكويتية الجديدة أبت أن تمر القمة الخليجية التي تنطلق بعد ساعات في مدينة العلا السعودية، مرور الكرام، بل حرصت أن تكون تلك القمة عنوان عريضا للمصالحة العربية الخليجية، لإدراكها بأن وحدة الدول العربية هو السبيل الوحيد لحمايتها من أي مخاطر خارجية، ومن شأنه سد أي ثغرات تمكن العدو، أي عدو من بث سمومه ومؤامراته داخل الجسم العروبي الواحد.
فتح الحدود والأجواء بين السعودية وقطر، ليست النهاية، بل هي خطوة أولى نحو قطار مصالحة شاملة وتوحد عارم، تقوده دول الكويت قيادة وشعبا، نحو كافة الدول العربية التي شهدت وما زالت تشهد أزمات أرهقت البشر والحجر على حد سواء.