دراما السياحة التركية

19 سبتمبر 2023
دراما السياحة التركية

شرحبيل ماضي
خبير السياحة والبيئة

قد يبدوا للقارى بان عنوان المقال مقلوباً ولكن في النهاية سيتم تعديله بعد الانتهاء من القراءه وتفهم الهدف من المقال، حيث لا يخفى على أحد النشاط السياحي الكبير الذي شهدته الدولة التركية ودولا اخرى خلال العشرين سنة الماضية والزيادة لا بل القفزة الكبيرة في اعداد السياح وليس الزوار من الدول العربية ودولاً أخرى حيث تعتبر المملكة الاردنية الهاشمية من طلائع الدول المصدرة للسياح اليها لعدة اسباب ، ودون الدخول بالاعداد او حجم المبالغ المالية التي ينفقها الاردنيين في هذه الدولة ما بين نقل واقامة ورحلات وتسوق .

اذكر وقبل عشرين عاماً كان الاهل والاصدقاء يسارعون لانهاء اعمالهم والذهاب للمنازل المتابعة مسلسلات الدراما والاكشن التي انتجها العقل والمسوق التركي بذكاء لجذب ولفت الانتباه لخصائص الأرض والتاريخ بداية كان اسمه الارض الطيبة ويحكي قصة القرية وتفاصيلها وبعرض باسلوب مشوق تضاريس عشقها كل من شاهدها وتهافت الزوار لزيارة هذه القرية بتفاصيلها البسيطة ، ومن ثم انتقلنا الى العشق الممنوع او ما عرف بمهند ونور وقصة العشق التي عاشاها في قصر على النهر اصبح لاحقا محجاً للزوار ومن منا لم يزره او يرغب بزيارته لم يكن الهدف من المسلسل الاحداث ولكن التفاصيل التي عاشها الابطال يوميا، الى ان جاندا وادي الذئاب بكل تفاصيله وحبكاته وقصصة الخيالية لرجال الاعمال والساسة وفخامة العيش والبذخ لتجد بعدها العروض الكبيرة لشراء البيوت والقتل وتقديم الحوافز للعيش الرغيد هناك. حيث ارتفعت نسبة التملك من الأجانب في تركيا بشكل كبير رافقها سياسة اختراق وغسيل للأدمغة ساهمت بتوجه رجال الاعمال للاستثمار هناك.

كل ما ذكر كان بفضل الاستراتيجية الذكية لاختراق الأسواق التي انتجتها الادارت هناك واستطاعت جذب السياح والمواطنين للزيارة بقصد الاستجمام والتسوق والاستثمار بقوة وسرعه فاقت التصور بأن اثر هذه الاعمال سيكون مدويا، وفي الوقت نفسه يزخر الأردن بالمواقع السياحية والأثرية ومواقع التراث العالمي والشواهد والطبيعة والتنوع الذي لن تجده في اي بلد حول العالم وتعتبر كنزا ما أن استغلت ستكون المنجد والمخلص من ازمة اقتصادية ضربت بجذورها في الطبقة الرابعة من طبقات الأرض .

ولا يخفى على أحد بان الاردن يحتضن مجموعه كبيرة من الفنانين وصل بعضاً منهم للعالمية وكانت لهم بصمات وتميز وكفاءة في التمثيل شهد لها القاصي الداني بذلك كما كان لتجربة الدراما الاردنية في سابق الازمان دور في تسويق ثقافتنا وتراثنا الاردني من خلال المسلسلات البدوية التي انشرت في كل بقاع الأرض حتى أصبحت وادي رم وبادية الأردن مزاراً للسياح من شتى بقاع العالم واصبحت سياحة المغامرات وسياحة العيش مع مجتمع البادية غاية كل سائح .

ختامها ،، يواجه البعض من الفنانين الاردنيين بطالة أوصلتهم الى عدم المقدرة على توفير سبل العيش الكريم لهم ولعائلاتهم السبب في ذلك عدم توفر المبالغ المالية لانتاج الاعمال الفنية أو خوف المنتجيين من انتاج اعمال من الممكن أن لا تسوق وتباع أو عدم القدرة على ايصال رسالة الفنان الاردني للعالم من خلال اعمال تنافس اعمال الدراما التركية ومثيلاتها التي استطاعت أن تكون اداة تسويق هذه البلدان ، وفي الوقت نفسة انفقت الحكومة مشكورة الملايين لدعم القطاع السياحي وجذب السياح من شتى بقاع الأرض، فهل من الممكن توجية جزء من هذه الأموال لانتاج الاعمال الدرامية والسينمانية وتوظيفها لتصبح أحدى أدوات التسويق والترويج للاستثمار ولمنتجنا السياحي المميز بكل تفاصيلة كما هو الحال في الدراما التركية والسياحة .