نضال ابوزيد
كشفت جلسات الثقة بحكومة الخصاونة، ضحالة الحالة التشريعية للبرلمان التاسع عشر، حيث الوجوه الجديدة تستعرض خلف منصة الخطاب وحيث جلسات النواب تحت القبة بين منشغل بهاتف خلوي وبين منهمك باعداد قوائم التوظيف ومكافئة المحيطين به من باب أولى لك فاولى.
مشهد بات يتكرر في كل برلمان مع اختلاف شخوص الحدث، الا ان الفارق ان أعضاء التاسع عشر لايزالون يحاولون الاستمتاع بالهالة التشريعية التي يحيطون أنفسهم بها، لم يلمس الشارع بعد اي تغيير يذكر لا في الأداء ولا في الخطاب، او اية مناكفة خشنة، قد تجبر الحكومة على السير في بوتقة المجلس سو من بعض المناوشات الطفيفة، والتي يبدو أن مردها محاولة بعض النواب التعامل بحسابات الربح والخسارة من منح الثقة او عدمها، حتى باتت خطابات النواب مخرجات نحوية ولغوية اغرقت الوجوه الجديده بالتزلف والتكلف، والدخول في لزوم ما لا يلزم.
ثمة جرعة إضافية قد تخرج من رحم المجلس خلال جلسة يوم الأحد وعلى لسان القطب البرلماني عبدالكريم الدغمي عضو كتلة الشعب و التي بدأت تحاول وتناور للإصطفاف في تيار المناكفة، حيث بات الدغمي وطاقم كتلة الشعب امام تحدي عميق بعد أن أشار في أكثر من مناسبة بأن “هذا المجلس يختلف عن سابقاته” وان “المجلس لايريد العودة إلى المربع الأول”، جملة بدت فيها خشونه تعكس نواية مناكفة وهنا ليست للحكومة وليست لأدوات الدولة، بقدر ماهي مواجهة يفرضها النائب المخضرم الدغمي على رئيس المجلس العودات والذي يشعر الدغمي انه انتزع مقعد الرئاسة منه انتزاعا.
ثمة حالة تحت القبة يمكن أن تلخص بأن بعض النواب يحاول ابتزاز الحكومة بالثقة، والآخر يحاول الاستعراض امام الشارع لانه يشعر بنشوة النصر والظفر بالمقعد، والقسم الاخر وهم الخبراء او المخضرمين في حالة إستكانة عامة استعدادا للانقضاض على استثمار الفرصة في انتزاع مكاسب تحت غطاء نائب الشعب.
هذه الحالة اسست لمشهد استعراضي قد يقود إلى بطئ في إيقاع منح الثقة، وهي ظاهرياً محاولة من النواب لاستنباط مشهد وجود مجلس خشن لا يمرر بسهولة قرارات الحكومة، وباطنياً خلف الكواليس، المجلس سيتبع الحكومة وستُمنح الثقة بأريحية وتعبر الموازنه جسر الإقرار بسهولة ويُسر، وبالمحصلة المشهد انتج نجوم استعراضيين جدد خلف المايك وعلى الاثير وتحت القبة.