أسرار خط سير المخدرات من عاصمة الكبتاجون إلى الشارع الخليجي

18 سبتمبر 2023
أسرار خط سير المخدرات من عاصمة الكبتاجون إلى الشارع الخليجي

وطنا اليوم – أكدت تقارير الأمم المتحدة أن سوريا أصبحت خلال السنوات الأخيرة، واحدة من أكبر منتجي مخدر الكبتاجون في العالم.
وتحولت موانئ عالمية وإقليمية، لمسارح جريمة، بسبب تدفقات مخدر الكبتاجون القادم من سوريا، التي لا تترك ميناء إلا وطرقت أبوابه بكل حيل التهريب.

بدأ تصنيع الكبتاجون في النصف الأخير من القرن الماضي بصورة شرعية، لعلاج اضطرابات نقص الانتباه وفرط الحركة والاكتئاب، ثم تم سحبه من الأسواق بعد 20 عامًا بسبب آثاره الجانبية.
تم تتبع شبكات الكبتاجون السوري من واقع التحقيقات الرسمية وقواعد البيانات الحكومية، كما تم رصد حجم التجارة وعلاقتها بمقربين من الرئيس السوري، وفقا لموقع “الحرة”.

وكشفت مسارات التهريب عبر لبنان والأردن إلى دول خليجية وأوروبية، وكيف استخدمت دمشق المخدرات كورقة ضغط سياسية لكسر عزلة عربية دامت لسنوات؟.

منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، وما تلاها من أحداث، خسرت البلاد الكثير من الموارد الاقتصادية، ومن أهمها النفط، الذي كان يشكل أكثر من ثلث ناتج الدخل القومي السوري.
وتحولت عاصمة الأمويين إلى عاصمة الكبتاجون، حسب وصف قاضي سوري بأن البلاد تحولت الى مركز رئيس لصناعة المخدرات.

حققت شبكات الكبتاجون حول العالم، أرباحًا طائلة من مبيعات قدرتها الحكومة البريطانية بـ 57 مليار دولار، وكانت سوريا مركزًا رئيسًا لتلك الصناعة.
وقدر إحصاء لمعهد نيولاينز للدرسات في واشنطن، قيمة ضبطيات الكبتاجون بنحو 5.7 مليار دولار، رغم استمرار تسرب حبوب الكبتاجون عبر الموانئ والطرق البرية الأمريكية.

 

 

وصادرت السلطات الإيطالية في عام 2020، في ميناء ساليرنو، على البحر المتوسط، ثاني أكبر شحنة كبتاجون مضبوطة في التاريخ، نحو 84 مليون قرص بقيمة سوقية تتخطى المليار يورو.

في فبراير عام 2023 اتهمت شرطة الأموال الإيطالية السوري طاهر الكيالي، باعتباره المسؤول عن تهريب 14 طنًا من الكبتاجون إلى البلاد.
وحصلت وسائل إعلام على نسخة عبر مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد، من أوراق قضية رجل الأعمال السوري الذي اتهم في أكثر من قضية مخدرات حول العلم.

وتؤكد وثائق محكمة ليبية أن سوري آخر يدعى محمود الدج كان يتزع تشكيل عصابي لتجارة المخدرات حسب اعترافات من أغراهم بالمال للعمل في تهريب المخدرات.

لكن التقاء خيوط شبكة الكبتاجون المعقدة، وانطلاق تدفقات المخدر المضبوطة من اللاذقية، كشف عن علاقة بين ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري، و شقيق الرئيس.
لا يعرف على وجة الدقة عدد معامل الكبتاجون الصغيرة في سوريا ، لكن تقارير استقصائية، تشير لوجود ما لا يقل 15 مصنعا كبيرا لإنتاج الكبتاغون بجانب عقاقير مخدرة أخرى.

كشف النقاب عن صلات مباشرة جديدة بين تجارة مخدرات الكبتاجون وشخصيات قيادية في القوات المسلحة السورية وكذلك عائلة الرئيس بشار الأسد، وفقا لـ ” بي بي سي”.
تتركز مواقع الإنتاج الرئيسية في محافظة حمص وفي بلدة البصة، وهي منطقة نائية بمحافظة اللاذقية، ومصنع آخر تديره الفرقة الرابعة، بحسب المركز ذاته.

 تنتج  “مادة الأمفيتامين” وبعدها تبدأ رحلة الكبتاجون نحو أسواق بيعه في دول الخليج، وأبرزها المملكة، التي ضبطت فيها أكبر كمية من المخدر، بحسب تقرير المخدرات العالمي 2022 ، للأمم المتحدة.
وأشار التقرير إلي أن منشطات الأمفيتامين، هي أكثر مجموعات المخدرات، انتشارا فوق أراضي المملكة.
وتمر عبر ميناء جدة على البحر الأحمر، ثلاثة أرباع تجارة المملكة، ما يصعب معه وفق خبراء منع دخول كل ما هو محظور

خبرة المملكة، أسفرت عن ضبط مئات الملايين من أقراص الكبتاجون، واتهمت حزب الله اللبناني  حليف نظام بشار الأسد بالوقوف وراء تلك الشحنات.

موافقة دول عربية على إعادة العلاقات مع النظام السوري، بعد أكثر من 10 سنوات من المقاطعة، خطوة يرى خبراء أنها نتيجة محتملة لاستخدام دمشق تهريب المخدرات كسلاح سياسي.
لم يغب ملف المخدرات عن أجندة الاجتماعات التمهيدة لعودة سوريا إلى الجماعة العربية، في الأول من مايو 2023، قبل فك تجميد عضوية سوريا.
وشهدت إحدى العواصم العربية اجتماعا ضم وزراء خارجية الأردن والسعودية ومصر والعراق، مع نظيرهم السوري، وكانت إحدى مخرجاته الأساسية، وفقا للبيان الختامي، “التعاون لإيقاف إنتاج وتصدير الكبتاجون”.

فرضت بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على قائمة من الأشخاص، بينهم اثنان من أبناء عموم الرئيس الأسد، يشتبه في تورطهم في تجارة الكبتاغون.
وتقول الـ “بي بي سي” ، أنها من عمق دولة المخدرات في سوريا، وجدت أدلة تشير إلى تورط مسؤولين سوريين كبار آخرين بالإضافة إلى أولئك المدرجين بالفعل في تلك القائمة.

تحقيق نشرته المجلة الألمانية دير شبيغل، يوضح كيف تورط النظام السوري عبر وحدات عسكرية وعصابات مسلحة ومقربين من الرئيس، في تجارة مخدرات تجاوزت قيمتها في عام واحد 5.7 مليار دولار، وفقا لموقع “دي دبليو”.
بدأت القصة بشكوك وانتهت إلى اكتشاف إحدى أكبر شبكات تهريب المخدرات خلال السنوات الأخيرة، وأصبح نظام الأسد في قلب ضجة كبرى، وأن سوريا أضحت مُنتجاً رئيسياً لحبوب الكبتاغون.

من خلال شحنات كثيرة، تبين أن  سوريا باتت مصدرا للمخدرات في المنطقة المتوسطية، وتحوّل تصدير الكبتاجون إلى أهم بضاعة تصدر من هناك حسب ما يؤكده جول رايبورن، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا.
تتحدث المجلة أن اثنين من الناشطين في التجارة كانا يشغلان سابقا مناصب مؤثرة في ميناء اللاذقية، كما أنه ورغم اعتراض الكثير من الشحنات، بقيت تصدر بشكل مستمر من هذا الميناء.
وتم اعتراض مكالمة هاتفية يتحدث فيها مشتبه سوري في ألمانيا عن علاقاته الممتازة مع أفراد من عشيرة الأسد.

اكتشاف حبوب الكابتاجون في مواد غذائية في المملكة، يُظهر فقط جزءا من الحيل التي يقوم بها المصدرون لإخفاء جرائمهم
كما تبين الطريقة التي تخفى بها شحنات الكبتاجون وجود احترافية كبيرة لا يمكن القيام بها إلا في المصانع.
يقول مسؤول إيطالي ممن اعترضوا شحنة الكبتاجون في ميناء ساليرنو: “”كانت لفافات الورق ضخمة للغاية لدرجة أننا لم نكن لنجد الحبوب بداخلها لو قمنا بتصويرها بالأشعة السينية”.
ورغم كل هذه المصادرة، استمر إرسال الشحنات بكميات كبيرة، بل كانت توضع حتى داخل صابون الزيتون كما جرى في مصادرة الشحنات في رومانيا، وحاليا باتت أيّ شحنات قادمة من اللاذقية موضع شك كبير.

جدير بالذكر، أن النظام السوري سبق له أن أعلن مصادرة العديد من شحنات الكبتاجون، ومن ذلك شحنات متجهة إلى الأردن، كما أعلن لبنان عن إجراءات مماثلة.
لكن التحقيق يشير إلى أن الشحنات المصادرة في أوروبا تبين أن حجم الإنتاج كبير جدا ومن الصعب للغاية أن يحدث دون تورط رسمي.