خبراء يحذرون: العالم على حافة كارثة هائلة

10 سبتمبر 2023
خبراء يحذرون: العالم على حافة كارثة هائلة

وطنا اليوم:رتفعت حصيلة أعنف زلزال ضرب المغرب ليل الجمعة، إلى أكثر من ألفي وفاة، وقد أعلنت المملكة حدادا وطنيا مدّته ثلاثة أيّام.
وقالت وزارة الداخليّة في بيان “إلى حدود العاشرة مساءً (21.00 ت غ)، بلغ عدد الوفيات الذي خلّفته الهزّة الأرضية 2012 شخصا”.
وضربت المنطقة العربية العديد من الزلازل خلال السنوات والعقود الماضية، لكن عددا منها كان مؤثرا من ناحية عدد الضحايا المرتفع، والدمار الواسع الذي أحدثته في المباني والبنية التحية بالمدن العربية.
الناقد والأكاديمي المصري المرموق د. سعد مصلوح ذكّر بقول أمير الشعراء أحمد شوقي: قد قضى الله أن يُؤلِّفنا الجُرْحُ وأن نلتقي على أشجانِهْ// كلَّما أنَّ بالعراق جريحٌ لَمَسَ الشرقُ جنبه في عُمانِه [شوقي]
وأردف مصلوح: أحباءنا في المغرب: سلاما.
من جهته قال الكاتب الصحفي أحمد النجار، الرئيس الأسبق لمؤسسة الأهرام إن لنا في المغرب إخوة في مصاب جلل، لهم من قلوبنا سلام ومحبة وتضامن بلا حدود.
وأضاف النجار: “جرحكم يدمي قلوبنا.. خالص العزاء في شهداء الزلزال الرهيب، وكل الأمنيات بشفاء الجرحى ونجاة كل من يصارعون من أجل الحياة تحت الأنقاض. قلوبنا معكم وآمل أن تكون يد المساندة بفرق الإنقاذ والمساعدات الطبية والحياتية حاضرة من الدولة والجمعيات الأهلية وأهل الخير”.
وتابع قائلا: “ويا ليت لدينا الآن نظير إنساني على الأقل لأم كلثوم أسطورة الغناء العربي وسيدته العظمى على مر العصور التي بادرت في مصاب مناظر ضرب مدينة “أغادير” المغربية لجمع التبرعات في حفل تبرعت به لمساندة منكوبي ذلك الزلزال والمساهمة في مجهود إعادة بناء المدينة”.
واختتم قائلا: “من يستطع فليفعل فالثواني تساوي حياة في إنقاذ من هم تحت الأنقاض وفي إغاثة من فقدوا أسس معيشتهم.”
في ذات السياق دعا القاص المصري صابر رشدي للمغرب بالسلامة، سائلا الله أن يحفظ الأشقاء بالمغرب، ويحفظ هذا البلد العظيم.
التدهور البيئي
من جانبه قال د. إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إن زلزال المغرب العنيف، ومن قبله زلزال تركيا الذي أحدث دمارا بيئيا وبشريا هائلا وغير مسبوق علي مدي قرن كامل، وغير ذلك من التحولات البيئية المخيفة، يدعو الي القول إن التدهور البيئي علي مستوي عالمي شامل، وبكافة صوره ومظاهره واشكاله، يكاد يكون في أسوأ حالاته الآن، او علي الاقل حتي اشعار آخر.
وأضاف أن ما يحدث، وبشكل غير مسبوق، من زلازل مدمرة ومن براكين وحرائق غابات ومن اعاصير وسيول وفيضانات ومن احتباس حراري عالمي، ومن تغيرات مناخية تنذر بكوارث بيئية وشيكة او كما يقول امين عام الامم المتحدة جوتيريتش انها اخطار تتجاوز قدرتنا علي مواجهتها، وهو ما يعني به انها خرجت عن السيطرة لتصبح اخطارا بيئية داهمة ومنفلتة، وانها اصبحت تشكل تحديا وجوديا حقيقيا وتهديدا متعاظما لظروف الحياة الطبيعية الآمنة في كل مكان وبلا استثناء.
وقال مقلد إن العالم كله واقع حاليا في بؤرة التهديد والخطر.
وتابع قائلا: “لا اعرف سببا محددا لهذا التزامن الغريب بين كل ما نسمع عنه بشكل شبه يومي من حوادث بيئية مؤسفة وصادمة ولم تترك قارة واحدة في العالم الا وامتدت اليها واثرت فيها، من الصين الي هاواي الي كندا الي الهند وباكستان الي بريطانيا الي اليونان الي الجزائر الي المغرب وتركيا، والحبل علي الجرار كما يقولون”.
ولفت إلى أنه لم يعد من قبيل المبالغة او التهويل تصوير ما يحدث من تغيرات بيئية مدمرة بانه تهديد وجودي للبشرية ولمستقبل الحياة علي الارض، وليس خطرا عارضا او لا يخشي منه كما كان يظن في السابق وقال إن التصدي لكل تلك الأخطار الوجودية الداهمة، باتت تفرض علي عقلاء العالم من قادة وزعماء ورؤساء دول ان يتكاتفوا ويتدبروا معا حول كيفية مواجهتها والتعامل معها بروح المسئولية، وكذلك في ما يجب ان يكون عليه تعاونهم المشترك للتغلب علي تداعيات الدمار الشنيع الناتج عنها علي نحو ما رأيناه مع زلزال تركيا الذي كان يعادل في عنفه استخدام سلاح نووي كما قال الخبراء في وصفه وقتها.
واختتم مؤكدا أنه “لم يعد يجدي او يفيد انشغال هؤلاء القادة بسباق تسلح يورطون فيه دولهم ويكون اداتهم لاشعال الحروب هنا وهناك علي غرار الحرب الاوكرانية القبيحة التي نعيشها معهم الآن، وهي الحرب التي لا اشك في انها سوف تضاعف من تبعات هذا الدمار البيئي بما سوف يستخدم فيها. من قذائف اليورانيوم المنضب، بآثاره الاشعاعية المميتة والمستمرة، تماما كما سبق لهم ان فعلوا عند غزوهم للعراق في 2003 وتحديدا في معركة مطار بغداد التي استخدموا فيها هذه الاسلحة المحرمة او المحظورة دوليا لآثارها الكارثية علي البيئة والانسان، وما حدث في العراق من قتل همجي لهذه الاعداد الهائلة من البشر يشهد عليهم بحجم جريمتهم فيه، واهل العراق هم افضل من يمكنهم الإدلاء بشهاداتهم حول هذه الجريمة التاريخية التي كانوا ابرز ضحاياها، واكثر من دفع ثمنا فيها”.
وخلص إلى أنه مع هذه التحولات البيئية المتسارعة والمرعبة، فان العالم كله يقف علي حافة كارثة هائلة ومرعبة لا يعلم مداها الا الله وحده، داعيا العالم ان يكون علي مستوي التهديد والخطر، حتي لا يكون في تقاعسنا وتخاذلنا وفي استخفافنا بهول ما لم نعد بعيدين عنه من دمار بيئي شامل نهاية الحياة