وطنا اليوم:قالت السلطات اليونانية والأوروبية، الثلاثاء، إن رجال الإطفاء اليونانيين يواصلون مكافحة “أكبر” حريق غابات في الاتحاد الأوروبي منذ 23 عامًا.
وامتد حريق غابات مستمر منذ 11 يوماً شمال شرقي اليونان ليغطي مساحة تفوق مساحة مدينة نيويورك الأمريكية، بحسب ما أفادت خدمة كوبرنيكوس لمراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء 29 أغسطس/آب 2023.
وانتشر الحريق الذي بدأ قرب مدينة ألكساندروبوليس، وزادت قوته بفعل الرياح العاتية والطقس الحار، بشكل سريع في أنحاء منطقة إيفروس؛ مما أسفر عن مقتل 20 شخصاً على الأقل الأسبوع الماضي، في أكثر حرائق الغابات إزهاقاً للأرواح بأوروبا هذا الصيف.
وحوَّل الحريق مساحات شاسعة من الأراضي الخضراء إلى أرض محترقة، فضلاً عن تدمير منازل.
تفوق مساحة نيويورك
وذكرت خدمة كوبرنيكوس لإدارة الطوارئ في منشور على منصة إكس، المعروفة سابقاً باسم تويتر، أن الحريق أتى على 808.7 كيلومتر مربع من الأرض، في حين أن مساحة مدينة نيويورك تصل إلى 778.2 كيلومتر مربع.
وقالت كوبرنيكوس الأسبوع الماضي إن هذا كان أكبر حريق على الإطلاق نشب في أوروبا منذ أعوام.
ومن المعتقد أن جميع الوفيات باستثناء حالة واحدة هي لمهاجرين غير شرعيين عبروا من تركيا هاربين من الشرطة إلى الغابة.
وتخشى السلطات من العثور على مزيد من الجثث عند إخماد النيران؛ إذ إن إيفروس تشتهر بكونها معبراً لآلاف المهاجرين واللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي سنوياً.
وأفادت إدارة الإطفاء بأن طائرة ومئات الأفراد من فرق الإطفاء على الأرض من صربيا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك وألبانيا يكافحون النيران، وحذرت السلطات من أن المخاطر المتعلقة بالحريق ما زالت كبيرة اليوم الثلاثاء.
تهديدات للاجئين!
من جانب آخر، أجّجت حرائق الغابات المدمرة التي تجتاح اليونان هجمات على اللاجئين والمهاجرين، الذين يُتهمون بالتسبب في هذه الحرائق، ويتعرض كثير منهم للاعتداء أو الطرد أو كليهما من الحدود اليونانية على يد الشرطة، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
وزعم باراشوس كريستو باباداكيس، النائب القومي المتطرف، عبر صفحته على فيسبوك، أن المهاجرين واللاجئين هم من أشعلوا هذه الحرائق، وفقاً لمنظمة العفو الدولية.
وقالت وزارة الهجرة واللجوء اليونانية، تعليقاً على وفاة طالبي لجوء مشتبه بهم في الحرائق، إن هذه “المأساة تؤكد مرة أخرى مخاطر الهجرة غير الشرعية”.
وانتشرت هذه المزاعم كالنار في الهشيم بين الجماعات اليمينية المتطرفة، وهذا رغم تأكيد هيئة الإطفاء اليونانية مطلع الأسبوع الماضي أن الحرائق اندلعت بسبب البرق وليست من صنع الإنسان.
وعثر رجال الإطفاء الثلاثاء 22 أغسطس/آب على بقايا متفحمة لـ18 لاجئاً في غابة داديا في منطقة إيفروس. وعُثر على جثة أخرى في مكان قريب يوم الخميس 24 أغسطس/آب. وكان اثنان على الأقل من بين الـ19 طفلين. وعُثر على سبع إلى ثمانٍ من هذه الجثث مُكوّمة مع بعضها في الغابة، وفقاً لرويترز.
وقالت منظمة دعم اللاجئين غير الحكومية Refugee Support Aegean: “في وقت مات فيه ما لا يقل عن 19 لاجئاً، بدلاً من أن تتحمل الدولة مسؤولياتها، نرى للأسف ممثليها يشوّهون الواقع، وفي بعض الحالات يقبلون، إن لم يكن يثيرون، الخطابات والممارسات العنصرية”.
يُشار إلى أن منطقة الغابات الكثيفة التي تشتعل فيها بعض الحرائق، والتي تقع على الحدود مع تركيا، من الطرق التي كثيراً ما يسلكها اللاجئون الراغبون في الوصول إلى أوروبا