وطنا اليوم:تواصل الحرائق في الغابات والمناطق الحراجية في اللاذقية لليوم الخامس على التوالي، والتي بدأت بالاندلاع منذ الثلاثاء الماضي، وفق ما أفادت السلطات السورية.
وأفادت مصادر أمنية سورية في بيانات صحفية السبت، أن فرق الدفاع المدني والزراعة والغطفاء من عدة محافظات تشارك في إخماد الحرائق، إضافة إلى مشاركة الطيران المروحي، بحسب وكالة الأنباء السورية سانا.
وأضافت أن فرق الإطفاء تمكنت من منع امتداد النيران باتجاه قرية جورة الماء، مؤكدة عدم حصول أضرار في الأراضي الزراعية وممتلكات المواطنين في القرية
تكافح فرق الإنقاذ والإطفاء السورية والروسية لإخماد الحرائق التي اندلعت في الغطاء النباتي بمحافظة اللاذقية، غرب سوريا، ضمن سلسلة من حرائق الغابات والمزروعات تجتاح العالم منذ أسابيع نتيجة تغير المناخ والقبة الحرارية.
ويفند خبير بيئي ما وراء تتالي وتسارع هذه الحرائق في كندا وإيطاليا واليونان وسوريا وغيرها، وعلاقة ذلك بـ”القبة الحرارية”، واحتمال فقدان البشر الأرض الصالحة للعيش في سنوات قليلة، إن لم يحدث تحرك عاجل.
واندلعت الحرائق في اللاذقية، الثلاثاء، وتواصلت الأربعاء في الغابات بين قريتي مشقيتا والسركسية في ريف اللاذقية الشمالي، وفي محيط بلدة ربيعة.
ووفق وكالة “سبوتنيك” الروسية، فإن سبب كثافة الحرائق أن عددا منها اندلع في وقت واحد في ريف اللاذقية الشمالي، وبسبب تقلب الرياح واشتداد سرعتها، ووعورة التضاريس وانحدارها، خرجت عن السيطرة؛ ما استدعى تدخل أفواج الإطفاء من داخل المحافظة ومحافظات أخرى، وبمؤازرة من وحدات الجيش السوري والمروحيات الروسية.
يوضح عضو الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، الخبير البيئي، أيمن قدوري، كيف تتكون القبة الحرارية، والرابط بين وجودها وبين زيادة حرائق الغابات التي يتابعها العالم باندهاش لشدتها وتتابعها السريع هذه الأيام:
القبة الحرارية تعمل على تكرار الدورة الهوائية مع رفع درجة حرارة الهواء.
عندما ترتفع درجة حرارة الهواء القريب من سطح الأرض يرتفع إلى أعلى ليحل محله هواء أقل حرارة بفعل فرق الضغوط بين طبقات الغلاف الجوي وهذه عملية طبيعية.
عند وجود منطقة ضغط جوي عالي في الطبقات العليا للغلاف الجوي تعيق عملية التبادل الحراري بين طبقات الغلاف، وتعمل على حبس الهواء الساخن؛ فترفع درجة حرارته بفعل الضغط العالي المسلط عليه وحرارة الشمس؛ فيعود الهواء أسخن مما كان عليه لسطح الأرض.
بالتالي ترتفع درجة الحرارة، وتكون المنطقة المتأثرة بالقبة الحرارية أشبه بالفرن.
ارتفاع درجة الحرارة بسبب القبة الحرارية بمقدار يتراوح بين 5-10 درجات مئوية يفاقم الأزمات المصاحبة لتغير المناخ، مثل الجفاف، تغير أنماط هطول الأمطار، اشتداد قسوة العواصل الرعدية، والفيضانات الضخمة، وكذلك انتشار أوسع لحرائق الغابات.
واتساع رقعة الغابات المحترقة أمر وارد الوقوع أكثر من غيره؛ نتيجة تسارع عملية جفاف نباتات الغابات؛ ما يجعلها في حد ذاتها وقودا جاهزا للاشتعال ما أن توفرت لذلك الشرارة الأولى، سواء من مصدر طبيعي كالبرق وتدحرج الحجارة، أو مصدر غير طبيعي كالإهمال البشري.
إضافة لما سبق، فإن انخفاض المحتوى المائي في التربة، وزيادة هبوب الرياح الحارة، هي ضمن العوامل المثالية لانتشار الحرائق.
الحرائق تنتشر على طول الجنوب الأوروبي وصولا لسواحل المتوسط التركية، وغابات أميركا الشمالية، وأجزاء من وسط أميركا الجنوبية، وقد تدخل دول عربية على الخط مثل لبنان.
النصف الشمالي من الأرض يمر في فصل صيفي قاسٍ جدا، وهذا أمر حذرنا منه قبل عامين، وقلنا إن الاحترار العالمي بدأ يخرج عن السيطرة.
ينتقد قدوري بطء التحرك العالمي تجاه تسارع تغير المناخ، قائلا إنه مع خروجه عن السيطرة “لن تكون التحركات الأممية (الصادرة عن الأمم المتحدة) ذات نفع إذا ما بقيت في إطار المراقبة والتحليل والتحذير”.
وبالفعل “اليوم بدأ العالم يعيش في ظل ارتفاع في دجات الحرارة يعد الأول منذ 136 عام”، بحسب الخبير البيئي، أي منذ بداية تسجيل البيانات المناخية في العالم.
وهذه الأنظمة غير كافية وحدها ما لم يتم دعمه بجانب تشريعي وقانوني صارم يجبر دول العالم على الخضوع لمطالب الطبيعة وحماية النظام البيئي، وإلا لن تجد الأجيال القادمة أرضا ملائمة للعيش.
وبالتزامن مع انتشار الحرائق في إيطاليا واليونان وكندا وسوريا وغيرها، مع موجات الحر القاسية في العالم، حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) من أن موجات الحرارة ستصبح أكثر حدة في السنوات المقبلة