عمال مصنع خياطة في ديرعلا : وكأننا داخل فرن

19 يوليو 2023
عمال مصنع خياطة في ديرعلا : وكأننا داخل فرن

وطنا اليوم:في الوقت الذي تعمل قرابة 200 عاملة في مصنع الخياطة بلواء ديرعلا تحت ظروف وصفنها بـ “لا تحتمل” بسبب شدة الحرارة داخل (هنجر) المصنع الذي يفتقد لأي أجهزة تبريد، أكدت وزارة العمل أنه تم التواصل مع إدارة المصنع والزامها باستئجار وحدات تكييف بشكل فوري كإجراء عاجل لحين تركيب أنظمة تكييف حديثة للمصنع.
ومع دخول فصل الصيف وما رافقه من ارتفاع كبير في درجات الحرارة تحولت الأجواء داخل (الهنجر) إلى ما يشبه الفرن، بحسب وصف عدد من العاملات، مشيرات الى أنهن طالبن إدارة المصنع بالإسراع بتركيب أجهزة تكييف للحد من ارتفاع درجات الحرارة داخل المصنع بما يسهم في توفير بيئة عمل مناسبة وآمنة.
تقول مها ( اسم مستعار ) “الأوضاع داخل المصنع لاتطاق، فدرجات الحرارة ترتفع لتصل إلى مستويات قياسية بعد الساعة العاشرة صباحا وحتى نهاية ساعات العمل”، مضيفة ” ليس بإمكان أي شخص العمل في مثل هكذا أوضاع خاصة وأنهن يعملن بالحد الأدنى من الأجور”.
وتشاركها الرأي أم علي قائلة “العمل في مثل هذه الظروف يضر بمصالح العاملين وأرباب العمل، إذ أن العامل لا يتمكن من تنفيذ الواجبات المطلوبة منه على أكمل وجه”، موضحة أن “العاملات طالبن الإدارة عدة مرات بضرورة توفير الأجواء المناسبة وتركيب أنظمة تكييف وتم الحصول على وعود من الإدارة بذلك إلا أنها لم تنفذ إلى الآن”.
وتتفق العاملات على أن ساعات العمل طويلة ومعظمها خلال ساعات ارتفاع درجات الحرارة، مطالبات بضرورة العمل على تركيب أجهزة تكييف او تقليل ساعات العمل للحد من معاناتهن اليومية.
ويؤكد عضو مجلس محافظة البلقاء عن لواء ديرعلا أحمد السكر أن توفير بيئة العمل المناسبة والآمنة والمريحة للعاملين سيكون له آثار إيجابية على الإنتاجية وعامل مهم في التطور والإبداع، لافتا إلى أن خلق أجواء عمل مناسبة يجب أن يكون أحد أهم أولويات أصحاب العمل للحصول على أفضل النتائج.
ويبين أن شكاوى العاملات في مصنع الخياطة حقيقية كون منطقة الأغوار من المناطق التي تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة خلال فصل الصيف، الأمر الذي يشكل معاناة كبيرة لهن، قائلا “طالما انتظرنا في لواء ديرعلا مثل هذه المشاريع الإنتاجية التي توفر فرص عمل للسيدات تمكنهن من النهوض بواقعهن الاقتصادي والمعيشي في منطقة تعتبر من المناطق الأشد فقرا والأعلى بنسب الفقر والبطالة”.
ويضيف أن وجود مثل هذه التحديات والعقبات سيدفع العاملات عاجلا أو آجلا إلى ترك العمل للحفاظ على صحتهن، مطالبا إدارة المصنع بضرورة الإسراع بتركيب أنظمة تكييف لضمان تحسين بيئة العمل فيه بما يخدم جميع الأطراف.
ويبين رئيس جمعية أبناء الوادي الخيرية فايز كبها أن مناطق الأغوار عامة ولواء ديرعلا خاصة يفتقر للمشاريع التنموية المولدة لفرص العمل، وإنشاء المصنع شكل فرصة حقيقية لتوفير فرص عمل للسيدات والنهوض بواقعهن الاقتصادي والاجتماعي، مستدركا “إلا أن أي عقبات قد تحرم المنطقة من هذه الفرصة لأن عدم توفر بيئة عمل سليمة سيعرقل مسيرة الإنتاج في المصنع وسيحد من أي عملية تطوير مستقبلا”.
ويأمل كبها أن تقوم إدارة المصنع بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بتحسين أوضاع العمال وتمكينهم من مواصلة العمل في ظل أفضل الظروف الممكنة والذي سينعكس إيجابا على المجتمع المحلي ككل.
من جانبها، قالت مديرة الفروع الإنتاجية بوزارة العمل، نجاح البريقي إن الوزارة حريصة على توفير بيئة عمل آمنة ومناسبة للعاملين ويتم عادة مخالفة أي منشأة لا تلتزم بالمعايير المطلوبة، لافتة إلى أنه تم التواصل مع إدارة المصنع بخصوص شكاوى العاملات من ارتفاع درجات الحرارة وتم إلزامها باستئجار وحدات تكييف بشكل فوري كإجراء عاجل لحين تركيب أنظمة تكييف للمصنع.
وأضافت أن إدارة المصنع قامت بشراء أنظمة تكييف حديثة وتم شحنها من الخارج وهي في طريقها للوصول وقد تحتاج إلى بعض وقت، موضحة أن الوزارة تسعى جاهدة لتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة وفق أفضل الظروف بما يعود بالفائدة على المجتمع المحلي.
وأوضحت البريقي أنه تم إنشاء مصنع ديرعلا عام 2018 وبوشر العمل فيه أنذاك من خلال أحد المستثمرين، إلا أن جائحة كورونا تسببت بتعثره ما دفعه الى ترك العمل بالمشروع، مشيرة إلى أن وزارة العمل قامت العام 2021 بجلب مستثمر آخر لتشغيل المصنع العام الحالي لتوفير فرص عمل لحوالي 200 فتاة.
وأشارت إلى أن عدد الفروع الإنتاجية يبلغ 30 مشروعا في مختلف مناطق المملكة يعمل فيها قرابة 9 آلاف شاب وفتاة، مضيفة أننا الآن بصدد إنشاء 15 مشروعا جديدا بمبادارات ملكية تم توقيع 7 اتفاقيات منها وسيتم خلال شهر توقيع اتفاقيتين وسيتم العمل على استكمال بقية المشاريع العام القادم