بقلم الصحفي موفق كمال
في منتصف الثمانينات من القرن الماضي ..كان اللواء عبد الوهاب النوايسة رحمه الله ، مديرا لشرطة الزرقاء التي كانت في ذلك الوقت مرتعا للمجرمين واللصوص واصحاب الاسقيات،، الحال الامني كان من سيء لاسوء والسبب في ذلك كثرة التدخل بقرار مدير الشرطة من خلال متنفذين في الدولة،، ويبدو ان التاريخ يعيد نفسه في جريمة الزرقاء التي وقعت احداثها المأساوية قبل يومين.
مطلع الثمانينات قتل شاب من عائلة حماتي وكان يسكن بالقرب من حارتنا في شارع السعادة ،، والسبب في وقوع الجريمة ان هناك مجرمين حاولوا الاعتداء على شقيقته التي كانت تعمل طبيبا في الخدمات الطبية الملكية.
المغدور كان على سطح منزلهم يدرس لامتحانات التوجيهي.. عندما شاهد ثلة من المجرمين يحاولون الاعتداء على شقيقته ، حمل عصاه وترجل الى الشارع لانقاذ شقيقته ،،فما كان من المجرمين الا ان انهالوا عليه طعنا بالسكاكين الى ان فارق الحياة.
انذاك كنت صغيرا بالكاد يصل عمري ١٢عاما عندما وقعت هذه الجريمة في محيط حارتنا وكانت بداية التغيير في الوضع الامني،، فما كانت الاجراءات التي اتخذت خاصة عقب لقاء كان بالصدفة جمع جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه والمرحوم اللواء عبد الوهاب النوايسة، ذلك ان النوايسة طلب ان توفر له بعض الامكانيات ومنع المتنفذين من التدخل بقراره…وعلى ضوء ذلك زوده الحسين برقم هاتفه الشخصي وابلغه ان كل الامكانيات تحت تصرفك، وكل من يتدخل بعملك عليك ان تبلغني، كل هذا شريطة ضبط الوضع الامني بالزرقاء.
اذكر ان النوايسة اطلق حينها الحملات الامنية..فاصبح رجال الشرطة يلقون القبض على اي شاب يتواجد منفردا او مع شباب اخرين بعد الساعة الثامنة ليلا داخل شوارع الزرقاء وأزقتها،، واستمرت هذه الحملة ما يزيد عن عام وكانت كافلة لاعادة الهدوء الى مدينة الزرقاء وبسبب ذلك ذاع صيت ابو فخري النوايسة رحمه الله.
ومن ضمن الاجراءات التي اتخذها النوايسة انه عمم على ضباط وافراد الشرطة انه في حال نزلوا الميدان وتلاقوا مع بلطجية (ارجعوا قاتلين وليس مقتولين) ويتعهد بشاربه حماية رجاله.
ابو فخري شخصية امنية لن يتكرر، فعتاة الاجرام كانت ترتجف منه وغادروا من محافظة الزرقاء الى محافظات الاطراف حتى لا تنتهي حياتهم برصاصة شرطي كرس حياته في حماية وطنه ،، فكان ابو فخري في تطبيق القانون لا يخشى لومة لائم،، ولهذا تحول في عهده ذو الاسبقيات الى ارانب وادعين.