وطنا اليوم:يهدد مرض “اكزانثيما” المعروف بـ “الموت الرجعي”، والذي يصيب الأشجار، أشجار الحمضيات في الأغوار الشمالية، وسط مطالب مزارعين بضرورة إيجاد حلول سريعة لإنقاذ الموسم قبل فوات الأوان.
إصابة مئات الأشجار المثمرة والحرجية، مع مشكلة سرعة انتشار المرض، قد يهدد بخسارة موسم الحمضيات المقبل، والذي يشكل عصب الزراعة في لواء الغور الشمالي، لا سيما وأن الحمضيات تشكل قرابة 90 % من مجمل العمل الزراعي باللواء.
ورغم استخدام المزارعين طرقا مختلفة ومتنوعة في مكافحة هذا المرض، إلا أنهم يشيرون إلى أن العدوى تنتقل بشكل سريع من الأشجار المصابة إلى الأشجار السليمة.
ويطالب مزارعون من الجهات المعنية، بسرعة التحرك لإنقاذ الموسم المنتظر خوفا من وقوع خسائر مالية تشكل خطورة كبيرة عليهم، في ظل الخسائر المتلاحقة التي لحقت بهم خلال السنوات الماضية، وذلك من خلال تنفيذ زيارات ميدانية للمزارع لإرشاد المزارعين في كيفية معالجة هذا المرض، الذي يهدد أشجار الحمضيات، وخصوصا أن موسم الحمضيات من المواسم التي تشكل أهمية اقتصادية لمزارعي الغور الشمالي.
ومرض “اكزانثميا” من أقدم الآفات الفطرية، ويسمى بذلك لأن أعراض الإصابة تظهر على الثلث السفلي من الأشجار أو في شكل إفرازات صمغية تخرج من تشققات في الجذع.
وقال المزارع محمد البشتاوي وهو صاحب مزرعة حمضيات، إنه استخدم جميع العلاجات لمقاومة المرض لتجنب الخسائر المالية، مؤكدا أن المرض في تزايد ولا تقتصر الإصابات على الأشجار فقط بل الثمار ايضا، ما سيؤدي الى خسائر مالية، ناهيك عن فقدان جودة المنتج، مطالبا من وزارة الزراعة بالوقوف مع المزارع، وخصوصا المزارعين الصغار الذين يعانون ظروف مالية صعبة.
وأكد أن عشرات المزارعين مطالبين بمبالغ مالية للشركات الزراعية أو مؤسسات الإقراض الزارعي وفي حال استمرار تجاهل ظروفهم، فإنهم سيواجهون مشاكل هم بغنى عنها.
وبين المزارع محمد الواكد، أن ذلك المرض يتسبب بموت الثمار والأشجار وبقائه على ساق الشجرة يعمل على ارتفاع الصمغ الموجود في الأشجار بلون بني مصفر الى طبقات النبات الداخلية، ويظهر تصدع وتشقق في طبقة اللحاء في شكل عمودي على الساق واصفرار الأوراق وتساقطها، إضافة الى موت جزء من الجذور وخاصة الشعيرات الماصة.
بدوره، قال المرشد الزراعي بمديرة زراعة اللواء المهندس فارس المشرقي، إن مرض “اكزانثيما” الذي يصيب الأشجار ومنها الحمضيات، يمكن تجنبه عن طريق تقليب التربة قبل الزراعة، والتأكد من المصارف الرئيسة والفرعية حتى لا يرتفع منسوب الماء عن حد معين في التربة، بالإضافة الى منع ملامسة المياه لساق الشجرة، ووضع السماد بمختلف أصنافه بعيدا عن ساق الشجرة.
ودعا المشرقي الى العمل على زراعة أنواع ذات صحة جيدة من النباتات تستطيع تحمل المرض بصورة أكبر، علاوة على ذلك دهن ساق الأشجار بمحلول معالج يتكون من ماء وكلس ونحاس.
وقال إنه في حال الإصابة الشديدة بهذا المرض، يجب اتباع العديد من الغجراءات من أجل تقليل الأضرار الناتجة ومن أهمها: رش المجموعة الخضرية بمادة الالييت بمعدل يتراوح مرة كل ثلاثة أشهر، ودهن مكان الإصابة بمادة “ريد وميل” وذلك بعد كشط القلف والأماكن اليابسة في الشجرة، وإزالة الأفرع المصابة بالمرض حتى الوصول الى المناطق السليمة في النبات.
وأكد المشرقي على أن القسم لا يتوانى عن تقديم أي إرشاد أو مساعدة للمزارعين داعيا المزارعين إلى مراجعة القسم حال مواجهتهم لأي مشاكل زراعية.
من جانبه، كشف مصدر مطلع بالمديرية فضل عدم نشر اسمه، أن نسبة الإصابة بأشجار الحمضيات تبلغ بين 30 % الى 40 % من مجمل الأشجار المزروعة، غير أنه أوضح أن المرض يعتبر من الأمراض المعتادة التي تصيب الأشجار.
وأرجع المصدر أحد أهم إصابة الأشجار بمختلف الأمراض، إلى الظروف الجوية المتقلبة التي شهدتها المنطقة هذا الموسم والناتجة عن تبعات التغير المناخي.
ورغم أن المصدر قلل من خطورة المرض ومدى تأثيره على الأشجار، بيد أنه لم يستبعد التأثيرات السلبية التي ممكن أن تحدث وتظهر على جودة الثمار بشكل عام.
ووفق مدير زراعة الأغوار الشمالية عمر الشرمان، فإن سبب إصابة أشجار الحمضيات بهذا المرض الفطري، هو ارتفاع مستوى الماء الأرضي، حينما يكون صرف الماء من الأرض سيئ مع نقص عنصر النحاس في الأشجار.
وبين أن أعراض هذا المرض تكون واضحة بشكل جلي في البرتقال صنف (أبو سرة)، وخاصة المزروع على أصل شجرة “فولكا مارينا”.
وأضاف الشرمان أن من الأسباب أيضا زيادة نسبة النيتروجيني في النبات على حساب عنصر النحاس، ويصنف ذلك على أنه نقص النحاس بدلا من زيادة النيتروجين، وهو الأمر الذي يؤدي الى ذبول البراعم متبوعا بموت الأوراق، وتبدأ الأوراق بالتساقط.
وينتج عن نقص النحاس بقع صفراء كريمي، وتبقى الأوراق صغيرة وضيقة والسيقان قصيرة، ما يعطي النمو مظهرا متكتلا، إضافة إلى جفاف أطراف الفروع الصغيرة مع وجود خط واضح بين الجزء المصاب والسليم.
كما تظهر على الثمار بقع جافة لونها بني محمر مع وجود تشقق في البقع نتيجة لوقف نمو خلاياها، إضافة إلى ذلك ظهور بقع مائية تحت جلد الثمار، ويتبع ذلك انحلال في أنسجة الثمار والنبات المصابة