بقلم عمر هزايمه
يستخدم مفهوم “التنمر” للتعبير عن شكل من أشكال الإساءة والإيذاء اللفظي أو الجسدي أو النفسي المتكرر والمتعمد يوجهه فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة حيث يكون ذلك الفرد أو الجماعة أخرى أضعف. ويمكن أن تتضمن التصرفات التي تعد تنمرا التنابز بالألقاب، أو الشتم والإساءات اللفظية أو المكتوبة كالشتم والمعايرة والتقليل من الشأن وتهبيط الهمم والمعنويات، أو الاستبعاد من النشاطات، أو من المناسبات الاجتماعية، أو الإساءة الجسدية، أو الإكراه ، أو التحرش والتعدي الجنسي، والتمييز العنصري على اللون والدين والمستوى الإجتماعي مادياً وثقافياً. ويتصرف المتنمرون بهذه الطريقة كي يُنظر إليهم على أنهم محبوبون أو أقوياء أو قد يتم هذا التصرف من أجل لفت الإنتباه أو حب السيطرة والتحكم في إرادة الأخرين، أو بدافع الغيرة أو لأنهم تعرضوا لمثل هذه الأفعال من قبل فيتولد عندهم شعور الحقد والرغبة في الإنتقام ورد الإعتبار. ويمكن للتنمر أن يحدث أضراراً مدكرة جسدياً ومعنوياً وقد يصل إلى موت الضحية. فمن الممكن أن يعاني ضحايا التنمر من مشاكل عاطفية وسلوكية على المدى الطويل حيث قد يسبب التنمر الشعور بالوحدة والإنعزالية، والاكتئاب والقلق والشك والخوف من المجتمع.
وقد يؤدي إلى تدني تقدير الذات، وزيادة التعرض للمرض الجسدي والنفسي. ومع كل ما سبق فإن استخدام لفظ “التنمر” فيه ظلم كبير للنمر الذي لا يتعدى على فرائسه إلا عند حاجته للطعام فقط. فهو لا يتعدى عليها للتسلية والإساءة، كما أنه لا يأكل فريسته حية كما يفعل المتنمرون من البشر الذين يأكلون مجازياً لحم ومشاعر فرائسهم البشرية، بل يقبض على رقبتها حتى تموت ثم يأكلها.
ولذلك فإنه من الأجدر أن يُسمى هذا السلوك العدواني بـ “التضبع” نسبة للضبع وهو حيوان أقل مرتبة من النمر، ويتصف بالغدر والخِسة ودناءة النفس، فهو يأكل فريسته حية وينهش لحمها دون رحمة كما يفعل المتنمرون البشريون بفرائسهم الإنسانية، كما أنه من الحيوانات القمّامة كثيرة الصراخ أي التي تأكل الجيف والفرائس التي تتركها الحيوانات الأعلى مرتبة كالأسد والنمر والفهد والذئب التي يسمي الناس أبناءهم على أسماءها وذلك لشرف مقامها، أما الضبع فلا يُطلق إسمه على أحد من البشر لدنو مرتبته. فعذراً أيها النمر من نسبة هذا السلوك الشائن لك.