في الرد على مقال الرواشدة…الست صاحب عبارة: “نحن بحاجة الى «بابا» يعيد الينا بعض الدفء، ويضربنا على اصابعنا التي «ولغت» فيها موائد اللئام”

25 يونيو 2023
في الرد على مقال الرواشدة…الست صاحب عبارة: “نحن بحاجة الى «بابا» يعيد الينا بعض الدفء، ويضربنا على اصابعنا التي «ولغت» فيها موائد اللئام”

  

نضال ابوزيد

طالعنا الكاتب العزيز حسين رواشدة في مقاله هذه المرة بأسلوب مختلف عن سابقيه وجاء مقال الرواشدة الذي حمل العنوان :

‏دفاعاً عن الأردنيين ..وعن الرئيس أيضا 

تناول الرواشدة في الهجوم الاعلامي المعاكس الذي يبدو أنه انطلق ردا على بعض الانتقادات التي تعرض لها رئيس الوزراء بشر الخصاونة اثر تصريحات عصفت بها مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن الخصاونة موفقا بها من وجهة نظر العديد من المتابعين .

‏الرواشدة قال في مقاله مهما تكن الانطباعات على لقاء رئيس الوزراء ،بشر الخصاونة ،مع طلبة الجامعات في “الأردنية “، فإن فكرة التواصل والحوار ،لاسيما مع الشباب ،تبدو مطلوبة ووجيهة،  وحين يفعلها المسؤول -أي مسؤول – يفترض أن نُرحب بها ، و نطالب باستمرارها،  بدل أن  نواجهها بالتنمر والفجور السياسي أحيانا ، او باصطياد الأخطاء وتهويلها أحيانا أخرى . 

‏ربما أخطأ الرئيس  او تسرع في بعض الاجابات ، وهذا متوقع ، نحن بشر نخطئ أحيانا ونصيب ، كما ان النقاشات في قضايا متعددة تستوعب الاختلاف في وجهات النظر ، لكن  اللقاء ، للإنصاف ، اتسم بالصراحة ، وبعث برسائل مهمة للشباب ، و أجاب  على كثير من تساؤلاتهم بمنطق المسؤول الذي يريد أن يتعلم منهم ، ويشاركهم همومهم وطموحاتهم ، لا بمنطق من يحاول “الأستذة” عليهم .على حد تعبير الرواشدة .

أقول للصديق العزيز  الرواشدة هل الرسالة الرئيسة التي بعثها الخصاونة للشباب تكمن في ان طموحه تحقق بعد 27 عام ، ثمة إحباط واستهزاء بطموح الشباب ظهر في حديث الخصاونة اكدتها تعليقات فئة الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي .

‏وقال الرواشدة انتقدت الرئيس سابقا في مرات عديدة ، وقسوت أحيانا في النصيحة ،هذا واجبي ،بالطبع ،ولن اتردد عن القيام به ، لكن هذه المرة  أعتقد أن الرئيس تعرض لهجمة غير مفهومة ، وأن الانتقادات التي توجهت ضده تعمدت التغطية على روح اللقاء وهدفه ، وما جرى فيه من مصارحات ونقاشات ، وكأنها استهدفت الدفع نحو ضرب فكرته وعدم تكراره، وبالتالي تفويت الفرصة على المجتمع أن يستمع إلى المسؤولين ، ويتحاور معهم ، والعكس ايضا، الأخطاء هنا واردة ، لكن المهم هو فتح الابواب، وتعميق التجربة ، وكسر الحواجز ، وتبادل الرسائل بين الطرفين ، بدل استقبالها فقط.

‏أعرف ،تماما ، ان مجتمعنا استغرق في” السوداوية “، ولم يعد قادرا على رؤية أي نقطة إيجابية ، حصل ذلك نتيجة تراكم الخيبات ،وغياب الإنجازات ، وانقطاع التواصل ، أعرف ،أيضا ، أن الدفاع عن أي مسؤول ، ولو من باب الإنصاف ، سيواجه من قبل تيار عريض من القراء بالتشكيك والرفض ، وربما أطلاق تهمة النفاق ، أعرف ،ثالثا ،ان  ثمة تحولات عميقة أصابت منظومة الأخلاق في بلادنا ، لدرجة ان ما نرفضه لأنفسنا من اتهامات او إساءات حين تصدر من الآخرين ، نقبله ونمارسه ضدهم ، وبدون رمشة من “ضمير”. 

اقول للرواشدة المجتمع لم يستغرق بالسوداوية المجتمع استغرق بتقسيمات أوجدها شخص او مجموعة أشخاص يحيطون الخصاونة فككوا المجتمع بين سوداوي و مؤدلج اذا تعارض معهم في لغة الخطاب ، وهذا ما خلق تيار وتيار مواجهة اخر لم نسمع بان من اختلف معنا سوداوي الا على دور هذه الحكومة وطاقمها الاعلامي ، والدليل اني احتلفت معك في مقالك ونشرته وحاورتك به ولم اكن بدعاءك ربي شقيا

‏واضاف الرواشدة مثلما نطالب المسؤولين ،في إدارات الدولة ، أن يكونوا نموذجا مُلهِما في الصراحة و الاستقامة ، والتزام “الصح” دائما ، يُفترض أن نكون ، أقصد النخب الفاعلة في مجتمعنا ، مُلهِمين ،أيضا ، في احترام اختلافاتنا ، والتعامل مع بعضنا بروح السماحة والإنصاف ، وقبل أن نتهم هؤلاء بالعجز ، أو التقصير ، أو ارتكاب الأخطاء ، لا بأس (هل أقول يا ليت ) أن نعترف بأننا ،أيضا، نعاني من العجز ،ونقع في الأخطاء ، ونصاب أحيانا ب”الشيزوفرينيا ” ، ونكرر اخطاءنا ، ونتمنى من الآخرين أن يتجاوزوا عنها ، ولو بالصمت .

هذه المعادلة من التوازن هي أقصر طريق للتصالح مع الذات ،،وتبادل “الاعتذارات” ، والبناء على المشتركات، ونبذ منطق الفجور بالخصومات،  أو التنابذ السياسي ، عكس ذلك سنظل ندور في حلبة المكاسرات ،وتوزيع الاتهامات ،والقطيعة التي لا تنتج سوى الإقصاء والكراهية. 

اقول للرواشدة ثمة مصطلح اخترعت منذ وقت قريب من شاكلة خطاب الكراهية لزج كل من يتعارض من الخطاب النمطي للحكومة وقد كتبت عنه سابقا وقلت انه مصطلح كلمة حق اريد بها باطل .

‏من يتحمل مسؤولية ذلك ؟ بصراحة ، لابد أن نعترف أننا جميعا ، اقصد الأردنيين ، في مواقع المسؤولية أو خارجها ، أخطأنا،  وما نزال نصر على اخطائنا ، لم نلتقط -للأسف -كثيرا من الفرص التي جاءتنا ، لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا،  نهدر وقتنا بالتلاوم ، وتوجيه الاتهامات، و ” نتفشش”ببعضنا ، هذه أسوأ وصفة يمكن أن نأخذ بها للتعامل مع بلدنا ، ومساعدة أنفسنا للخروج من أزماتنا،  وبناء أقل ما يمكن من جسور للتفاهم ، وإعادة الثقة فيما بيننا . 

الم يعد الشخص الذي يقدم المشورة الإعلامية للخصاونة تقرير ردود أفعال على تصريحاته ليطلع الرئيس على مواقع التواصل الاجتماعي ويتعمق أكثر ويرى الفئة العمرية التي عصفت بمواقع التواصل تعليقات تهكما واستهجان وبعدها يقيم مدى نجاحه خطابه ام لا ؟

‏رجاء، هذا الطريق “الوعر “سيأخذنا إلى” وكر الضباع”، وقد حان الوقت ،دفاعا عن الأردنيين ، وعن الرئيس ايضا، ان نستدعي جراحاتنا العميقة، بما فيها من وجع ودم،  لكي نصحو على مصلحة بلدنا،  وتوافق على مشتركات وطنية ، تحررنا من العجز وتبادل التهم ، ونبش الخلافات ، و تأخذنا من سكة الندامة إلى سكة السلامة،

سأجيب الصديق العزيز على سؤاله بأن من يتحمل ذلك هو الخصاونة ومن يحيط به ويقدم له الاستشارات وخاصة الإعلامية ، لغة الهجوم وابتكار اساليب انتزاع صكوك البراءة لم تعد تنطلي على الشارع ، والتعامل باستغباء مع الشارع الاردني اصبح له ردود سلبية ،  المسؤول وحده الخصاونة وطاقمه الاعلامي وخروجه غير الموفق والذي عمق ازمة الثقة بين الشارع وبين الطاقم الرسمي كامل وخاصة فئة الشباب التي خاطبها الخصاونة والذي جاء يكحلها عماها .

الست صديق العزيز حسين الرواشدة صاحب عبارة نحن بحاجة الى «بابا» يعيد الينا بعض الدفء، ويضربنا على اصابعنا التي «ولغت» فيها موائد اللئام، اوجه لك السؤال ردا على سؤالك في متن مقالك .. هل فينا “بابا” يعيد الينا بعض الدفئ، من ارتضى ان يكون في المنصب العام فليتحمل النقد للاداء وليوسع صدره ليتسع لكل الاردنيين ولا يقسم الشارع بين من هو سوداوي ومن هو بيضاوي فلتذهب تقسيماتهم الى الجحيم وليبقى الاردن اكبر من اي مسؤول.