وطنا اليوم:أجرى أطباء فرنسيون عملية جراحية في مستشفى باريسي لجنين مصاب بتشوه خطير في المخ وهو في بطن أمه، هي الأولى من نوعها في العالم. وتكللت العملية بالنجاح، وفق ما أفادت الجمعة هيئة مستشفيات باريس.
وأوضح بيان للهيئة التي تضم أبرز المستشفيات العامة في منطقة “إيل دو فرانس”، أنه في أيلول /سبتمبر من العام الماضي، تم تشخيص حالة تشوه خلقي تعرف باسم “تشوه غالينوس” لدى جنين في رحم أمه، يسبب قصورا في القلب وأعراضا تشبه السكتة الدماغية بعد أيام من الولادة.
وتولى جراحون في مستشفى “نيكر” الباريسي إجراء هذه العملية، والتي كانت صحيفة “لو باريزيان” السباقة في تناولها.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إجراء عملية جراحية لطفل في بطن أمه، إذ تم بالفعل إجراء العديد من هذه العمليات في السنوات الأخيرة، خاصة لتشوهات الحبل الشوكي.
لكن طريقة التدخل الذي تم في مستشفى نيكر، والذي استهدف بشكل مباشر دماغ الجنين الذي كان هذا يعاني من تشوه في وريد غالينوس وهو وعاء دموي دماغي، يؤدي في كثير من الأحيان إلى وفاة الرضيع، كان الأول من نوعه.
تحيط بالعملية الجراحية مخاطر عالية تم توضيحها للوالدين، في ضوء اليقين الفعلي من الآثار الخطيرة أو المميتة للطفل إذا ظل التشوه دون علاج.
وتكمن خصوصية العملية أيضا في طبيعتها الأقل توغلا: “تم وضع جهاز قسطرة دقيق في وريد غالينوس، من خلال جلد ورحم الأم، ثم عبر جمجمة الجنين”، حسبما أوضح بيان هيئة مستشفيات باريس.
وفي آذار/مارس الماضي، أجرى جراحون في الولايات المتحدة عملية مماثلة في أحد مستشفيات بوسطن، تكللت بالنجاح.
وحسب باحثين متخصصين، فإن “هذا النهج يمثل نقلة نوعية” في مواجهة هذا النوع من التشوه، مشيرين إلى أن مثل هذه العملية تجعل من الممكن التدخل في مرحلة مبكرة وقبل حدوث مضاعفات لا رجعة فيها