وطنا اليوم-أكد مسؤولو شركات تعمل بقطاع التعدين، أن الأردن يمتلك فرصا كبيرة لزيادة مساهمة القطاع بالاقتصاد الوطني ودعم معدلات النمو وفرص التشغيل، وتعزيز تنافسيته عالميا، وتنويع المنتجات والصناعات.
وتوقع هؤلاء خلال مشاركتهم اليوم الثلاثاء في جلسة “آفاق الفرص الاستثمارية في قطاع التعدين” ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لأصحاب الأعمال الناطقين بالفرنسية، أن يشهد قطاع التعدين تطورا خلال السنوات المقبلة في ضوء الطلب المتزايد على منتجات القطاعات الصناعية والزراعية وتلك التي تتصل باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
ويسهم قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.2 بالمئة، وبقيمة تصل إلى 700 مليون دينار يتوقع أن تصل الى 2.1 مليار دينار بحلول العقد المقبل.
ويبلغ عدد العمالة في القطاع أكثر من 9 آلاف عامل يشكلون ما نسبته 0.6 بالمئة من إجمالي العمالة في المملكة، فيما يتوقع أن تصل إلى أكثر من 27 ألف عامل بالعقد المقبل.
وتبلغ صادرات القطاع حاليا نحو مليار دينار، سترتفع إلى 3.4 مليار بحسب رؤية التحديث الاقتصادي.
وينظم المؤتمر جمعية رجال الأعمال الأردنيين، بالتعاون مع مجموعة رجال الأعمال الناطقين بالفرنسية بمشاركة 200 شخصية من رجال الأعمال والمستثمرين والخبراء الاقتصاديين بمختلف المجالات، إلى جانب مشاركة نخبة من الشركات والمؤسسات المحلية والعربية والعالمية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة الفوسفات الأردنية المهندس عبد الوهاب الرواد، إن قطاع التعدين الأردني من أكبر القطاعات الصناعية في المملكة، ويسهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني، ويتميز باستخدام أحدث الأساليب بعمليات استخراج وتعدين الموارد الطبيعية وتحويلها إلى منتجات للتصدير أو الاستهلاك المحلي.
واكد أن الأردن غني بالمعادن والثروات الطبيعية ومن ضمنها الفوسفات ويذهب 60 بالمئة من إنتاج شركة مناجم الفوسفات الى التصدير والباقي للشركات المحلية، لافتا الى أن الشركة تعمل ضمن أهداف واضحة لزيادة الاستهلاك المحلي، من خلال الصناعات التحويلية والتوسع بها بالمملكة.
وأوضح الرواد أن الشركة بصدد توقيع اتفاقيات لإقامة شراكات واستثمار الفرص المتاحة بخاصة مع تركيا والهند، مؤكدا أن أوجه الاستثمار واسعة وكبيرة في قطاع الفوسفات الاردني الذي يتميز عن غيره بكونه يحتوي العديد من العناصر التي تفتح مجالات للاستثمار واستغلالها.
وقال، إن الأردن قادر على أن يصبح في مصاف الدول العالمية في العديد من الصناعات، خاصة إنتاج حامض الفوسفوريك، مشيرا الى وجود دراسة لإنشاء شركة مشتركة للصناعات التحويلية مع شركة البوتاس العربية.
وأكد أن الفوسفات الأردني، ستعمل الشركة على تدشين مشروع بروميد الألومنيوم.
وأشار إلى أن البعد البيئي مهم جدا بالنسبة لشركة مناجم الفوسفات، مبينا أن الشركة أعادت تأهيل مناجم الرصيفة لتصبح حدائق بتكلفة وصلت إلى 32 مليون دينار، كما أعادت تأهيل جبل الجبس في العقبة وجرى زراعته.
ولفت إلى أن غسيل الفوسفات يستهلك كميات كبيرة من المياه، مبينا أن الشركة ستعمل على اقامة مشروع لإعادة التدوير واستخدام المياه في صناعات أخرى تابعة للشركة.
وأشار الرواد إلى ضرورة تحفيز الاستثمار في قطاع التعدين في ظل وجود خامات كبيرة ومحفزة للاستثمار ما يتطلب إعادة النظر بأثمان الطاقة وتقديم الحوافز في هذا المجال.
بدوه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية الدكتور معن النسور، أن قطاع التعدين حظي باهتمام كبير في رؤية التحديث الاقتصادي، لافتا الى التعاون بين الشركات العاملة بالقطاع ووزارة الطاقة والثروة المعدنية لوضع خطة عشرية للارتقاء بمستوى الشركات وزيادة مساهمتها في الاقتصاد الوطني ورفع ربحيتها.
وأشار إلى دور شركات التعدين الأردنية في دعم الاقتصاد الوطني وبما ينعكس على مستوى معيشة المواطنين وتوليد فرص عمل والارتقاء بمستوى تنافسية الشركات على مستوى المنطقة والعالم، وتطوير رأس المال البشري.
وأضاف، إن شركة البوتاس لديها اليوم خطط واضحة بخصوص توليد المعرفة وتطوير المنتجات وتصنيع أخرى جديدة، والدخول إلى أسواق جديدة، سيما أن الأردن هو السادس عالميا بإنتاج البوتاس، مبينا أن الشركة بصدد بناء مركز أبحاث بمجال الكيماويات والأسمدة بالتعاون مع جامعة أميركية، واستقطاب خبرات وكفاءات أردنية تعمل بهذا المجال خارج المملكة، متوقعا إنجاز ذلك خلال عامين.
واكد النسور أن الشركة تركز حاليا على الصناعات ذات القيمة المضافة العالية، وستعلن قريبا عن إقامة صناعات متقدمة تعتمد على المواد الخام المحلية.
من جهته أشار الخبير في قطاع التعدين المهندس أيمن عياش، إلى رؤية التحديث الاقتصادي في دعم قطاع التعدين بالمملكة وزيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني، مبينا أن العمل جار على استكمال تسجيل الشركة الوطنية للتعدين كشركة مساهمة سيتم الإعلان عنها خلال الأشهر المقبلة.
ولفت عياش إلى أن عمل الشركة يتركز على الشراكة مع شركتي الفوسفات والبوتاس والصناعات التحويلية، مبينا أن الأردن يقع ضمن نطاق جيولوجي مهم على مستوى العالم في مجال التعدين.