وطنا اليوم:تستمر الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم لليوم الثامن على التوالي، على الرغم من الهدنة المعلنة، وسط ارتفاع كبير في عدد الضحايا، الذين قدرتهم منظمة الصحة العالمية بنحو 413، في حين تتحدث مصادر أخرى عن أكثر من 700 قتيل ونحو 5 آلاف جريح في أوساط المدنيين.
يأتي هذا فيما تشهد بعض مناطق العاصمة الخرطوم عمليات سلب ونهب واسعة في ظل انعدام شبه كامل للحركة خصوصا في وسط وشرق الخرطوم.
ومنذ الأسبوع الماضي؛ يدور قتال عنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع بسبب خلافات حول عملية الدمج؛ وهي الخلافات التي أدت إلى تأجيل التوقيع على اتفاق نقل السلطة إلى المدنيين، الذي كان مقررا في الأول من أبريل.
ولا تزال معظم مناطق العاصمة تشهد انقطاعا كاملا في خدمات الكهرباء وشح كبير في السلع الأساسية، بسبب نفاد المخزون وإغلاق شبه كامل للأسواق والمحلات التجارية.
على الرغم من عدم وجود إعلان رسمي عن حظر للتجول، فإن السكان يحجمون عن الخروج من المنازل، في الوقت الذي تشير فيه تقارير إلى أن معظم الضحايا المدنيين لقوا حتفهم بسبب التعرض لطلقات أو شظايا طائشة.
ونفذت مقاتلات تابعة للجيش عدة ضربات جوية في غرب أم درمان وجنوب الخرطوم؛ مما أدى إلى انهيار عدد من المباني، وسقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.
شوهدت أعمدة دخان كثيفة في المنطقة القريبة من مطار الخرطوم الدولي ومحيط القيادة العامة للجيش، حيث لا تزال معارك عنيفة تدور بين الجانبين، وسط غموض كبير في حجم سيطرة كل طرف من الطرفين.
لكن وفقا لما رصد، فإن هناك أعداد كبيرة من قوات الدعم السريع تتمركز في مناطق وسط الخرطوم، خصوصا حول منطقتي المطار والقيادة العامة للجيش وفي شارعي المطار وعبيد ختم في شرق الخرطوم.
تتواجد أيضا نقاط ارتكاز للجيش في الطرق المؤدية إلى بعض أحياء جنوبي الخرطوم.
وتتضارب التصريحات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حول السيطرة على المواقع الحيوية.
أعلن متحدث باسم الجيش السيطرة الكاملة على الأوضاع؛ فيما نشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو لجنودها من داخل القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش في وسط الخرطوم.
قوات الدعم السريع أكدت سيطرتها كذلك على وزارة الداخلية وعدد من المباني التابعة لها.
في الجانب الآخر؛ قال الجيش إنه تمكن من استلام معظم مقار قوات الدعم السريع المنتشرة في عدد من مناطق وسط وجنوب وشرق وغرب الخرطوم وفي مدينتي أم درمان والخرطوم بحري.
لكن مصادر أمنية أكدت أن الدعم السريع عمل خلال الأسابيع الماضية على التموضع خارج المقار المعروفة، التي كان معظمها قد أخلي أصلا قبل السيطرة عليه من قبل الجيش”