الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
الركن الثالث من أركان الاسلام، عامود المجتمع الفقري وأساسه الاقتصادي، أسلوب حياة و عنوان التكافل الاجتماعي بين أفراد الأمة، إنه ركن الزكاة، حيث تؤخذ من الأغنياء وتعطى للفقراء لتمنعهم من السؤال وتحفظ كرامتهم ولتحقق لهم العيش الكريم وتحصنهم من التفكير بالأمور السلبية كالسرقة أو النهب وتعزز لديهم محبة الغني وعدم كرهه أو حسده، وبهذا يصبح المجتمع قويا متماسكا يشد بعضه بعضا.
لقد جاءت الزكاة مرتبطة بالصلاة فهي الركن الثالث من أركان الإسلام ولا يصح إسلام المرء إذا لم يؤدها ويعتبر خارج عن الملة منشقا عن الصف الإسلامي، وفي التاريخ الإسلامي كانت الأمة تحارب مانع الزكاة، وهذا بالفعل مافعله الخليفة الراشد أبو بكر الصديق بمحاربة المرتدين الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة، فأقاموا الصلاة ومنعوا الزكاة فحاربهم حتى أعادهم للدين والملة.
إن النظام الإقتصادي الإسلامي منهج حياة وشريعة لمن أراد أن يقيم مجتمعا عادلاً فديننا دين عظيم بأحكامه وشرائعه فهو يؤسس لمجتمع متراص متحاب يحس الغني فيه بالفقير ويساعد أفراد المجتمع المسافر متقطع السبل في الوصول الى مقصده، وتؤدى الديون عن أصحابها وتجهز الجيوش وتنطلق التنمية ويعزز الاقتصاد وتستغل الأموال الزائدة في المشاريع التنموية التي تفتح فرص جديدة للعمل، فتحارب البطالة ويؤمن عمل لكل من يبحث عنه ليكفي نفسه ومن يعيل.
وبتأدية الزكاة ينمو المال وتزداد البركة فيه فهو يزيد ولا ينقص، ويشعر مؤدي هذا الركن العظيم براحة النفس وبركة الرزق والعيال، ويعتبر الأفضل عند الخالق والأعلى درجة لأن اليد العليا أفضل من اليد السفلى.
ولقد دأب المجتمع الاسلامي على تأدية هذه الفريضة في شهر رمضان المبارك تعظيما للأجر وتحسسا للفقير وزيادة في المحبة والتعاون بين أفراد المجتمع الاسلامي الواحد، وليتفرغ الجميع للعمل والاجتهاد في العبادة والتقرب من الخالق عز وجل.
هي ومضة تذكر الأغنياء أن هناك حق للفقراء والمساكين في أموالهم فلنبادر بإخراجها لمستحقيها راجين الأجر والثواب من رحمن رحيم وطاعته ورضوانه، تقبل الله طاعاتكم، وكل عام وأنتم بألف خير.