وطنا اليوم:حذر خبراء المياه من أن مصر والمصريين مقبلون على كارثة لا ريب فيها بسبب بدء إثيوبيا في الملء الرابع، مؤكدين أن الأمر فصل وما هو بالهزل.
الغالبية أجمعت على أنه يجب البدء اليوم قبل الغد في إيصال رسالة إلى العالم بخطورة ما تفعله إثيوبيا منفردة دون أن تعبأ بأحد، وكأن دول العالم تقف ظهيرا لها.
الإعلام المصري كان هدفا لسهام كثيرة نالته بسبب موقفه السلبي تجاه القضية الأخطر التي تواجهها مصر.
د. ضياء الدين القوصي خبير المياه العالمي يرى أن إثيوبيا ستواصل تعنتها وتنطعها.
ويضيف: “هناك أمطار رعدية مبكرة جدا منذ مارس على إثيوبيا، ولكن السؤال: هل تستطيع أديس أبابا استكمال بناء الممر الأوسط لحجز المياه المستهدفة من الملء الرابع؟”.
وعن إمكان التوصل لاتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا قبل الملء الرابع عبر الاتحاد الإفريقي؟
قال القوصي: ليس أمام مصر والسودان من حلول سوى اللجوء لمجلس الأمن ومطالبته على الفور بتشكيل لجنة للتوفيق بين الدول الثلاث بما يحفظ الحقوق.
وأكد القوصي أن ما تفعله إثيوبيا -من ملء خزان سد النهضة بشكل انفرادي دون تشاور مع مصر والسودان-مخالف تماما للقوانين الدولية.
وحذر القوصي من أنه في حالة انخفاض مياه الفيضان في سنة ما، ستكون مصر هي المتضرر الأكبر، وسيكون هناك عجز مائي كبير.
واختتم محذرا: في حال كانت إيرادات المياه أقل من المتوسط، سيكون عبئا على مصر لن تستطيع تحمل تكاليفه الباهظة.
في ذات السياق يؤكد د. رضا عبد السلام محافظ الشرقية السابق أنه بعد سنوات ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن إثيوبيا لا ترانا ولا تسمعنا ولا تؤمن بوجودنا، ولديها يقين قاطع أنه ليس لنا أي حقوق.
ويضيف أن إثيوبيا ماضية في تحقيق أهدافها دون أن تعبأ بأحد مثلما تفعل إسرائيل في فلسطين!
ويضيف عبد السلام: “كأنها تردد المثل: الكلاب تعوي والقافلة تسير،بعد أن أصبح السد خطا أحمر لا يستطيع أحد أن يمسه بسوء”.
وقال إن إثيوبيا عرفت من أين تؤكل الكتف، مؤكدا أن نفس الفكر الصهيوني ينفذ في النيل “سر الحضارة والتاريخ والوجود”.
ودعا عبد السلام إلى تفجير القضية عالميا اليوم قبل الغد، وتذكير الجميع بزلازل تركيا التي فسرها البعض بالسدود التي أقامتها أنقرة.
واختتم مؤكدا أن نهر النيل هو مصر وكرامتها ووجودها وتاريخها، داعيا إلى العمل على هذا الملف بكل قوة.
ونعى عبد السلام على الإعلام المصري الانشغال بتوافه الأمور، وعدم تسليط الأضواء على خطورة السد الإثيوبي.
وأردف: يجب أن تصل رسالة إلى العالم أن أكثر من 100 مليون مصري مقبلون على كارثة بسبب ما تفعله إثيوبيا.
من جانبه قال د. عباس شراقي أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة إن هناك سيناريوهين للوصول إلى اتفاق فى قضية سد النهضة، مشيرا إلى أن إثيوبيا تستعد للتخزين الرابع فى أغسطس القادم عن طريق زيادة ارتفاع سد النهضة حوالى 20 متر لتخزين حوالى 13 مليار متر مكعب ليصبح إجمالى التخزينات الأربعة 30 مليار متر مكعب.
وأضاف أن الاستعدادات الاثيوبية تعتبر الانتهاك السادس للاتفاقيات والأعراف الدولية وهذا ما ترفضه مصر والسودان.
وقال شراقي إن تصريحات وزير الخارجية المصرية فى جامعة الدول العربية أتت معبرة عن مدى خطورة ما تفعله اثيوبيا خاصة وأن التخزين الرابع يعادل 75% من جملة ما تم تخزينه خلال السنوات الثلاث الماضية.
وعن رد فعل اثيوبيا برفض قرار جامعة الدول العربية فى مارس 2020، قال إنه ليس الأول من من نوعه حيث سبق وأن رفضت قرار الجامعة العربية بتأييد حق مصر والسودان المائى الذى جاء بعد فشل مفاوضات واشنطن فبراير 2020، وأصدرت بيانا رسميا ترفض فيه تدخل الجامعة العربية كما أصدرت بيانات أخرى برفض تدخل مجلس الأمن.
وخلص شراقي إلى أن هناك سيناريوهين: الأول حث الاتحاد الأفريقى بقيادته الجديدة برئاسة جزر القمر للقيام بمسئولياته لاستئناف المفاوضات فى أسرع وقت للوصول إلى اتفاق قبل بداية التخزين الرابع.
والثانى: توجه مصر والسودان مرة ثالثة لمجلس الأمن ولكن هذه المرة ليس بسبب مشكلة مياه بل مشكلة وجود وخطر على الأمن والسلم خاصة على 20 مليون سودانى يعيشون على ضفاف النيل الأزرق الذى سوف يتعرض لطوفان فى حالة انهيار سد النهضة، خاصة أن إثيوبيا بالغت فى زيادة مواصفات السد من 11,1 مليار متر مكعب كما كان فى التصميم الأمريكى الأصلى إلى 74 مليار متر مكعب دون.
ولفت إلى أنه مما يضاعف من المشكلة هو عدم التزام اثيوبيا بإجراء الدراسات الهندسية كما كان مقرراً طبقاً لاعلان مبادئ سد النهضة 2015 فى البند الخامس.
وقال إن ما حدث فى تركيا خير دليل على خطر السدود فى الأماكن الزلزالية