وطنا اليوم:مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وتزامنا مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعانيها عائلات، يلجأ كثيرون للتحايل على غلاء الأسعار والمعيشة عبر التوفير.
تقوم أسر بالذهاب إلى التسوق وشراء ما تحتاجه من مونة للشهر المبارك بشكل مبكر والاستفادة من العروض في الأسواق، آملين بأي توفير يحصلون عليه قبل بدء الشهر الكريم.
تذهب الخمسينية أم محمد مع زوجها إلى المؤسسة الاستهلاكية بشكل دوري قبل بدء الشهر الكريم بشهرين، لتحصل على أفضل العروض المتوفرة، وشراء ما تحتاجه من بقوليات وأرز وطحين، وتبحث عن أفضل أنواع التمور التي تقوم بتخزينها.
ليس ذلك فقط؛ حيث تتباحث مع عائلتها عن أفضل الأطعمة والمأكولات الرئيسية التي يريدونها في الشهر الكريم لتقوم بتحضير بعض من مكوناتها مسبقا، ولا تنسى الأكياس المخصصة والأواني التي تحفظ الطعام لتعمل على التخزين بعد الانتهاء من الوجبة وحفظ الزائد منها لتعود وتعمل على تدوير هذا الطعام في اليوم التالي، خوفا من تلف الطعام أو اضطرارها للتخلص منه.
وتستذكر والدتها التي كانت تحضر المونة قبل حلول الشهر الفضيل بأيام عدة، كشراء الخضراوات وغسلها وتقطيعها أو قطفها وتعمل على تنشيفها للحفاظ عليها، فتسهل عليها الطبخ لإعداد وجبة الإفطار.
وتستذكر أيضا جلساتها مع أمها وأخواتها، واستعداداتهن لتحضير المخللات، التي تتطلب التجهيز قبل أيام عدة من حلول الشهر، للاستمتاع بطعمها أثناء وجبات الفطور، لكن اليوم تؤكد أن الأمور أكثر يسرا وسهولة، فكل ما عليها أن تنتقي طبخاتها ومتابعة العروض في محلات السوبرماركت الكبيرة.
ختام موسى هي أم لثلاثة أطفال وامرأة عاملة، تبين أن عائلتها تحب تناول المقبلات أكثر من الوجبة الرئيسية على مائدة إفطار الشهر الكريم، ما يجعلها تقوم بشراء مستلزمات السمبوسك والكبة قبل شهر، وتعمل على إعدادها وتجهيزها وتفريزها حتى تكون موجودة كطبق دائم على سفرتها في رمضان.
أما عن المأكولات الرئيسية، فتؤكد أنها تحاول التوازن في الوجبات لها ولعائلاتها، وتحضر السلطات بأنواعها المختلفة، فهي سبب رئيسي في حصول الجسم على الألياف الصحية والفيتامينات، وتحاول أن تستعيض عن البروتين الحيواني بالبروتين النباتي.
في حين تعمل ميساء على التحضير للشهر الكريم مسبقا، كونها تعتقد أن فيه توفيرا للمصاريف والوقت، مؤكدة قبل أعوام عدة أنها لم تكن تقوم بما تعمله اليوم، لكنها باتت تلجأ لفكرة التحضير المسبق الذي يخفف عليها عناء التحضير الطويل للطبخ والوقوف في المطبخ.
تقول ميساء “سمعت في إحدى قنوات يوتيوب عن كيفية كسب الوقت واستثماره بشكل كبير كإعداد خلطات المحشي وتفريغ الأكياس الحافظة من الهواء بشكل ممتاز وحفظها بالفريزر، وتقطيع الفواكه وحفظها أيضا مجمدة لإخراجها وتحضيرها على محضرة الطعام، وتقديمها عصائر طبيعية خالية من السكر الإضافي الذي يباع في الأسواق”.
وتؤكد أن مطبخها يعاني من نواقص أساسية كأدوات تساعدها في تحضير الحلويات والمعجنات للوجبات الفطور والسحور، وتعمل على ترقب العروض الكثيرة لعيد الأم والتي يمكن أن تستغلها ويتسنى لها الشراء بأسعار تعد تنافسية وتوفر من خلالها.
وتنصح بالاستفادة من عروض الأسواق على المواد الأساسية مثل السكر والأرز والطحين والمعلبات، لتوفر ربة المنزل على نفسها الوقت والجهد والمال أيضا.
كما أنها تنصح بالاحتفاظ بالأطعمة دون أن تخسر قيمتها الغذائية، وذلك بإفراغ أكياس الثلاجة من الهواء قبل حفظ الطعام فيها، وإغلاق أوعية تخزين الطعام بإحكام كي لا يتسرب إليها الهواء فيفسد الطعام.
وتنصح كل امرأة عاملة أن تجرب فكرة التحضير المسبق للطعام وشراء مونة قبل وقت فتوفر الوقت والجهد والمال، ليكون لديها الوقت الكافي لأداء العبادات، مؤكدة أنها تكتب قائمة بأهم الاحتياجات من الأطعمة واللحوم والبهارات في شهر رمضان وتملأ بها خزانة المطبخ، كما تحرص على شراء ورق الفويل (القصدير) وورق تغليف الطعام البلاستيكي، وكذلك أواني حفظ الطعام الزجاجية الصالحة للاستخدام في الميكروويف من الأدوات الأساسية المطلوبة أيضا.
وتحرص ميساء على وضع جدول لوجبات رمضانية على الثلاجة، يتضمن مقترحات مختلفة لأطباق رئيسية وجانبية، إضافة إلى أطباق الشوربة والحلويات، فهناك عدد لا نهائي من الوصفات متوفرة على الإنترنت برأيها ويمكن الاستعانة بها عند تحضير جدول الوصفات.
اختصاصية التغذية ربا العباسي، تؤكد أن التنوع في سفرة رمضان مهم جدا، ومع الغلاء المعيشي يمكن للعائلات أن تستعيض عن اللحمة والدجاج بمواد غذائية أخرى، بدلا من تحضيرها بشكل يومي، فيمكن أخذ البروتين من المنتجات النباتية، فهي توفر المال وتسهل العملية الغذائية الصحية، ويتوفر في العدس والحمص والفاصولياء وتحديدا السوداء، الكينوا، الطحينية، وكذلك الفاصولياء الخضراء، بذور الشيا، البازيلاء والشوفان.
والحلويات التي يمكن الاستعانة بها هي تلك التي يتوفر فيها زبدة الفستق، فهي صحية وتحتوي على البروتين أيضا. ويجب تناول البروكلي والسبانخ، والاعتماد على المأكولات التي تشتمل على الألبان والأجبان، لاحتوائها على البروتين.
وتبين أهمية التنوع بالنشويات والألياف والبروتين في الوجبة الواحدة، فجميعها مصادر يجب الاعتماد عليها، وزيادة شرب الماء، والمشروبات البعيدة عن السكريات والتقليل من تناول الحلويات.
وتؤكد ضرورة أخذ وجبة السحور والتنوع بها أيضا، موضحة أن التنوع لا يعني كميات كبيرة، بل على العكس يجب أن تكون كميات مناسبة، ففرصة نزول الوزن في شهر رمضان وكسب الصحة تعد جيدة، ويمكن تحقيقها بالتوازن العقلي والسلوكي.
وتؤكد أن الجميع يشكو من زيادة الأسعار وغلاء المعيشة، فتنصح بأن يتم شراء لوازم سفرة رمضان قبل أيام من حلول الشهر الفضيل