وطنا اليوم:انتقد الخبير في مجال النفط والطاقة، الدكتور المهندس زهير صادق، التصريحات المتداولة لمسؤولين في وزارة الطاقة والثروة المعدنية حول هجرة البترول من الأردن بسبب الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا مؤخرا والهزات الارتدادية التي أعقبتها، مؤكدا أن مثل هذا الحديث عار عن الصحة جملة وتفصيلا.
وأضاف صادق أن هذا الحديث والتحليل غير دقيق، فما يجب أن يحدث هو العكس؛ أن يهاجر النفط من سوريا إلى الأردن، نظرا لوجود آبار قريبة من المملكة، مشيرا إلى أن تلك التصريحات الصادرة عن الوزارة اعتراف صريح بوجود نفط في الأردن، وأن الوزارة فشلت باستخراجه.
وقال صادق إن هناك تخبطا بإدارة ملف النفط في وزارة الطاقة، حيث تمّ حفر بئرين بمنطقة السرحان دون جدوى، كما تمّ اختيار منطقة جديدة للحفر ولن تكون ذات جدوى، نظرا لسوء اختيار موقع الحفر، لافتا إلى أن سوء اختيار هذه المواقع يكبّد الخزينة نحو (8- 10) مليون دينار.
وأشار صادق إلى أن أكبر حدث جيولوجي في التاريخ كان الفالق الذي يمتد من اثيوبيا مرورا بالبحر الأحمر ومصر والأردن وسوريا وانتهاء في لواء الاسكندرون، وتشكلت منه بعض المناطق مثل وادي عربة وبعض مناطق الأغوار الجنوبية، مبينا أن الصفائح تزاح سنويا (2-5) ملم بسبب العوامل الطبيعية والهزات.
الى ذلك أوضح مدير مديرية المشاريع في وزارة الطاقة والثروة المعدنية بهجت العدوان تصريحاته السابقة بخصوص تأثير الزلازل على النفط في الأردن بقوله أنه في حال حدوث كسر بالطبقة التي تحتوي على خزان النفط في باطن الأرض نتيجة الظروف الطبيعية مثل الزلازل، فإن ذلك يتسبب بتهرب النفط.
واستشهد بذلك على ما حدث قبل 65 مليون سنة في منطقة البحر الميت، عندما حدث صدع رئيسي نتج عنه تكون البحر الميت وتسبب بتسرب النفط، مبيناً أن الفراعنة وبعض الحضارات القديمة كانوا يستخدمون البقع الإسفلتية من سطح البحر الميت كدليل على صحة ما يقول.
وتابع: “النفط مع الصدوع يهاجر والبعض الآخر من المشتقات الخفيفة مثل البنزين والديزل والكاز تتبخر”، مؤكداً بأن ما تبقى على سطح البحر حالياً هي البقع الإسفلتية أو ما تسمى بـ”القار الأسود”.
وبين بأن النظرية النفطية تتطلب وجود احتمالية لا تقل عن 50% للعثور عليه خلال عمليات البحث، مؤكداً بأن البحث يستمر حتى الوصول إلى نتيجة واضحة بوجود النفط من عدمه، لكن صدوع البحر الميت أثرت على الأردن كمنطقة نفطية حسب قوله، مبيناً أن نظرية النفط تنص على هجرته للأعلى وليس للأسفل.