وطنا اليوم – نُقل عن وزير البلاط السابق مروان المعشر قوله في ندوة مغلقة بالبحر الميت” أقامها مركز القدس للدراسات لبحث سيناريوهات التعامل مع إسرائيل، شارك فيها المعشر وعدد من الخبراء قال فيها المعشر: “أنا أول سفير أردني في تل ابيب.. وأبلغكم بقناعة بأن إسرائيل هي العدو اليوم”.
في مقال سابق نشرته وطنا اليوم تحت عنوان ” مفاهيم بدأ يطرق أبوابها نخب السياسة الأردنية” اشارت حينها وطنا اليوم الى عدة مفاهيم بدأ الشارع او على الأقل المراقبين يلمسون استخدامها بعمق في الصالونات السياسية، فيما استند
رأي المعشر على القناعة بأن إسرائيل التي أقيم معها السلام عام 1994 انقلبت على الأردن وعلى السلام معا لا بل انقلبت على نفسها أيضا.
وكان سياسيون كبار قد انضمّوا إلى تلك الحلقة التي تشكك بنوايا إسرائيل اليمينية المستجدة تجاه الأردن والذي بنى استراتيجيته السياسية والدبلوماسية طوال وقت طويل وأسابيع وسنوات على أساس الشراكة في عملية سلام وسلام إقليمي مع الأردن.
ويعتبر المعشر حصرا بأن النخبة التي تحكم إسرائيل وتسيطر عليها اليوم لا تعترف أصلا بوجود الأردن لا قيادة ولا شعبا ويحذر من أن النخبة التي تُدير الأمور في عمان ينبغي أن تقرأ تطوّرات المشهد على هذا الأساس.
وكان رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري قد حذّر علنا وعدة مرات مما أسماه بمخاطر مسار التكيف لا بل حذّر أيضا من مخاطر إنكار المخاطر الجديدة والمستجدة معتبرا في مقال أثار ضجّة له بأن إسرائيل التلمودية المتشددة اليوم لديها أطماع واضحة وملموسة وتاريخية كانت مؤجلة عمليا بالمملكة الأردنية الهاشمية.
وتبنّى سياسيون كبار بشكل مُتكرّر دعوات إلى إعادة مفهوم الخدمة العسكرية وتسليح الشعب الأردني ومن بين هؤلاء وزير الداخلية الأسبق سمير الحباشنة والوزير السابق الدكتور ممدوح العبادي وكلاهما ظهر في ندوات ونشاطات عامة داعيا إلى الاستعداد لمرحلة الصدام الحتمية كأردنيين هذه المرة مع أطماع اليمين الإسرائيلي.
وناشد الحباشنة إحياء مفهوم الخدمة الوطنية العامة ويقصد الخدمة العسكرية كما تحدّث عن وعي وطني أفقي يحاول الاستعداد للنوايا السيّئة التي يحتفظ بها اليمين الإسرائيلي تجاه الأردن شعبا وحكومة هذه الأيّام فيما طالب العبادي بدوره إلى الانتباه إلى نصوص ميثاق حزب الليكود الذي يعتبر اليوم يمينيا معتدلا قياسا بشركائه في الحكومة حاليا حيث تنص هذه المبادئ والنصوص في الميثاق الليكودي على أن الأردن جزء من دولة فلسطين.
وزاد معدل التحذيرات وعقدت ورشات عمل ونقاشات من هنا وهناك وصدرت بيانات من بينها بيان شهير عن 219 شخصية يحذر من التعايش مع سيناريوهات التنمية الاقتصادية.
كما عُقدت لاحقا ورشة عمل متخصصة لخبراء وسياسيين ودبلوماسيين ووزراء سابقون ناقشت السيناريو الأفضل للاستعداد لأي تحولات يفرضها على الأردن اليمين الإسرائيلي الجديد وأطماعه إما بضم الأغوار والبحر الميت والضفة الغربية أو أطماعه بالحيلولة دون ولادة دولة فلسطينية حقيقية مقابل أطماع سياسية في توقيت اقتصادي ومعيشي حسّاس تطال ضفة شرقي الأردن.
وتحفل الساحة المحلية بخطابات تحذيرية من هذا الصنف فيما يعود الأردنيون في الكثير من اجتماعاتهم ومجالسهم هذه الأيام إلى اللهجة التي تعتبر إسرائيل حجّة ضدّ السّلام هذه المرّة لا بل عُنوانا للخُصومة والعداء السياسي.
تقاطع كل ما يرد على لسان ما يعرف بالنخب الأردنية مع ما ورد في مقال وطنا اليوم انف الذكر في الوقت الذي ترصد وطنا اليوم بأن كل ما يحصل يأتي عشيّة ترقّب لقرار الأردن بعنوان المشاركة من عدمها في مؤتمر النقب 2 الذي يُعقد في المغرب .