وطنا اليوم – خاص- نشر قُطب الميثاق طلال الشرفات مقالاً حمل عنوان “الميثاق الوطني ماذا بعد المؤتمر التأسيسي”، حيث جاء مقال الشرفات بعد مادة تحليلية نشرتها وطنا اليوم حملت العنوان ” هل تقاسم إرادة والميثاق نفوذ الكراسي“، حيث جاء في مقال الشرفات حرفياً: ” كنا قد حذرنا سابقاً من مغبة التباطؤ والتقاعس في استقطاب قيادات الحكم المحلي في البلديات والقيادات الطلابية، وقلنا وقتها أن هؤلاء هم المساندون العاملون على الأرض للنواب الذين تم استقطابهم في الميثاق” ، وهنا يبدو ان عبارات الشرفات كانت رداً على ماورد في مادة وطنا اليوم التي جاء فيها: “ثمة تحرك التقطته وطنا اليوم لحزب إرادة مؤخراً بدأ يتمدد في خارطة البلديات بعد إنضمام رئيس وبعض أعضاء بلدية سحاب ورئيس وبعض أعضاء بلدية الهاشمية فيما بلديات ام الرصاص والقطرانة والسلطاني أخر من انضموا لإرادة ، بالمقابل لا تزال عملية الاستقطاب هادئة في الحزب الوليد “الميثاق ” الذي يبدو انه لا يزال مُصر – وكما استمعت وطنا اليوم – على استقطاب النخب من مجلسي الأعيان والنواب”.
هنا يبدو ان مقال الشرفات إستشعر ما أشارت له وطنا اليوم وبدأت عملية التلاوم لللقيادات الحزبية في ” الميثاق” خاصة بعد ان اشارت وطنا اليوم في تقييمها السابق الى ان الميثاق يعيش حالة كمون استقطابي في حين تنشط باقي التيارات الحزبية.
ثمة عبارة اخرى اعتبرتها وطنا اليوم قفزة من الشرفات الى مرحلة التوجيه للميثاق حين قال الشرفات في مقاله :”على قيادة الحزب التي سيجري انتخابها أن تسارع فوراً ودون إبطاء إلى التهام النخب القطاعية والمحلية التي تم استقطابها من قبل القوى الأخرى ما أمكن إلى ذلك سبيلا” ، وهنا يبدو ان الشرفات ادرك ان ما ورد في حديث وطنا اليوم صحيحاً وقد ابعد الميثاق عن استقطاب الادارات المحلية في البلديات واعضاء المجالس المحلية وهو ما اعتبره الشرفات في حديثه خطأ يحتاج مراجعة من الميثاق.
ثمة عبارة اخرى التقطتها وطنا اليوم في مقال الشرفات تشير الى ان التحرش الناعم قد بدأ داخل الميثاق او ان محاولات التفرد بالقيادة والعودة الى القواعد المؤسسة عشية عقد المؤتمر التأسيسي للحزب، وقد ظهر ذلك في تعبير الشرفات حين قال في مقاله : ” يجب اختيار القيادة السياسية للحزب بما ينهي حالة الترقب والاجتهاد، ومحاولات القفز الفردي على إرادة المؤسسين، واحتكار مضامين التمثيل تلك المحاولات التي لا تستند إلى أساس وطني أو قانوني”.
ماورد في تحليل وطنا اليوم يبدو انه التقط سريعاً من الميثاق ومن باقي التيارات الحزبية في الوقت الذي يبدو ان مراجعات تقييمية لمسيرة الاستقطاب الحزبي تجري حالياً على ما يبدو داخل الاحزاب ، في محاولة منها لمسابقة الزمن قبل الوصول الى تاريخ 15 ايار وهو الموعد النهائي الذي حددته الهيئة المستقلة للانتخابات، للاحزاب لتصويب اوضاعه حسب قانون الاحزاب الجديد، فيما مقال الشرفات أثار التساؤلات على الاقل لدى وطنا اليوم ، هل ما ورد فيه تحرش ناعم عشية المؤتمر التاسيسي ؟ ام بداية صراعات داخلية ظهرت في النموذج السابق من حزب العهد” وبنفس المنطق الحزبي؟ أم عتب ظهر في حديث قطب الميثاق نتيجة ضعف الاستقطاب من قبل “الميثاق” الوليد بتجربة مستنسخة عن ” العهد” الذي لاقى حتفه في ظروف غامضة.