وطنا اليوم:أعادت ثلاث هزّات أرضية ضربت مدينة المرج الليبية، هذا الأسبوع، ذاكرة الليبيين 60 عاماً إلى الوراء.
مساء الخميس، 21 فبراير/شباط 1963، ضرب زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر، مدينة المرج شرقي ليبيا، اعتُبِر من أكبر الكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد في تاريخها المعاصر، مخلفاً 360 قتيلاً ومئات المصابين.
وفي الشهر نفسه بعد 60 عاماً، شهدت المدينة ذاتها، هذا الأسبوع، ثلاث هزات أرضية مرّت بسلام.
يوم الأحد الماضي، أعلنت السلطات المحلية لمدينة المرج المتمثلة في مجلسها المحلي، عن تعرّض المدينة إلى هزتين أرضيتين متتاليتين لم تنتج عنهما أي أضرار، لكنه حذّر من نقص الخدمات ومستلزمات الطوارئ والأمن والسلامة وضعف البنية التحتية.
وطالبت سلطات المدينة الواقعة على بعد 100 كيلومتر شرق مدينة بنغازي، الحكومة بتجهيز غرفة طوارئ خاصة بالمدينة بجميع الإمكانيات والإمدادات الطبية اللازمة استعداداً لحدوث أي طارئ.
ويوم الأربعاء 15 فبراير، تعرضت المرج مرة أخرى إلى هزة أرضية جديدة شعر بها معظم سكان المدينة.
وأفادت إذاعة المرج المحلية عبر فيسبوك بأن الهزة الأخيرة تختلف عن سابقتيها فهي أقوى وأيقظت الكثيرين من نومهم.
“هذه الأحداث ذهبت بأذهان السكان بعيداً قبل 60 عاماً، مستذكرين ذلك الزلزال الأول”، يقول مسعود العرفي، عضو الجمعية الليبية للإغاثة.
60 عاما على زلزال مدمر
ويضيف “العرفي: “رغم مرور 60 عاماً على واقعة زلزال المرج ورغم إن معظم سكان المدينة لم يكونوا حاضرين في ذلك الوقت إلا أنهم يعرفون جيداً ما عاناه أجدادهم جراء ذلك الزلزال المدمر”.
ويري أنه “إذا حدث زلزال قوي في المدينة ورغم أن المباني اليوم ليست كتلك البسيطة غير الخرسانية التي كانت في الماضي، إلا أن المرج ستحل بها الكارثة ذاتها”.
ويرجع ذلك بحسب مسعود العرفي “لضعف الإمكانيات في المدينة بشكل خاص وليبيا بشكل عام، إذ إن فرق الطوارئ هنا لا تملك إمكانيات ولا خبرة لها في مواجهة مثل تلك الكوارث الطبيعية، فالسلطات لم تنظم سابقاً أي دورات أو تشكّل فرق طوارئ لمثل هذه الحالات رغم أن المرج ضمن دوائر الخطر لدى منظمات رصد الزلازل الدولية”.
والأخطر وفق العرفي أن “الشبكة الوطنية لرصد الزلازل في ليبيا متوقفة عن العمل بسبب سرقة محتوياتها خلال الحروب وما هو موجود منها قديم للغاية، ومحطة مدينة المرج لا تعمل أصلاً، لذلك لا نحن في خطر فعلي”.
وفي حين يقول إن ما شهدته مدينة المرج من هزات أرضية خلال الأسبوع الحالي لا تتعدى قوتها درجتين على مقياس ريختر، إلا أنه يحذر من أنه “إذا ارتفعت تلك القوة قليلاً ستحدث كارثة خاصة مع تعرّض الصفائح الأرضية لمنطقة شمال أفريقيا الواقعة ليبيا ضمنها إلى ضغط وتحرك وتصدع جراء الزلزال المدمر الذي ضرب دول شرق المتوسط تركيا وسوريا قبل أيام”.
رواية عجوز ناجية قبل 60 عاماً
“أيام لا ردّها الله”، هكذا تحدّثت الليبية الحاجة مرضية عمران بوعمامة الناجية من زلزال المرج القديم.
تقول الحاجة مرضية (76 عاماً) إنها شهدت الزلزال وفقدت فيه شقيقتها وابن عمها وزوجة عمها، ومضت قائلة: “كلهم ماتوا في شهر رمضان، أيام الله لا يردّها من جديد”.
وتضيف: “في ذلك الوقت نقلهم الجيش الليبي ومتطوعو الكشافة من بنغازي ودرنة وكل مدن الشرق نحو الشليوني (مرتفعات الجبل) ومعسكرات الجيش”.
وتتابع: “قعدنا هناك حتى نقلونا للمرج الجديدة وفي منّا ذهبوا بنغازي والبيضاء والإبيار وعاشوا هناك حتى الآن”.
وبحسب الحاجة مرضية فإن زلزال المرج القديم أفنى عائلات كاملة