بقلم: الصحفي بسام الياسين
النائب اعجر من ان يغير ما يريده الناخب،بسبب جهله المركب بمهمته وعدم معرفته بالواقع او ان الواقع العصي على التغيير فوق قدرته.ففي غياب النائب السياسي،تغيب الافكار الخصبة والقدرة على توليد الحلول الابداعية.فتتحول محاولات التغيير من البحث عن الفكرة ،الى الجعجعة والمباطحة . لذلك استدعي نصيحة المفكر الفرنسي فوكو للمهووسين بالمناصب:ـ” لا تقع في غرام السلطة،فالعشق يجعلك عبداً لها،وهي بدورها تستغل عشقك،لابتزازك وتنفيذ اوامرها،لدرجة قبولك بتدمير نفسك وتدمير ما حولك للبقاء فيها.بعدها تغرق في فردانيتك و نرجسيتك،ولن تشفى منها لو اجتمعت مدارس علم النفس .وهي كجهنم :ـ ” ان عذابها كان غراما “.
ما يجري،عرس بلاسحيجة.عريس عنين يعاني من عجز مستدام،لم تفلح ” الحبة الزرقاء ” في تحريكه،و استنهاض همته. كذلك العروس عانس شاخت قبل اوانها من هموم متراكمة،مدينونية ثقيلة وبطالة متصاعدة،فانقطع طمتها وجف ضرعها.لا زغاريد ساعة الدخول بها ،و لا إشهار بالمنديل الابيض للمحتشدين حولها كدليل :ـ بكورة نقية وانوثة طاهرة….،” جوازة كالجنازة” بلا العاب نارية بل سباق للنفاق. ايمان كاذبة على القرآن الكريم، تهتز لها السموات والارضين،وطلاق من الزوجة ان حنت الناخب بوعده ولم يفِ بعهده، لاجل اعطية زهيدة.ناهيك عن إشاعات منسوجة على انغام ربابة مقدودة اوتارها من ذيل بغل خصي .
تجرد من فروسية النبلاء التنافسية.وتسليف صوت بمصلحة. احاديث ملغزة.اسوأ ما في المشهد،استغلال الظرف الاقتصادي،و تسليع الانسان،ولكل راس ثمنه. انقلابات في المشاعر تمثلت بباطنية بغيضة. تقية مستجدة في مجتمعنا وسلوكيات مصلحية، تدل على اختلالات قيمية واجتماعية…”صلى وصامَ لامرٍ كان يرجوه / فلما انقضى الامرُ لاصلى و لا صاما .
نظرة للقوائم،ليس المهم للمؤهلات.الاكثر اهمية للفهلوة واللعب بالبيضة والحجر.كل شيء متاح ومباح عدا الاصلاح. وكل شيءٍ حاضر عدا الوطن.الغائب الاول والخاسر الاكبر في هذه الصولات العنترية والوصلات النفاقية . نتيجة الرهان، محسومة لفرس العشيرة وبضع اصوات ” للجماعة ” والباقي حشوات لاكتمال اللعبة الديمقراطية.انتخابات بلا احزاب مؤثرة او كتل سياسية فاعلة.سحب من ذات العلبة،و لا جديد في الساحب والمسحوب.و الرهان على دولاب يانصيب قديم بقي على حالى منذ عام 1998. فخراب الاوطان سببه مناصبة الحداثة العداء،ورفض التجديد والقفز عن الاصلاح،ففي زمن الذكاء الاصطناعي ومعجزات التكنولوجيا المبهرة، نستعمل الحشوات الانتخابية .
الاصلاح بحاجة الى ارادة سياسية و جيش من الاصلاحيين المؤمنيين باالديمقراطية،قانون عصري يتساوق مع المتغيرات والمستجدات،انتخابات نزيهة لافراز،برلمان شعبي لا ياتمر باوامر احد ولا يخضع لتعليمات “الالو”.الاصلاح بحاجة الى اطلاق الحريات السياسية في الجامعات والمدارس.خروج الاكثرية الصامتة من عزلتها، تحررها من الشعور بالغربة واحساسها الجارح، بانها مجرد نتوءات زائدة، وهوامش للاستغلال والاستعمال عند الحاجة.الاصلاح احساس الفرد ان له وزنا وطني،وقدرة التاثير على قرارات دولته.
اللعبة الديمقراطية تحتاج الى قانون متقدم ، لا الى مذيعين مغنيين و إعلاميين ينفخون في الرماد ولا الى كُتاب بارعين في فنون التلفيق، و التحريض على استباحة دم المعارضين حتى لو امتلكوا ناصية الحق و الحقيقة.غير ذلك،سنكون اللعبة الديمقراطية شوهاء، يتساكن فيها، تحت قبة واحدة :ـ الامي والمثقف.الممتلئ علما والمحشو قشاً.الوطني والمخادع.المؤمن والمنافق.
التجاهل الشعبي لهذه المعمعة،يجب ان يقابله استنفار وطني شامل، لتغيير مراسم هذا العرس الوطني الديمقراطي، الذي فقد بهجته، بعد ان شاخ العريس، و تقوس ظهره من الركوب عليه، بينما دخلت العروس مصحة الفحيص لاصابتها بصدمة عصبية لاحتراق وجهها، اما المساحيق الاعلامية التجميلية،فزادتها قباحة على قباحة.الانتخابات لن تنتج الا المزيد من المخاتير والوجاهات،لتكتمل الابهة،لكنك ستحل لغز الاحجية الملغزة، اذا عرفت من اوصى بالقانون ولماذا! .