الاحذية والاقمشة .. وقود التدفئة في المزار الشمالي

9 ديسمبر 2022
الاحذية والاقمشة .. وقود التدفئة في المزار الشمالي

وطنا اليوم:يشل غلاء أسعار المحروقات والكهرباء قدرة العديد من المواطنين الأردنيين على تحمل فاتورة الطاقة التي تستهلك زهاء ثلثي موازنة الأسرة خلال أشهر الشتاء،ما دفع العديد منهم إلى العودة لاستخدام مدفأة الحطب.
غير أن ارتفاع الأسعار طاول أيضا وقود هذه المدافىء (الحطب، وجفت الزيتون)، فيضطر مقتنوها لإذكاء نار مدافئهم بما تيسر من ملابس قديمة وأحذية بالية، وورق هالك، أو مما يستطيعون جمعه من أغصان الأشجار.
وبين مواطن من لواء المزار الشمالي أن الأردنيين لم يكونوا يحسبون للتدفئة قبل 15 عاما أي حساب، حيث كانت أسعار المحروقات في ذلك الوقت معقولة، لكن الوضع اليوم اختلف مع الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات التي يستخدمها الأهالي بشكل كبير، فبدأ العديد من الأسر باستخدام هذه الوسائل نتيجة الفقر والبؤس والحاجة إلى الدفء، خاصة ممن لديهم أسر غالبية أفرادها من الأطفال.
وأضاف أن معظم الأسر التي عادة ما تكون فقيرة أو شديدة الفقر أو من الموظفين أصحاب الدخول المتدنية، تعتمد على مدافىء الحطب وإيقاد نارها بالأحذية البلاستيكية وإطارات المركبات التالفة وغيرها، حيث يقومون بجمع هذه المواد أو شراء بعضها قبل أيام الشتاء رغم أثرها على صحتهم وأطفالهم وجيرانهم، مشيرا إلى أنه إذا كان الجوع كافراً فماذا نقول للبرد.
من جانبه أكد اختصاصي أمراض صدرية أن هذه المواد المصنوعة من المشتقات البترولية والبلاستيكية لها آثار سلبية على الأطفال والمرضى، خاصة المصابين بالحساسية وأمراض الربو وغيرها من الأمراض التي تتعلق بالجهاز التنفسي والقفص الصدري.
وأشار إلى أن حرق هذه المواد لفترة طويلة والأبخرة المتصاعدة نتيجة ذلك قد تؤدي إلى الأمراض المسببة للسرطان.