وطنا اليوم – اصدر حزب المؤتمر الوطني “زمزم” بياناً وصل وطنا اليوم نسخة منه جاء فيه:
شهدت المملكة تراجعاً واضحاً على صعيد الحالة الحزبية والنقابية خلال السنوات الأخيرة، وظهر ذلك بوضوح في نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وفي تعامل الحكومات مع الملف النقابي على وجه العموم ومع نقابة المعلمين على وجه الخصوص.
إن المعيار الأكثر أهمية في الحكم على الأداء السياسي للحكومات يتمثل بأمرين رئيسيين؛ الأمر الأول مقدار التقدم الذي تحرزه الحكومة في إبراز دور الأحزاب السياسية وإفساح المجال لها للمشاركة في إدارة مؤسسات الدولة تعبيراً عن المشاركة الشعبية الحقيقية التي لا طريق لها إلّا من خلال تمثيلها عبر أطر سياسية تملك برامج طموحة تصلح لإدارة الدولة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية وتخضع لعملية الفرز والاختيار في الانتخابات البرلمانية العامة.
ولكن ما حدث أن القانون يهمش الأحزاب والقوى السياسية ويعزز الانتماءات الجهوية الضيقة ويؤدي إلى إخراج مجلس نواب غير سياسي، وغير قادر على تلبية طموح الأردنيين في الوصول إلى تشكيل حكومة برلمانية حيث أصبحت بعيدة المنال، من خلال نتائج الانتخابات الهزيلة.
الأمر الثاني يتمثل في القدرة على احترام الحريات النقابية والتوسع في العمل النقابي الذي يمثل الجانب الأكثر أهمية في تنظيم المهن الرئيسية، ورفع سوية العمل التطوعي القادر على بناء مجتمع الحرية الذي يليق بالمستوى العلمي والثقافي الذي يتمتع به الأردنيون، حيث أصبحت النقابات بيتاً للخبرة الفنية التي ترفد المجتمع بالخبرات والكفاءات المطلوبة.
ولكن الحكومات عجزت عن التعامل مع هذا الملف بالشكل الإيجابي، وتعاملت معها بالمنطق الأمني ومنطق المحاصرة والتضييق من خلال استعمال سلاح التقاعد المبكر والإحالة على الاستيداع في أجواء الجائحة التي أدت إلى خلق ظروف معيشية ضاغطة وضائقة اقتصادية خانقة.
ويحذر الحزب من تردي الحالة السياسية التي تؤدي إلى الاختناق السياسي والشعور بالأفق المسدود والوصول إلى الجدار، ويحذر من تفشي حالة انعدام الثقة بين المواطن والمسؤول وانتشار حالة اليأس المريع التي سوف تؤدي إلى نتائج وخيمة لا تحمد عقباها.
ونطالب الحكومة بالعمل على إزالة جميع الاحتقانات التي تعتري الحالة السياسية، ورفع سوية الأحزاب السياسية وتعزيز دورها في المشاركة الفاعلة في خدمة وطنها وشعبها، والعمل على خلق انفراجة واضحة في العمل النقابي وانتهاج منهج الحوار والتعاون الإيجابي الفاعل في عملية البناء الوطني الشامل الذي يتطلب البحث عن الأكفياء الأمناء القادرين على خدمة وطنهم وأهلهم بقوة واقتدار، عبر خلق حالة سياسية تشاركية برامجية توافقية.
حزب المؤتمر الوطني زمزم
عمان – الأردن
17/12/2020