وطنا اليوم:سارع “الممثل” الإسرائيلي “غي هوخمان” إلى حجز تذكرة عودة إلى الكيان الإسرائيلي بعد أن مكث أيامًا في قطر لتصوير مقاطع فيديو عن كأس العالم 2022 عقب تداول صوره وهو يرتدي زي جيش الاحتلال.
وذكرت القناة السابعة العبرية، وفق ترجمة وكالة “صفا”، أن “هوخمان” حجز رحلة عودة إلى الكيان مساء الاثنين؛ “خوفًا من تعرضه للأذى بعد أن وجد نفسه متسببًا بضجة على الإنترنت وتلقيه ردود فعل سيئة وتهديدات”.
وأشارت إلى أن الصحفية الفلسطينية الأمريكية سمر جراح شاركت مقطع فيديو على حسابها بتويتر، الذي يتابعه 170 ألف حساب، بعنوان “افضحوهم. مجرمون”.
ويعرض مقطع الفيديو ماضي “هوخمان” كجندي في جيش الاحتلال، ويبدأ بالسؤال: “صانع سلام أم جندي قاتل؟”.
وأوضح الفيديو أن “هوخمان يقدم نفسه على أنه صانع سلام بينما هو في الواقع جندي قاتل”.
ولفتت إلى أن “هوخمان” (34 عامًا) كان قائدًا سابقًا في كتيبة 932 التابعة للواء الناحال، وخدم في وحدة قتلت آلاف الفلسطينيين خلال الانتفاضتين الأولى والثانية.
كما بيّن فيديو “جراح” أن الوحدة التي خدم فيها “هوخمان” شاركت في حروب قُتلت خلالها عائلات فلسطينية، وخُتم بعبارة: “هذا هو وجه إسرائيل في المونديال”.
وقالت إن بعض الردود على مقطع الفيديو ذكرت أن “هوخمان” عميل للموساد.
وأوضحت القناة أن “هوخمان”، الذي يُروج نفسه كممثل كوميدي، كان من المفترض أن يبقى في قطر حتى نهاية الأسبوع، لكنه حجز لنفسه رحلة طيران خاطفة للعودة إلى “إسرائيل” هذا المساء.\
وأعربت عديد وسائل الإعلام العبرية عن سخطها من مستوى العداء الذي يتعرض له مراسلوها في مونديال قطر، وهو ما دفعها للتشكيك في جدوى اتفاقيات التطبيع إذا لم تشمل الشعوب وليس فقط الأنظمة.
وجاء على الصفحة الأولى لصحيفة “يديعوت أحرونوت” أمس عنوانًا عريضًا كُتب فيه: “مونديال الكراهية”؛ تعبيرًا عن مدى الكراهية الذي يتعرض له الإسرائيليون المتواجدون في المونديال أو الصحافيين على حد سواء.
وقال موفد الصحيفة إلى هناك: “لا نرغب في تجميل الأمور؛ فنحن نشعر بأننا مكروهون، محاطون بالعداء من كل جانب، غير مرغوب بنا”.
وأضاف “قال لنا أحد القطريين من النظرة الأولى عندما علم أننا من إسرائيل لا أهلًا ولا سهلًا.. انصرفوا من هذا المكان على جناح السرعة”.
ولفت إلى أن العداء يحيط بالإسرائيليين من كل جانب، إذ “يتبادل الفلسطينيون والإيرانيون والقطريون والمغاربة والأردنيون والسوريون والمصريون نظرات العداء تجاهنا في المونديال”، على حد تعبير مراسل الصحيفة.
في حين، نقلت القناة “12” العبرية عن موفدها إلى المونديال “اوهاد خيمو” قوله إن: “الشعور العام سيئ تجاه الإسرائيليين”.
وأشار إلى أنه تواجد في أحد المراكز التجارية وخشي من كشف هويته، معبرًا عن أمله في العودة بسرعة إلى الكيان الإسرائيلي.
أما صحيفة “يسرائيل هيوم”، فقالت إن مونديال قطر “وضع إسرائيل أمام حقيقة وواقع مؤلم للغاية، وهو الرفض والتجاهل والكراهية وعدم قبولهم في بلد عربي مسلم”.
وأضافت “كل من يزعم أن سكان دول الخليج ليس لديهم عداء تجاه إسرائيل فهو مخدوع ويرى الحقيقة بشكل مختلف”.
وذكرت أن “مراسلي القنوات الإسرائيلية سافروا إلى قطر متحمسين، ونصبوا الكاميرات، وانتظروا من العرب تمجيد إسرائيل، لكنهم سرعان ما وجدوا أنفسهم في وضع الازدراء والتجاهل والسخرية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من العرب قالوا إنه: “لا يوجد شيء اسمه إسرائيل؛ فهناك فلسطين فقط، وهذه صفعة مدوية على الوجه لمن يظن أن السلام في متناول اليد وأن التطبيع مع الدول العربية ليس سوى مسألة وقت”.
وأكدت أن “سلوك المواطن العربي تجاه إسرائيل يشير إلى استمرار العداء منذ 70 عامًا، وأن أصل المشكلة ما زال قائمًا”