وطنا اليوم/ اختتمت فعاليات الملتقى الثاني للطلبة العرب الدارسين في الجامعات الاردنية الذي نظمته مؤسسة ابصار لعقد المؤتمرات والندوات، مساء يوم السبت 19/11/2022 وكان الملتقى قد انطلق فعالياته في اليوم يوم الخميس 17/11/2022 في فندق موفنبيك عمان تحت رعاية دولة رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، وبمشاركة اكثر من 100 طالب من مختلف الدول العربية يدرسون في جامعات اردنية( الجامعة الأردنية، اليرموك، مؤتة، الهاشمية، ال البيت، العلوم الإسلامية، الجامعة الامريكية في مأدبا، جامعة الاسراء، وجامعة جرش.
وكان رئيس مجلس الاعيان قد قال في كلمة الافتتاح التي القاها نيابة عنه العين محمد داودية على الجميع تحمل مسؤولية العمل على إيجاد المعالجات الحقيقية لهذا الواقع المؤسف، وبلورة موقف عربي موحد، يكون له دور في تقرير مستقبل المنطقة”.
وأضاف مخاطبًا الطلبة العرب “أنتم مستقبل أمتنا وعنوان عزتها وتقدمها، والأمل بكم كبير للنهوض بواقعها الراهن، نحو غد أكثر إشراقا واستقرارا، فأنتم تعرفون أن أمتنا اليوم، منذ النكبة وحتى النكسة، وما تلاهما، تعيش ما يشبه مرحلة سايكس بيكو جديدة، وبتنا نخشى أن يعاد تقسيم المقسم من دولنا”.
وأشار إلى أن منطقتنا أصبحت ساحات لصراعات دولية وإقليمية، الكل يبحث فيها عن مصالحه، ونحن كأمة عربية نعيش اليوم واقعا مريرا ومؤلما، عنوانه الفشل في تشكيل أي مشروع وحدوي.
ودعا شباب الأمة، إلى التصدي بسرعة وجدية حقيقية لمعالجة هذا الواقع الأليم، من خلال إيجاد مسار للتنمية الاقتصادية بين الدول العربية، يتمثل بتشكيل تكتل اقتصادي حقيقي بينها بعيدا عن الحسابات السياسية، مؤكدا أن شباب الأمة عليهم مسؤولية التصدي، للخطاب الطائفي والمذهبي، وتعزيز قيم الانتماء العروبي، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب الأولى.
وقال، إن الأردن دولة محبة للسلام، تؤمن بوحدة الأمة والمصير الواحد الذي يجمعها. دولة لا تؤمن بالعنف، وتدعو إلى تعزيز القيم النبيلة ونبذ الاختلاف، دولة متسامحة مع نفسها وأمتها، لم تلطخ يدها بدم عربي، وقدمت الشهداء على أسوار القدس وباب الواد وفي الجولان واللطرون، دفاعا عن قضايا أمتنا العادلة، “وفتحت ذراعيها لكل أحرار العرب والهاربين من البطش والقتل، الفارين بأرواحهم بحثا عن الأمن والحياة الكريمة الآمنة”.
من جهته، قال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات، إن العالم يعيش مرحلة التغييرِ في التّعليم العالي، سيما الجامعيّ منه، مشيرا إلى أن أعتى الدول في العالم أصبحت متيقنة بأن التعليم الجامعي يمر بتحديات في غايةِ الصعوبة.
وأكد أننا “في الأردن نمتلك القدرة وجميع الوسائلِ والبنى التحتية اللازمة للتغييرِ في ظل التغيرات الجيوسياسية التي عصفت بالعالم إضافة إلى ارتدادات جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على مجمل جوانب الحياة، والثورة التكنولوجية.
ودعا إلى إعادةِ النظرِ في تصميم البرامجِ العلمية وطرِقِ التدريس التي ستشهد تحولا كبيرا، ليحتل التعليم الرقمي حيزا واسعا، والأهم التغيير في بيداغوجيا التعليمِ، لمواكبة التحول الرقمي، والابتكارِ والإبداعِ وإنتاجِ المعرفة، ولتقود الجامعات في قادم الأيام اقتصاد المعرفة القادر على إحداث الرفاه الاجتماعي.
وأضاف، نقول للأجيال القادمة من طالبي العلم، من داخل الأردن وخارجه، “سيبقى التعليم العالي في الأردنّ محافظا على تألقه وجماله، ولن يقبل الأردنيون إلا التميز في التعليم، كما هو في كلّ شيء”.
وأشار ممثل الطلبة العرب، الطالب في جامعة مؤتة، عبده الغشامي، إلى التاريخ العريق والحضارات والممالك العربية التي مرت على أرض المملكة، ومواقف الأردن الثابتة تجاه الدفاع عن دولة فلسطين الشقيقة، مؤكدا أن الأردن يخرج كفاءات لا تخلو مؤسسة عربية منهم.
إلى ذلك، أشار أمين عام اتحاد الجامعات العربية عمرو عزت سلامة، إلى أن الاتحاد يرحب بهذه اللقاءات التي تجمع الطلبة العرب وتعزز أواصر الأخوة بينهم، لافتا إلى أن الاتحاد يعنى بتوفير فرص التدريب والعمل للطلبة العرب عبر الجامعات العربية في المنطقة لتشكيل مواطن عربي قادر على خدمة أمته في أفضل كفاءة.
ودعا الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس من دولة الكويت الشقيقة، الطلبة إلى مواجهة التحديات والصعاب من أجل تحقيق طموحهم المنشود، مشيرا إلى أن الفشل لا يعني النهاية، بل هو أولى خطوات النجاح والتفوق، وأن التميز يكون في الحياة العملية، وليس فقط في الجانب الأكاديمي.
ودعا جميع الجهات المعنية إلى إيلاء الطلبة غير الفاعلين بالرعاية والاهتمام، مشددا على أن النجاح ينطلق من التغيير عبر نقل الطلبة من حالة غير الفاعلين إلى فاعلين ومؤثرين في مجتمعاتهم.
وفي اليوم الثاني للملتقى توجه المشاركون فيه من الطلبة العرب الى مدينة البترا كان لمفوضية البترا دور مهم في تسهيل الزيارة واستقبال المشاركين بحفاوة وقد دهش الطلبة العرب بما شاهدوه من كنز حضاري عز نظيره في العالم وبعد انتهاء زيارة البترا توجه المشاركون في الملتقى الى وادي رم وشاهدوا سحر الطبيعة ولحظة غروب الشمس التي انسابت خيوطها الذهبية على رمال وادي رم وكان لهذا المنظر أثر بليغ في نفوس الطلبة العرب.
وفي اليوم الثالث واصل الطلبة المشاركين فعاليات الملتقى في مدينة العقبة وتجولوا فيها وزاروا مدينة ايلة السياحية وتجولوا على شواطي البحيرات الاصطناعية فيها وختموا جولتهم في ملعب الجولف وقد استمعوا الى شرح من القائمين عليه وامضوا وقتا من التدريب على هذه الرياضة الجديدة في الأردن وفي نهاية يوم السبت 19/11/2022 عاد الطلبة المشاركين في الملتقى الى عمان وهم يحملون اجمل الذكريات من المثلث الذهبي بما يحتويه من كنز حضاري عظيم.