وطنا اليوم – قرّر مجلس الوزراء الأردني جملة لافتة من التغييرات في مواقع الصف الأول على مستوى إدارة المؤسسات الاعلامية الرسمية التي تم تغيير كوادرها القيادية جميعها في قرار موحد لمجلس الوزراء صباح الثلاثاء وبصورة شبه عاصفة تقريبا توحي بان لدى الحكومة إستراتيجية عمل واشتباك جديدة غير مفهومة بعد على مستوى نفض الغبار عن مؤسسات العمل الرسمي الإعلامية وإن كانت تستهدف “التحريك”.
وزير الاتصال في الحكومة فيصل الشبول كان قد تحدّث عن خطة شاملة ومنهجية لمواجهة التحديات المهنية الإعلامية.
ويبدو أن بصمات الوزير الشبول واضحة الملامح في التغييرات التي قررها مجلس الوزراء الأردني صباح الثلاثاء.
تغيير الطاقم الذي يدير أذرع ومؤسسات الإعلام الرسمي دفعة واحدة.
هذا ما حصل في عمان حيث تم حل مجلس إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وتشكيل مجلس إدارة جديد وإحالة أربعة من كبار مدراء الإعلام إلى التقاعد وبينهم مدير هيئة الإعلام المحامي الإشكالي طارق أبو الراغب.
وتم تعيين المحامي بشير المومني بديلا عنه، الأمر الذي يوحي بأن إدارة ملف هيئة الإعلام في سياق التكنوقراط القانوني بعد الآن حيث مراقبة الالتزام بالتراخيص وأجهزة البث السمعية والبصرية ومراقبة ميزانيات المواقع الإلكترونية.
أحيل الى التقاعد أيضا مدير التلفزيون محمد بلقر وتم تعيين أحد ابناء المؤسسة وهو إبراهيم البواريد مديرا عاما لمؤسسة التلفزيون فيما أُحيل إلى التقاعد وغادر موقعه رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون غيث الطراونة وصدر قرار لمجلس الوزراء بتسمية أعضاء المجلس الجديد تحت إدارة وزير الاتصال فيصل الشبول.
شملت التغييرات أيضا إحالة مدير عام وكالة الأنباء الرسمية “بترا” فائق حجازين إلى التقاعد وتعيين إمرأة في موقعه لأول مرة وهي إعلامية مخضرمة وقديمة من أبناء الوكالة اسمها فيروز المبيضين.
لم يحدد مجلس الوزراء هدفا واضحا لهذه التغييرات الجماعية.
لكن أغلب التقدير أن المسألة مرتبطة باستراتيجية عمل جديدة ومحاولة اشتباك مع التفاصيل بهدف تطوير خطة للإعلام الرسمي ومعالجة مشكلات مزمنة وقديمة فيه.
ومن الملاحظ عموما أن مجمل هذه التغييرات في مناصب إدارة الإعلام العليا حصل خلالها وزير الاتصال فيصل الشبول على مساحة واسعة من العمل وكانت بصماته موجودة في تفاصيل الخيارات الجديدة وذلك يعني أن ملف الإعلام الرسمي يتحرّك بعد إعادة تسمية الشبول وزيرا للاتصال في الحكومة بموجب التعديل الوزاري الأخير.
وهو أمر أعاد إنعاش وجود وزارة للاتصال بعد إلغاء وزارة الإعلام منذ سنوات طويلة خلافا لأن وزارة الدولة لشؤون الاتصال والإعلام أُلغيت بعد التعديل الوزاري الأخير.
رأي اليوم