قصة هندية أُجهضت بالسجن بسبب اعتناقها الإسلام

16 ديسمبر 2020
Muslim women walk in front of Para-Military personnel from the Rapid Action Force (RAF) as they wear facemasks during a government-imposed nationwide lockdown as a preventive measure against the COVID-19 coronavirus in Ahmedabad on April 12, 2020. (Photo by SAM PANTHAKY / AFP) (Photo by SAM PANTHAKY/AFP via Getty Images)

وطنا اليوم:كشفت صحيفة The Independent البريطانية عن قصة امرأة هندية سُجنت وهي حامل بسبب اعتناقها الإسلام واعتُقل زوجها وشقيقه، بموجب قانون جديد مثير للجدل يستهدف الزيجات بين الأديان.

قصة المرأة الهندية “جهان”
الصحيفة أشارت إلى أن موسكان جهان، التي كانت تُعرف باسم “بينكي” قبل أن تتحول عن الهندوسية إلى الإسلام وتتزوج من شريكها المسلم رشيد قبل ستة أشهر، قد خرجت من ملجأ للنساء تديره الحكومة، الإثنين 14 ديسمبر/كانون الأول، حيث قالت إن السلطات كانت تحتجزها ضد إرادتها لأكثر من أسبوع.
وقعت محنة جهان في ولاية أوتار براديش الشمالية، التي أقرت مؤخراً قانوناً يقمع التحويلات الدينية التي يعتبرها غير قانونية، ومنها تلك التي تكون بغرض الزواج من صاحب دين مخالف.

قانون “جهاد الحب”!
من جهة أخرى، يأتي ذلك القانون وسط حركة أوسع نطاقاً بين الجماعات الهندوسية اليمينية ضد ما يُشيرون إليه باسم “جهاد الحب”، وهي كما قالت الصحيفة نظرية مؤامرة معادية للإسلام تؤكد أن الرجال المسلمين يتآمرون سراً لتحويل المساء الهندوسيات عن دينهن من خلال الإغواء أو الزواج القسري، إلا أنه، وعلى الرغم من التحقيقات العديدة للشرطة، فإنها لم تجد دليلاً على وجود مؤامرة من هذا النوع.
كانت جهان قد سافرت وزوجها لتسجيل زواجهما في 6 ديسمبر/كانون الأول، لكنهما وُوجِها باعتراضات مجموعة من الرجال عندما تبين أن السيدة كانت هندوسية في السابق. وبحسب ما ورد، فإن مجموعة من الرجال الذين يرتدون ثياباً بلون الزعفران قد اقتادوا الزوجين إلى أحد مراكز الشرطة في مراد آباد، حيث ألقت السلطات القبضَ على رشيد وشقيقه بتهمة إجبار امرأة على التحول من الهندوسية إلى الإسلام عن طريق الزواج منها، واحتُجز الاثنان بموجب المادة 3 من قانون مكافحة التحول بين الأديان الجديد.
وتقول جهان إنها طلبت العودة إلى منزلها مع أهل زوجها، لكنها بدلاً من ذلك نُقلت قسراً إلى دار استضافة حكومية للنساء في مراد آباد، لكن المفاجأة الأبرز جاءت بعدما زعمت جهان خلال حديثها لوسائل الإعلام لأول مرة بعد مغادرتها الدار، أنها قد تعرضت لـ”التعذيب”، ومرضت، ليعطيها أحد الأطباء أدوية وحقنة نزفت بعدها بغزارة وتعرضت للإجهاض.
جهان قالت في مقطع فيديو نشره صحفي محلي عبر الإنترنت: “في البداية عندما شعرت بتوعك، لم يأخذوني إلى الطبيب. لكن عندما ساءت الأمور، نقلوني إلى المستشفى. بعد الحقن الأول والأدوية، بدأت أنزف، قبل أن يزداد النزيف في وقت لاحق وتفاقم مرضي، وتعرضت للإجهاض”.
كما تناشد جهان في الفيديو الإفراجَ الفوري عن زوجها وصهرها قائلةً إنها قد تزوجت بمحض إرادتها الحرة، وعلى الجانب الآخر، أنكر مسؤول الشرطة المحلي راجيش غوبتا بشدةٍ مزاعم جهان، قائلاً إنها على حد علمه لم تفقد طفلها.
وقال غوبتا لصحيفة The Independent: “لا توجد خدمة علاجية داخل دار الاستضافة. إذا اشتكى أحدهم مشكلةً صحية، فإننا نأخذه إلى مستشفى حكومي. وأنا أنفي تماماً الادعاء بأنها قد تلقت حقنة داخل الدار، فنحن ليس لدينا طبيب في الداخل من الأصل”، وأضاف غوبتا أنه “قد تحدث إلى الأطباء أمس، وأبلغوه بعدم حدوث إجهاض، وأن حملها مستمر”.

اعتقالات مثيرة للجدل في الهند
ومع ذلك، تأتي هذه القضية لتُضاف إلى قائمة طويلة من الاعتقالات المثيرة للجدل والتدخلات الحكومية في الزواج بين الأديان منذ صدور القانون الجديد الذي يُجرّم التحول عن الدين من أجل الزواج. وشملت تلك التدخلات واقعةً أخرى أوقفت فيها الشرطة حفل زفاف مقرراً في وقت كانت الاستعدادات للحفل جاريةً بالفعل.
كما وصف نشطاء حقوقيون وخبراء قانونيون القانونَ بأنه “تشريع معادٍ عنصرياً يستهدف المسلمين”، ويقولون إنهم يخشون أن يُستخدم للإيقاع بالأزواج الشرعيين بين الأديان واستهدافهم وترهيبهم.