وطنا اليوم – أكد مسرحيون عرب، أهمية استمرار إقامة المهرجانات المسرحية، لتوسيع رقعة الحراك الفني المسرحي العربي عبر تبادل الخبرات والأفكار وتطوير المواهب.
واقترحوا ، آليات يمكن أن تجذب الجمهور من جديد لـ”أبو الفنون”، في ظل تفضيل الناس للأعمال التي يشاهدونها عبر المنصات الرقمية والتلفزيون والسينما.
ويجتمع فنانون ومخرجون ونقاد أردنيون وعرب، في “مهرجان الأردن المسرحي” بدورته الـ29، الذي يقام على مسارح المركز الثقافي الملكي بعمان وتختتم أعماله مساء يوم بعد غد الاثنين، بإعلان جوائزه، وتشارك به 10 مسرحيات عربية من سبعة دول، هي: الأردن، الجزائر، المغرب، السعودية، مصر، العراق والكويت.
خلق جيل جديد
وتؤكد الفنانة والناقدة المسرحية اللبنانية، رندا أسمر، أن المهرجانات المسرحية بشكل عام تهدف إلى خلق جيل جديد من المبدعين وأصحاب المواهب، وأن اجتماع عروض عربية متعددة في الأردن، دليل على عافية المسرح.
وتمنت أسمر أن تعتمد المهرجانات المسرحية العربية، فكرة تخصيص ناقد أو فنان خبير يرافق العروض التي من المقرر تقديمها للجمهور، بهدف رفع سوية الأعمال المشاركة.
فيما يرى الناقد والباحث الجزائري الدكتور محمد شرشال، أن الحضور الشبابي المسرحي يبشر بولادة جيل جديد، تساهم في توفير مستقبل زاهر للحركة المسرحية العربية، مشيدا بتقديم “مهرجان الأردن المسرحي” تجارب إخراجية أنثوية بين عروضه، وواصفا الأمر باللافت والمهم على صعيد تطوير الحراك المسرحي العربي.
ويتفق الناقد والمخرج السوري هشام كفارنة مع رأي شرشال، مبيناً أن المهرجان يساهم في الارتقاء بالحركة المسرحية العربية، عبر تخصيص ندوات فكرية وورش عمل لإعداد الممثل، بالتوازي مع تقديم عروضه المسرحية، للاهتمام بنهضة المسرح وتوفير كل أسباب الدعم للأجيال الشابة.
دعم التجارب
تعتبر الناقدة المسرحية الجزائرية الدكتورة جميلة الزقاي، أن تجمع المسرحيين العرب في الأردن لعرض نتاجهم الفني، مبشراً باستمرار الحراك المسرحي العربي، وتطوير الأدوات الفنية من خلال الاحتكاك وتبادل الخبرات ومتابعة التجارب الأخرى.
واقترحت الزقاي على المهرجانات المسرحية العربية، أن تحرص على أن تكون أوراق العمل المقدمة من النقاد والباحثين محكّمة، فضلاً عن العمل على جمعها في كتاب وطباعتها لتوفيرها لاحقاً للمهتمين بالمسرح للاستفادة من أصحاب الخبرات والتجارب.
فيما يجد الناقد المسرحي الكويتي فالح المطيري، أن المقياس الحقيقي لنجاح المهرجانات المسرحية العربية، هو قدرتها على اختيار وتقديم أعمال قادرة على لفت الانتباه لمضمونها ومحتواها، معتبراً أن العمل الجيد قادر على ترك بصمة تجعل المهرجانات الأخرى حريصة على استقطابه.
وأوضح المطيري أن مهرجانات المسرح تحمل ميزة تدعم المواهب الشابة وأصحاب التجارب الجديدة أمام الجمهور، للاستفادة من ورش العمل والندوات التقييمية.
عزلة المسرح
وفي ظل عزلة الجمهور التي يواجها المسرح وتراجعه أمام تقنيات المنصات الرقمية والأعمال السينمائية والتلفزيونية، تجد رندا أسمر، حلاً يجذب الجمهور إلى العروض المسرحية يتمثل بعدم إيقاف العروض المسرحية طوال العام، مع توفير الدعم الحكومي والإعلامي للأعمال المسرحية من أجل إدخال ثقافة العروض اليومية إلى برنامجهم.
وتقول إن شرط نجاح التجربة، أن يعمل المسرحيون على تقديم المتعة التي يبحث عنها الجمهور والتي بات لا يجدها كثيراً.
ويجد الناقد الكويتي المطيري، في اقتراح أسمر فائدة يمكن تعميمها على مسارح العالم العربي، من خلال الجدية في طرح الموضوعات المسرحية، معتبراً أن الأعمال الهزيلة تفقد المسرح قيمته وحضوره بين الناس.
بدوره، يدعو هشام كفارنة المسرحيين للاشتغال على خصوصية الفن المسرحي فيما يقدمونه، للاستفادة من ميزة التفاعل المباشر بين الفنان والجمهور، وهو الأمر الذي يتفرد به المسرح عن التلفزيون والسينما، وهو الأمر ذاته الذي تطرق إليه الدكتور شرشال الذي يعتبر أن المسرح بلا جمهور هو فضاء فارغ، مهما علت قيمة العمل الذي يتم تقديمه، مشيرا إلى ضرورة أن يجد المتلقي ما يمتعه بصرياً وفكرياً فيما يراه.
وأكدت الناقدة الجزائرية الزقاي، أن المسرح العربي يعيش في أزمة ابتعاد الجمهور عنه، لعدة أسباب مباشرة وغير مباشرة، منها المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن قلة الأعمال المسرحية التي تناقش هموم الناس وقضاياهم.
— (بترا)