وطنا اليوم – اختتم مؤتمر اتحاد الناشرين العرب مساء أمس الخميس، جلسات دورته السادسة التي جاءت تحت شعار “صناعة المحتوى العربي وتحديات ما بعد الجائحة”،في معرض اكسبو الشارقة وتزامنت مع أول يومين من معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الـ41.
وأوصى المؤتمرون في ختام أعمال جلساتهم التي اشتملت على ثماني جلسات وشارك فيها 627 ناشرا ومعنيا بقطاع النشر، بردم فجوة المهارات وتحقيق توازن بين الكتاب التقليدي والكتاب الرقمي.
وشهد اليوم الثاني والأخير من المؤتمر الذي نظمته جمعية الناشرين الإماراتيين واتحاد الناشرين العرب بالشراكة مع “هيئة الشارقة للكتاب”، 4 جلسات حوارية سلطت الضوء على تداعيات أزمة كورونا على صناعة النشر والتعليم في العالم العربي، وبحثت واقع اللغة العربية ودور المؤلفين والناشرين في إثراء محتواها المعرفي وترسيخ أهميتها في وعي مجتمع القراء. وناقش المتحدثون مستقبل المكتبات العربية وحرية التعبير، وبحثوا الحلول الممكنة للحد من أزمة التوريد العالمية وتخفيف أثرها على قطاع النشر.
واستعرض المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين راشد الكوس، في الجلسة الختامية التوصيات التي خرج بها المؤتمر، مثمنا جهود الشارقة وسمو عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بجعل رعاية الثقافة والإبداع علامة فارقة في مسيرة الشارقة.
وأوصى المؤتمر، رئاسة اتحاد الناشرين العرب بإعداد دراسة تستشرف مستقبل وشكل معارض الكتاب في ظل تزايد انتشار منصات الكتب الرقمية والمسموعة، للخروج بنتائج تفيد الناشرين في التوصل إلى المعادلة المثالية للتوازن في صناعة الكتاب الورقي والرقمي.
كما دعا المؤتمرون في توصياتهم لتكثيف جهود حماية حقوق الملكية الفكرية في المنطقة العربية، وتفعيل تطبيق القوانين والتشريعات ذات الصلة بحماية حقوق المؤلفين والناشرين، ومواصلة التزام إدارات المعارض الدولية للكتاب بحظر مشاركة القائمة السوداء للمقرصنين، وفي هذا السياق أوصى المؤتمر كذلك بإعداد قائمة بالمواقع الإلكترونية التي تنتهك حقوق الملكية الفكرية وتنشر الكتب والمطبوعات المقرصنة، ورفع القائمة إلى الجهات المختصة في كل دولة لحظر تلك المواقع بهدف الحد من تأثير قرصنة الكتب عبر الإنترنت على حجم سوق النشر في المنطقة العربية.
كما أوصت الدورة السادسة لمؤتمر الناشرين العرب ببحث اتحاد الناشرين العرب عن آليات للتعاون مع جهات إقليمية ودولية لتمويل ورش تدريبية للناشرين سعياً لمعالجة فجوة المهارات لدى العاملين في صناعة النشر وإيجاد الحلول التدريبية العملية.
وبهدف تعزيز تكيّف الناشرين مع مرحلة ما بعد الجائحة واستثمار مختلف الفرص لزيادة نسبة مبيعاتهم، أوصى المؤتمر ببحث متطلبات المشاركات الفعّالة في مختلف الفرص التسويقية على أرض الواقع وعبر المنصات الإلكترونية، والعمل على الموازنة بين المحتوى المعرفي وسوق النشر ومراعاة اهتمامات مجتمع القراء في المنطقة العربية بكافة فئاتهم وشرائحهم.
كما أوصى المؤتمر بضرورة الاستفادة من تجارب الناشرين في الأقاليم والدول الأخرى مثل الهند وبلدان أفريقيا وبحث الاستفادة من تحول التعليم خلال فترة الجائحة إلى نظام الدراسة عن بعد، لتوجيه نسبة من رؤوس أموال الناشرين للاستثمار في صناعة المحتوى التعليمي الافتراضي.
وختم المؤتمر توصياته بالدعوة إلى التنسيق مع مختلف المنظمات والجمعيات والاتحادات المعنية بصناعة النشر وطباعة الكتاب في المنطقة والعالم لضمان إقرار تسهيلات لوجستية عالمية موحدة تضمن تدفق سلاسل الإمداد بالمواد التي تندرج ضمن متطلبات صناعة النشر ونقل الكتب.