التطبيع مع العدو الصهيوني أقصر الطرق لتدمير الأمة

16 ديسمبر 2020
التطبيع مع العدو الصهيوني أقصر الطرق لتدمير الأمة

 

عبدالحميد الهمشري

التّطبيع مع الكيان الصهيوني هو أقصر الدروب نحو استشراء الفساد وفقدان الاستقلال السياسي والاقتصادي وتمزيق الأمة ، وهو يهدف من وجهة النظر الصهيو أمريكية لقبول الكيان الصهيوني كدولة على الأرض الفلسطينية ، وسياسياً الالتفاف على الحق الفلسطيني في أرضه ودولته والإقرار بسيادة اليهود على العرب أجمعين ، والمجاهرة بإسقاط النظرة العدائية لهذا الكيان الذي قام على أرض فلسطين العربية وعلى حساب شعب عربي شرد من دياره ونهبت أرضه و ثرواته ، تأكيداً للنظرة التوراتية الانجيلية التزويرية التي تزعم أن أرض فلسطين كتبها الله لليهود وفق زعم ماسونيي الاتجار في الدين ، رغم علمهم بتزوير اليهود المستمر للتاريخ والجغرافيا والتي منها على سبيل المثال لا الحصر ادعاءهم للخليفة العباسي أن لديهم وثيقة تثبت أن الرسول عليه الصلاة والسلام اسقط الجزية عن يهود خيبر موقعة من شخص لم يكن يدين بالإسلام بالتاريخ الموقعة فيه وبموت آخر قبل ذلك التاريخ ، وهناك الكثير من الوثائق المزورة التي شأتناول الحديث عنها لاحقاً إن أسعفتني ظروفي لنشرها أمام الملأ أجمعين ، وتحويل ذلك العداء إلى نظرة ود وحليف ، وعلى هذا سارت الرسمية العربية التي تروج إلى أن هذا التطبيع سيدر اللبن والعسل عليها وعلى مواطنيها ويعود عليهم بالرفاهية والرخاء المعيشي والاقتصادي ، لدرجة أن من ابتدأ بالتطبيع فتح مجال الفساد الاقتصادي في عهده وقال قولته المشهورة : ” من لم يغتني في عهدي فلن يغتني أبداً ” .. وهذا ما كان .

 

هكذا يوهمون مواطنيهم ويحاولون جاهدين إقناعهم بجدوى ما يقدمون عليه وعلى كل قطر مطبع .. مع أنه ثبت وبالأدلة القاطعة زيف تلك الإدعاءات وأن الأمور بالنسبة للأقطار المطبعة من الناحية الاقتصادية تسير من سيئ إلى أسوأ ، إلى درجة وصل حال اقتصادها بأنه بات مرهوناً لصندوق النقد وبنك النهب الدوليين الذي تسيطر عليهما الولايات المتحدة الأمريكية واليهود الذي باتوا يشكلون أيباكات في مختلف الدول المتنفذة اقتصادياً وذات الثقل السياسي والعسكري المؤثر على مستوى العالم .. فقدت الدول المطبعة من وراء ذلك استقلالها السياسي والاقتصادي ، لأنها شرعت الباب على مصراعيه للعدو الصهيو أمريكي للعبث استخبارياً بأمن واستقرارها وبات ينطبق عليها المثل العربي القائل : ” على نفسها جنت براقش ” .. حيث أن ما جنته تلك الدول العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني لم يكن سوى استشراء الفساد فيها وتكبيلها بالديون التي بات الشعب يئن تحت وطأتها الذي زاد من إفقاره.. فلا تعجبوا مما أقدمت عليه المغرب من تطبيع فالمغرب الرسمي مطبع أساساً منذ استقلاله واليهود يسرحون ويمرحون في ربوعه ويتحكمون باقتصاده حيث أنها رغم امتلاكها لثروات هائلة من حديد وفوسفات وحمضيات وليفنغستون ومغنيسيوم وذهب ويورانيوم وثروة سمكية إلا أنها لا تجني من ورائها إلا النزر القليل لأن الذين يستغلون هم اليهود كما أنهم يشكلون عصباً حيوياً وأساسياً في الجيش الصهيوني يتنقلون بين دولة الكيان الصهيوني والمغرب منذ قيام الدولة العبرية ، واستمر هذا الحال بعد استقلال المغرب وكذا الحال بالنسبة لأقطار عربية كانت تتبع للحاكم البريطاني في الهند وبعد استقلال الهند انتقلت تبعيتها للهند الدولة الأساسية في رابطة الشعوب البريطانية ” الكومونولث” الذي تشكل بعد استقلال دول كانت تابعة للتاج البريطاني ، وكانت الروبية الهندية العملة المتداولة فيها حتى استقلالها ، وأنه يجري على قدم وساق دبلجة أنظمة رسمية عربية أخرى على الطريق لتطويع علاقاتها مع الكيان الصهيوني تحت وهم رخائها الاقتصادي ، فالعرب عاجزون وفق هذه النظرة ، عن تشغيل أموالهم واستغلالها ، فاليهود أقدر منهم في ذلك وفق قول أحد الزعماء العرب ذات يوم : ” إذا اجتمع المال العربي والعقل اليهودي الاقتصادي نصنع المعجزات ونتحكم في العالم أجمع ” .. لهذا سعوا منذ البداية لتهميش العقول الاقتصادية العربية لتصب في صالح نظرتهم التي تعظم من شأن وتحط من شأن وقدر العرب.