ما مستقبل العلاقة الأردنية الإسرائيلية إذا عاد نتنياهو للحكم؟

3 نوفمبر 2022
ما مستقبل العلاقة الأردنية الإسرائيلية إذا عاد نتنياهو للحكم؟

وطنا اليوم:دخل المستوى السياسي في الحكومة الاردنية بحالة التوتر بعد عودة محتملة لخصم الأردن الأبرز في إسرائيل بنيامين نتنياهو الى الواجهة، الامر الذي يعني وبكل بساطة التصعيد مع الاردن في أزمة أكثر عمقا مع ما يسمى بالدولة العميقة للكيان.
بقيت كل المؤسسات الرسمية والأمنية الاردنية طوال مساء الاربعاء على جمر الانتظار والترقب لما ستؤول اليه تائج الانتخابات الاسرائيلية مما يظهر مستويات متقدمة اردنيا من الاهتمام وبداية مرحلة جديدة من المواجهة مع حكومة يترأسها بنيامين نتنياهو.
وعقد إجتماع اقليمي في مؤسسات سيادية أردنية لوضع سلسلة من الخطوات الإحتياطية التكتيكية خصوصا وان الجناح اليميني المتطرف بقيادة نتنياهو سبق ان ارسل معترضا على ما اسماه تدخل الاردن بإنتخابات الكنيست.
وفي ذلك الإعتراض قبل نحو شهر ويقال انه وصل مكتوبا لعمان تحذير من نتنياهو شخصيا من ان العلاقات الاردنية الاسرائيلية المتردية ستتردى أكثر اذا ما اصرت عمان على التدخل أولا ، وثانيا على وضع بيضاتها السياسية في دعم حكومة او تيار وجناح مائير لابيد .
الاعصاب البيروقراطية والسياسية الاردنية مشدودة جدا وثمة دعوات خلف كواليس الدولة تحت عنوان الاستعداد لأسوأ السيناريوهات وذكر مصدر مقرب من رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بان الحكومة تدرس واجباتها التكتيكية وتتوقع الدخول في حالة صدام غير مسبوقة مع نتنياهو وبرنامجه.
وحسب المصدر نفسه يخشى الاردن من ان يبدأ نتنياهو اذا ما تربع على عرش حكومة الكيان بمشروع تصفية القضية الفلسطينية وبخيار الضغط بالعنف على الفلسطينيين لترحيلهم كما تخشى عمان ان يقرر نتنياهو فورا إنفاذ خطة التقاسم الزماني والمكاني في القدس العربية المحتلة وفي المسجد الاقصى تحديدا مما يقوض الوصاية الهاشمية وان يعود لاتخاذ خطوات على الارض تكمل مشروعه السابق ايام صفقة القرن الشهيرة بضم الضفة الغربية.
الأخطر أردنيا ان يبادر نتنياهو وفورا لتجميد العمل باتفاقيتي الكهرباء والمياه الموقعتين مع شركات أردنية مما سيؤثر على حصة المياه الاردنية التي يتعهد بها الاسرائيلي بالعادة .
الهواجس كبيرة ومخيفة سياسيا في عمان على الاقل والانطباع قوي بان عودة نتنياهو في ظل الظروف الحالية ستشكل تحديا غير مسبوق لعلاقات التطبيع مع الاردن ولإتفاقية وادي عربة ولمصالح الاردن الامنية والقومية المباشرة.
وتخشى المؤسسات الاردنية ان تبرز ظاهرة الجناح الديني الفاشي في اسرائيل اذا ما إستحكم نتنياهو وان يتم تمرير القوانين العنصرية والعمل وبإيقاع سريع على استكمال صفقة القرن لان دوائر القرار الاردنية على قناعة بان نتنياهو لديه أحقاد وكراهية ضد الدولة الاردنية وله سوابق معها وقد لا يقف الامر عند هذه الحدود فالأردن على قناعة اكبر بحتمية المواجهة وتفاقمها في الضفة الغربية والقدس الامر الذي يضيف تعقيدات بالجملة على التعقيدات الموجودة والتي يعرفها الجميع الآن.
حسابات الاردن حساسة جدا والاستنفار الدبلوماسي والسياسي هو الذي تحرك في الساعات القليلة الماضية وسط الانطباع بان المحظور الإسرائيلي السياسي يقع وبأن نتنياهو عائد وتحيط به مشاعر القوة والغرور ولديه خطة مسبقة باستغلال انشغال العالم بالأزمة الاوكرانية وتصفية العديد من الحسابات مع الاردن والاردنيين ومع مؤسساتهم وايضا مع الشعب الفلسطيني