وطنا اليوم:تسعى مؤسسة التدريب المهني للإسهام في رفع نسبة التحاق الشباب في التعليم والتدريب المهني والتقني في الأردنّ إلى 20% في العام المقبل، تزامناً مع تصميم وتطوير برامج تدريبية لمهارات المستقبل، وفق ما أكد المدير العام للمؤسّسة أحمد الغرايبة.
وقال الغرايبة، إن المؤسّسة ماضية في تطبيق محاورها الاستراتيجية تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبداللّه الثاني في “ضرورة استمرارية تطوير بيئة التدريب المهني والتعليم التقني، وتزويد الشباب بالمهارات المطلوبة لتلبية متطلبات سوق العمل المحلي والدولي”.
وأكد أن “مدة الخطة الاستراتيجية لتنفيذ المحاور 3 سنوات، تسعى المؤسسة من خلالها للوصول إلى نسب تشغيل لأكثر من 90% من المتدربين في الأعمال المهنية والتقنية وغيرها من القطاعات”.
وأكد أنّ المؤسّسة، التي تخرّج سنوياً نحو 12 ألف طالب وطالبة، تعمل وفق رؤية جديدة بدعم ومتابعة من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، لتتواكب مع الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي وانترنت الأشياء وتوظيف الذكاء الاصطناعي بالعملية التدريبية.
الغرايبة، قال إنّ نحو 8 آلاف طالب وطالبة ضمن المستويات المهنية المختلفة، إضافة إلى 4 آلاف آخرين ضمن برامج التدريب المستمر بالشراكة مع الجهات المانحة والقطاع الخاص يتخرجون سنوياً من معاهد المؤسّسة المنتشرة في جميع محافظات المملكة، سعياً منها إلى تقليل نِسب البطالة في الأردن التي وصلت “نسبا غير مسبوقة”.
وبلغ معدل البطالة خلال الربع الثاني من العام الحالي 22.6%، وفق دائرة الإحصاءات العامة، التي أشارت إلى أنّ “53.5% من إجمالي المتعطلين هم من حملة الشهادة الثانوية فأعلى، و46.2% من إجمالي المتعطلين كانت مؤهلاتهم التعليمية أقل من الثانوي”.
– تخريج أكثر من 420 ألف شاب وشابة –
وبين أن المؤسّسة، التي أُنشئت عام 1976 لتأهيل الشباب وتمكينهم، خرّجت منذ تأسيسها ما يزيد عن 420 ألف شاب وشابة ممن لهم بصمات معروفة بالقطاع الخاص المحلي والإقليمي.
وأوضح الغرايبة أن المؤسّسة ماضية في تطوير برامجها التدريبية بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل والتطور التكنولوجي المتسارع وتخصصات المستقبل، وفق خمسة محاور استراتيجية.
وقال إن “المؤسسة تسعى من خلال هذه المحاور للمساهمة في رفع نسبة الالتحاق بالتدريب المهني بالمملكة من قرابة 13% في العام الحالي إلى 20% في العام المقبل وصول إلى 50% فأكثر خلال السنوات المقبلة كما مخطط له في خطة تحديث القطاع العام للعام 2033”.
وعن نسب تشغيل المتدربين والمتدربات الخريجين من معاهد المؤسسة، أشار إلى أن نسب التشغيل الحالية تصل إلى 60-70% في معظم التخصصات، وبعضها وصل إلى أكثر من 90%.
– تطوير واستحداث برامج تدريبية –
وبين أن المحور الأول يتضمن تصميم وتطوير برامج تدريبية تتضمن مهارات المستقبل بشراكة مع القطاع الخاص، وتحديد مهارات المستقبل المطلوبة في سوق العمل بناءً على التوجهات المحلية والعالمية، والبدء بتدريب المتدربين واختيارهم وفقاً لمعايير محددة.
وأشار إلى أن “المحور الثاني يشتمل على تطوير البرامج الموجودة حاليا لدى معاهد المؤسّسة واستحداث برامج جديدة لمواكبة المهارات والكفاءات المطلوبة في سوق العمل بالشراكة مع المصانع والشركات بالقطاع الخاص
وأوضح الغرايبة أن هذه البرامج تشمل التدريب على تقنيات الطائرات المسيرة (درونز) والتدريب عبر الواقع الافتراضي (VR)، والطباعة ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا أشباه الموصلات، والمهارات الخضراء التي تساهم في الحفاظ على البيئة ومنها إدارة النفايات، إدارة المياه، وتقليل التلوث، الطاقة المتجددة، إضافة إلى المهارات التي تحافظ على التغير المناخي والبيئة وارتباطها في التكنولوجيا الحديثة.
وبين أن المؤسّسة تستهدف في هذه المهارات المهندسون، خريجو تكنولوجيا المعلومات، وخريجو التخصصات الاكاديمية الراكدة والمشبعة، بالشراكة مع مانحين من الوكالة الألمانية GIZ، والوكالة البلجيكية، والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) والوكالة الكورية (كويكا)، والجانب الكندي والسنغافوري، وتسعى المؤسّسة لتعزيز شراكاتها مع جميع الجهات المانحة الأخرى لتطوير المنظومة التدريبية وتوفير الفرص النوعية للشباب الأردني الطموح في المحافظات كافة.
وقال إنّ المؤسّسة لديها أكثر من 120 برنامجاً تدريبياً معتمداً من هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية، موضحاً أنّ “الشراكة مع هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية لتحديد مزودي التدريب والتعليم المهني والتقني والاحتياجات التدريبية والمهارات اللازمة لكل مهنة بالعمل عبر 10 مجالس قطاعية متوقع أن ترتفع في العام المقبل إلى 20 لتشمل جميع القطاعات”.
الغرايبة، أضاف أن المؤسّسة تتوجه نحو تحقيق الشراكة الحقيقية مع الجامعات بهدف تدريب طلابها على مهارات نوعية، وكذلك حصول خريجي المؤسّسة على شهادات معتمدة من الجامعات في تخصصات فنية تساعدهم في إكمال تعليمهم الأكاديمي في المستقبل خاصة في حال تفعيل فتح مسارات التعليم ما بعد التدريب.
– أول معهد لصيانة المركبات الهجينة –
وأكد الغرايبة أن المؤسّسة تعمل حاليا على صياغة وتعديل البرامج التدريبية وتنفيذها بالشراكة مع القطاع الخاص، عبر تدريب منتهي بالتشغيل في عدة قطاعات.
وأعلن أن المؤسّسة ستطلق قريبا الأكاديمية الأردنية الألمانية لصيانة المركبات الهجينة في منطقة القويسمة، التي تشهد تجمعا لمراكز الصيانة، حيث ستكون الأكاديمية “أول معهد في الشرق الأوسط” يقدم صيانة للآليات الثقيلة والمركبات الكهربائية.
الغرايبة، أوضح أن المحور الثالث من الاستراتيجية يتضمن التحول الرقمي لمنظومة التدريب، ورقمنة عمليات وخدمات المؤسّسة حسب التوجهات الحكومية وخارطة تحديث القطاع العام.
وأكد أن المؤسسة ماضية في التحول إلى مؤسسة رقمية (بلا أوراق) بشراكة مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، عبر نظام محوسب للطلبة يضم التسجيل الإلكتروني وملفات محوسبة تضم دوراتهم وشهاداتهم.
وقال إن المحور الرابع يتضمن استحداث مراكز تميز بالشراكة مع القطاع الخاص والجامعات الحكومية والخاصة وجهات مانحة ومنظمات دولية لتوفير خدمات تدريبية نوعية للشباب في المحافظات.
وأشار إلى أن في المؤسسة 35 معهدا تدريبيا تضم 348 مشغلا، موزعين في المحافظات، إضافة إلى مراكز تميز في التدريب المهني، أبرزها مركز تميز في أبو نصير لصياغة المجوهرات ومركزا آخرا للصناعات الدوائية في السلط إضافة إلى مركز القويسمة.
وتعمل المؤسسة بالشراكة مع غرفة صناعة الأردن على إطلاق 3 مراكز تميز جديدة للصناعات الكيماوية والألبسة، بدلا من أن يكون معهدا تقليديا، وفق الغرايبة.
وأوضح أن المحور الخامس يتضمن رفع كفاءة المدربين بما يتوافق مع المهارات الحديثة المطلوبة في سوق العمل للمساهمة في ضمان جودة التدريب من خلال إشراكهم بالدورات التدريبية التخصصية بالشراكة مع القطاع الخاص والجهات المانحة الشريكة.
وتابع الغرايبة أن “الخطة تشمل إعادة تأهيل المدربين الحاليين؛ 200 مدرب في العام الحالي و300 آخرين في العام المقبل، إضافة إلى 25 مدربا جديدا لديهم مهارات مستقبلية”.
“المؤسسة لا تزود المتدربين والمتدربات المهارات المهنية والتقنية فقط، وإنما تعمل على تزويدهم بمهارات حياتية، ومهارات الإبداع والابتكار والتحول الرقمي، ودورات في اللغة الإنجليزية تشمل مفردات تستخدم في عملهم”.
وعن المبالغ المالية التي يدفعها الطالب المتدرب، قال إن المتدربين يدفعون بدل خدمات تدريب بقيمة 31 دينارا في البرامج التي مدتها 6 أشهر، فيما تدفع المؤسسة للمتدرب الملتزم بالحضور 25 دينارا شهريا في العديد من البرامج التدريبية.
وأشار إلى أنّ لجنة التخطيط في المؤسّسة أعفت المتدربين لإقليم الجنوب والأغوار والقرى النائية من بدل خدمات التدريب بهدف تمكين الشباب والشابات من الالتحاق في الفرص التدريبية المتاحة لدى معاهد التدريب المهني في المحافظات كافة.
وأشار إلى وصول أعداد المستفيدين من البرامج التدريبية للعام 2022 في مؤسسة التدريب المهني إلى 13480 متدربا ومتدربة حتى تاريخه، في المحافظات كافة وفقاً للدراسة التي قامت بإعدادها مديرية القبول والتسجيل بالمؤسّسة.
وأكد أن المؤسسة تدعم برنامج التشغيل الوطني التي أطلقته وزارة العمل من خلال تعاونها مع القطاع الخاص الذي يطلب تدريب مترشحين للعمل معها عبر البرنامج في المؤسسة.
وبين الغرايبة أن المؤسسة تستقبل طلبات الانتساب لبرامجها التدريبية بشكل إلكتروني، مرتان سنويا باستخدام نافذة التسجيل ereg.vtc.gov.jo، التي تتيح الاستعلام عن البرامج المتاحة في المعاهد، وعن حالة الطلب المقدم، والوثائق المطلوبة.
وأكد أن المؤسسة تواصل تنفيذ حملات إرشاد وتوجيه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومؤسّسات مجتمع مدني، يتم التركيز فيها على تغيير الانطباع لدى الأهالي والشباب وإبراز أهمية الإلتحاق ببرامج التدريب المهني والتدريب على المهن المطلوبة في سوق العمل.
وفي مجال السلامة والصحة المهنية، أكد الغرايبة الانتهاء من تحديث وتطوير معاهد للسلامة والصحة المهنية في ماركا والعقبة وإربد، مزودين بوسائل التدريب للسلامة والصحة المهنية وجعل هذه البرامج 75% منها عن بعد مما سمح للكثير من الشباب المهتمين الالتحاق بها.
وأشار إلى تفعيل وحدة التشغيل في المؤسسة لمتابعة خريجي المؤسسة ومدى حصولهم على فرص عمل، والتواصل المستمر مع أصحاب العمل والخريجين بحيث تصبح المؤسسة مركزا يخدم الأردن والإقليم