وطنا اليوم:وضعت موجة الحر المستمرة، العديد من مزارعي محافظة جرش أمام تحد قطاف ثمار الفواكه في مزارعهم قبل تلفها، بعد أن نضجت جميعها مبكرا وبكميات كبيرة.
ويعني استمرار الأجواء الحارة نضوج كافة الثمار في وقت واحد، ما يفرض تحديين على المزارعين، أولهما القدرة على قطاف كامل الثمار والثاني إيجاد تسويق لإنتاج كبير.
وتعد ثمار العنب والتين وبعض أنواع من اللوزيات كالخوخ والدراق أكثر الفواكه المتضررة جراء الأجواء الحارة والتي سارعت في نضوجها مبكرا وبكميات كبيرة، فيما يترقب مزارعون وسط مشاعر من القلق أن تجتاز ثمار الزيتون هذه الموجة دون أن تجف وتتساقط.
ووفق مزارعين بمحافظة جرش، فإن ارتفاع درجات الحرارة ساهم في إنضاج الثمر بنسبة كبيرة ونضوج كامل الكميات على الأشجار وبجودة متدنية.
وأوضحوا أن عدم نضوج الثمار ببطء يستدعى قطفها بالكامل، وبيعها بأقل الاسعار نظرا لزيادة الكميات المعروضة من الفواكه وتدني جودتها بغض النظر عن الخسائر، وهذا الخيار أفضل من تركها بدون قطاف على الأشجار.
وقال أحد مزارعي بلدة ساكب نضال العياصرة إن كميات الإنتاج من مختلف الأنواع وفيرة هذا العام، ونوعيتها جيدة وأسعارها مقبولة مقارنة بالسنوات الماضية مستشهدا بما وصل اليه سعر كيلو العنب هذا العام والذي لم يتجاوز 30 قرشا في محال البيع بالتجزئة، وهو سعر متدن جدا.
وبين أن ارتفاع درجات الحرارة تسبب في سرعة نضوج الثمار بكميات كبيرة مما يستدعى قطفها وبيعها بأسرع وقت للحد من تلفها وخسارتها وذبولها.
وأوضح أن معظم الزراعات التي يعتمد عليها مزارعو جرش هي زراعات بعلية ولا يتم سقايتها نهائيا وهي في مواقع جبلية أصلا وغير مروية، ما يعني تضررها بسبب درجات الحرارة المرتفعة وفي هذا الوقت تحديدا، وهو موسم قطاف ثمار العنب والتين باعتبارها ثمارا هشة ولا تحتمل هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة ولا يمكن التخفيف من الحرارة بأي شكل من الأشكال، كالزراعات المروية التي يخفف من حدة تأثرها بالحرارة بتكثيف عمليات الري.
وقال المزارع ياسين إن البشائر الأولية تدل على وفرة الإنتاج من ثمار الزيتون التي يبدأ موسم قطافها مع نهاية الشهر المقبل والثمار على الأشجار وفي مرحلة تكوين الزيت حاليا، غير أن درجات الحرارة المرتفعة قد تتسبب في جفافها، الأمر الذي يقلل من كميات وجودة الزيت.
وأضاف أن مزارعي الزيتون يعلقون آمالهم على موسم الزيتون في تغطية تكاليف الموسم الزراعي بشكل كامل وزراعة الزيتون من الزراعات البعلية وكان من المتوقع أن تصل أسعار الزيت مستويات قياسية هذا العام نظرا لارتفاع أثمان الزيت بشكل عام بنسبة لا تقل عن 50 %، إلا أن موجة الحر ستترك آثارا سلبية على موسم الزيت القادم نظرا لتغيير في جودة وحجم الإنتاج، وهو أمر يؤكده مزارعون لهم باع طويل بالزراعة.
إلى ذلك، قال التاجر والمزارع عبدالمحسن العمور إن موسم التين والعنب من المواسم النشطة حاليا وأسعارها مناسبة مقارنة مع الكميات المتوفرة، إلا أنه ومنذ بداية الأسبوع تضاعفت كميات الإنتاج من هذه الثمار تحديدا بشكل كبير وتدنت الجودة بسبب ارتفاع درجات الحرارة في محافظة جرش.
وقال إن كميات الإنتاج المتوفرة في الأسواق من العنب والتين وفيرة وجودتها وأسعارها منخفضة مقارنة مع كميتها ونوعيتها قبل موجة الحر، ما يعني خسائر للمزارعين ومنهم من يضطر إلى بيع الفواكه بأسعار زهيدة لا تغطي تكاليف العمل والتعبئة الثمار ونقلها إلى المحال والأسواق المركزية.
من جانبه، قال رئيس قسم الثروة النباتية في زراعة جرش المهندس هاني البكار إنه من الطبيعي أن تترك موجة الحر الشديدة آثارا سلبية على المزروعات البعلية وخاصة على الثمار وتحديدا العنب والتين، موضحا أن ارتفاع درجات الحرارة يتسبب بسرعة في النضوج وتدني الجودة وزيادة الكميات المعروضة بالأسواق وتدني أسعارها وفق قانون العرض والطلب.
وقال البكار إن الزراعات البعلية وأهمها الزيتون تتأثر ثمارها بارتفاع درجات الحرارة فبعض الثمار تتساقط على الأرض بعد جفافها ما قد يعني قلة الزيت المنتج منها، ولا يمكن تدارك آثار الموجة بأي شكل لاسيما وأن الزراعات البعلية لا يمكن ريها وهي الطريقة الوحيدة لكي تخفف من حدة ارتفاع درجات الحرارة