رمضان الرواشدة
سمعت ، أكثر من مرّة، من عدد، من الأصدقاء، أستاذة اللغة العربيّة ، في الجامعات، ، ومن بعض الباحثين في التراث اللغويّ العربيّ ، أنّ اللهجة العاميّة الأردنيّة هي إحدى اللهجات العربيّة الفصحى.
وقد وقع بين يديّ، قبل أيّام، كتاب يؤكّد، حقيقة، أنّ اللهجة العاميّة الأردنيّة، هي لهجة، من لهجات اللغة العربيّة الفصحى؛ وهو كتاب (من الفصيح المهجور: بحث في ردّ العاميّ في الأردنّ إلى الفصيح، لهجة محافظة الكرك نموذجاً) لمؤلّفه الدكتور منصور عبدالكريم الكفّاوين، الصادر عن وزارة الثقافة 2020.
يقول الدكتور الكفاوين، إنّه “ليس بين الفصحى والعاميّة عداوة، بل هما متممّتان، كلٌّ منهما للأخرى، وما زالت العاميّة، منذ الزمن القديم شقيقة للفصيحة، مسايرة، معايشة لها، وقد تحتوي العاميّة على عنصر من أصالة البداوة الأولى، تحفظ على اللغة جزالتها، ومتانتها، وجذور كينونتها”.
والعاميّة الأردنيّة – بحسب الدكتور الكفّاوين – تمدّك بنصوص لغويّة، وانماط، وصيغ، وتراكيب منطوقة، وهذا المنطوق أهمّ من المكتوب كما يؤكّد ذلك غير واحد من اللسانين المحدثين”.
وهو يرى أنّ الحديث، عن العاميّة الأردنيّة “ليس ضرباً من التعصّب لها، ولا دعوة إلى اصطناعها، في حياتنا الثقافيّة، وإنّما دراستها بوصفها واقعاً لغويّاً منطوقاً، ما زال حيّاً على ألسنة الناس، في محاولة لربط “العاميّة الأردنيّة” بأمّها الفصيحة، وبيان مدى ارتباطها بالفصيح، أو بعدها عنه.”.
وقد تبيّن للدكتور الكفّاوين، أثناء إعداده كتابه، أنّ نسبة كبيرة من الالفاظ، والتراكيب المستعملة، على السنة الأردنيّين ، تنتمي إلى الفصيح، وترتبط به بروابط، ووشائج قويّة، وإنّ كثيراً ممّا يظنّه الناس عاميّاً دارجاً، هو من صميم الفصحى.
وقد سبق كتاب الدكتور الكفاوين، دراسة للدكتور المرحوم حنّا حدّاد، منشورة في “مجلّة موته للبحوث والدراسات”، الصادرة عن جامعة مؤتة، يؤكّد فيها الدكتور حدّاد عن امتداد، وتوضع بعض اللهجات العربيّة القديمة في لهجات الناس في مناطق شمال الأردنّ.
وقد ربط الدكتور حدّاد، بين لهجات، بعض، القبائل العربيّة القديمة، التي سكنت الاردن، أثناء فتوحات بلاد الشام ، وبين اللهجات الأردنيّة المعاصرة.
وفي كتاب الدكتور الكفاوين آلاف من الكلمات “العاميّة الأردنيّة”، التي لها أصل وجذر وارتباط باللغة العربيّة الفصيحة. ويمكن مطالعتها بقراءة هذا الكتاب القيّم.