هزاع وحلف بغداد : التقى المتظاهرون ضد حلف بغداد مع هدف اسرائيل

28 أغسطس 2022
هزاع وحلف بغداد : التقى المتظاهرون ضد حلف بغداد مع هدف اسرائيل

 

بكر خازر المجالي

بعد أن كان هزاع اصغر وزير اردني ، وأول أمين للعاصمة عمان ، ليصبح أصغر رئيس وزراء ، وأول رئيس وزراء أردني عام 1955 ،
استلم رئاسة الوزراء في عهد مضطرب ليس فقط اقليميا بل عالميا ، العالم يشهد التحالفات العسكرية بين وارسو والاطلسي وكلاهما يريد ان يحقق الحصار الاقوى على الاخر ، ومحيطنا هو انعكاس لهذه الحرب الباردة الشرسة ولكن بسيل من الدم لدينا أحيانا ،
في خضم الاحداث هذه ، كان الاردن في وضع لا يحسد عليه ابدا ، دولة ناشئة حديثة الاستقلال وترتبط بمعاهدة مع بريطانيا ، وسط اكثر من دولة متحالفة مع المعسكر الشرقي ، وينظرون الى الاردن بأنه قاعدة للامبريالية والرجعية ، ولم تخل الساحة الاردنية من العملاء بكل اشكالهم وبمبررات باسم التحرير وغيرها .
في هذا الواقع المرير تصدى الشهيد هزاع المجالي وأمامه سلسلة من التحديات ، فهو يسعى للدولة الفلسطينية المستقلة ، وهو يريد للاردن القوة والمنعة وأن يكون ذو جاهزية عسكرية محلية ومستندا الى اتفاقيات تعزز مكانته ودوره ، فالقوة الداخلية غير كافية والحدود لدينا هشة ، ولاحت فكرة حلف بغداد ” السنتو ” بادارة بريطانية ، وكانت الدعوة الجادة للاردن لأن يكون عضوا في هذا الحلف العسكري مع العراق والباكستان وربما ايران ، ويحصل الاردن على تجهيزات عسكرية وتسليح فرقة مشاة جديدة ومساعدات عسكرية وان يحصل على امتيازات اتفاقية خاصة .
الشهيد هزاع ادرك الفوائد العظيمة لهذا التحالف في مواجهة من يتربصون بالاردن ولهم عملاء حتى وسط الجيش ويتحينون الفرصة للانقضاض على الاردن وتحويله الى المعسكر الشرقي ، وحلف بغداد في نظرهم يعني اجهاض مخططاتهم ، وأعلن هزاع أن الاردن سيدخل الى حلف بغداد وأن هذه هي مهمة حكومته واصدر بيانه في اليوم الاول لتشكيلها مستفتيا الشعب ليسير في قراره أو يعدل عن ذلك .
حشدت قوى المعارضة التي تتلقى تعليماتها من خارج الوطن للوقوف ضد الانضمام ، وحرضت على المظاهرات الصاخبة ، و كانت عمان تغلي ، فقط عمان وجيوب صغيرة في بقية الاردن ، واستقال الشهيد هزاع بعد ستة ايام فقط ،
الى هنا نقول ان قوى المعارضة غير الوطنية انتصرت على الوطن ، وتحركت هذه القوى بصورة شرسة داخل المجتمع الاردني ، وسيطرت حتى على الحكومة في أول وآخر انتخابات حزبية تعددية ، وكانت الاحداث الدراماتيكية للتخلص من هذه الفئات وهنا نتذكر بطولة سلامة سعيد السعودي .
القصة لم تنتهي ابدا ، ليس فقط نلك القوى الشرقية وقفت ضد انضمام الاردن الى حلف بغداد ،
بل ان اسرائيل قد وقفت نفس الموقف ، فقد تحالفت هذه القوى مع اسرائيل دون ادراكها لتحقيق نفس الهدف ، اسرائيل ادركت ان دخول الاردن في حلف بغداد سيضاعف من قوتها العسكرية على حدودها وستصبح عضوا غير مباشر في حلف الاطلسي ، في محاضرة أخيرة لمعالي الدكتور منذر حدادين تناول موضوع حلف بغداد ، وأنه كان من المتظاهرين ضده ، ولكن كانت له الفرصة للاطلاع على وثائق امريكية ، من ضمنها وثيقة صدمته ، وهي أن اسرائيل كما في الوثيقة طلبت من امريكا ان تحول دون انضمام الاردن الى حلف بغداد ،وبقيت تراقب الاحداث ولكن كفاها اولئك المتظاهرون والمشاغبون عن أي تدخل لها ، منذر حدادين يقول اكتشفت الان أننا كنا نتظاهر ونحن نؤيد هدف اسرائيل .
ليس فقط اننا كنا ضد الوطن في مظاهرات حلف بغداد ، بل كان هناك اكثر من موقف ضد الاردن صنع أكثر من نكبة …….