بسام الياسين
الكتابة ليست إشهاراً للذات،ولا تشهيراً بخصم .هي رسالة نابعة من مشاعر ولاء وانتماء جياشة للوطن الابقى والانقى،بعيداً عن منفعة مستترة ام معلنة.اهم إشاراتها،بعثُ الحياة في موات العامة،نفث الهمم في روح الشبيبة،تسليط الانوار الكاشفة على القابعين في اوكار العتمة،لفضح فسادهم وعجزهم عن ادارة الادارة.
الكتابة،ليست بهرجة او وردة للزينة،انما هي شرف الكاتب،قطعة منه، محبوكة من نسيج اعصابه و منسوجة على نول شجاعته،لا تعرف رهاب الاجهزة او طأطأة المذلة . طرق بمطرقة الحق، على الرؤوس الفاجرة التي اقامت الشياطين فيها ورشات شر، فابتكرت اساليب النهب والسرقة. لذا فالكتابة،ديدنها مقاومة نصابين،بربطات عنق انيقة،وأَلِسنة ذربة،امتهنوا حلب الوطن باسم الوطنية.
الكلمة امانة اودعها الله رسله وخاصته الخاصة،ومن اختارهم لهذه المهنة الشاقة.لا افراط ولا تفريط فيها،لو سلخوا فروة راسه كاتبها. خيانتها جريمة،لما تحمله من قلب للحقائق،ودلالات خبيئة خبيثة وتضليل للعامة،فتجعل من بئر جافة،مليئة بافاعي سامة، نبع مياه عذبة،ومن سمك نافق ثروة وطنية،ومن نجمة مطفأة خارطة طريق.فاتق الله فيما تكتب يا هذا. حرفك يعكس صورتك.فلا تنكث مع الله عهدك ” فتقعد ملوماً محسورا”. ولا تغويك المراتب والمناصب،فتندم بعد حرقك ثم ركلك.
يُروى عن الدكتور التونسي،المنصف بن سالم ـ رحمه الله ـ،رفضه المطلق ان يأكل من خبز الكبار.فقالوا له اذاً،ستبيع ” المعدونس ” / البقدونس.فقال :ـ ابيع المعدونس ولا ابيع شرفي. بدورنا نقول لهؤلاء الشرفاء :ـ ان ولى زمن الانبياء،فهذا زمن الشرفاء.
قلق الكاتب مشروع لبناء مجتمعٍ انساني،دعائمه الحق والعدل والخير،لمواجهة قوى الشر.من هنا فالكتابة ليست فسيفساء إنشائية،لرصف كلمات ملونة وتزويقها،ولا فصاحة لإستعراض طبول الابجدية.هي دفاع عن اغلبية كسيرة،تعرضت لفرط ظلم من لدنَّ قلة قليلة، مُفرطة بالنرجسية والجشع والكذب،لا يهمها الا الانا،حتى لو احترقت روما وخربت مالطا.
المدهش،ان الاغلبية الصامتة الكاظمة غيظها،ما فرطت بثوابثها رغم فقرها.ظلت قابضة على جوعِها،وخوفها على بلدها،اكثر من خوف ام على وليدها. سؤال الصدمة :ـ يا ولد، اين البلد ؟!.هل بقي كما كان ام اصبح تذكرةً وحقيبة يد.
الكتابة بَصْمَتك،هويتك.فاكتب بحبر ضميرك.قلمك اما ان يكون سيفك او حبل مشنقتك.لا منزلة بين المنزلتين :ـ اما ان تكون فارس الكلمة او يسحب الناس كرسي الثقة من تحت ارجلك.فيلتفُ الحبل حول عنقك،ويتخلصّ الناس من نفاقك،فالفرق شاسع بين الكتابة والنفاية. اجمل ما قرأت في هذا السياق،ما رواه الرسام بيكاسو قال:ـ قالت لي امي في صغري : ” بابلو انت ذكي وموهوب،ان صرت جندياً ستصبح جنرالاً،و اذا صرت راهباً سوف تصبح بابا الفاتيكان”. لم اصغٍ لكلماتها بل صرت رساماً لانني اخترت نفسي، اصبحت انا بابلو بيكاسو الذي يرن اسمه في الدنيا.
تناغم مع ذاتك،لتنسجم مع حركة الكون، مع الحياة،مع الناس.ستجد انك في معية الله،يُريك ما يُسعدك،فيشع قلبك بما يفتح عليك من اسرار و انوار.فان إمتلكت طاقة الحب،امتلكت انقى طاقة في الوجود” لو عرفها الملوك لجالدوك عليها”.فكن ذا قوة جذب نظيفة،لا طاقة منفرة كمقبرة.وذلك لن يكون الإ بالاستقامة