هل سيتوقف عداد كوفيد19 مع حظر التجول

8 ديسمبر 2020
هل سيتوقف عداد كوفيد19 مع حظر التجول

 

 

د. سعيد ابزجعفر

حظر التجول ايام الجمع يقلل من اللقاءات العائلية كما يقول معالي وزير الصحة، صحيح، اذا امتنع الناس عن زيارات اهليهم باقي الايام ولكن، ماذا لو ان المواطن الأردني قام بإعادة برمجة ايام الأسبوع وأحب تغيير اللقاءات العائلية ليوم الخميس مثلا…. والعودة او الكثير منهم وخاصة السيدات اللواتي يزُرنَ بيوتَ الاهل فسوف يكون ذلك حظراً رائعاً محبباً حتى يوم السبت- غالبا- في ضيافة الأب والأم وهذا ما يحصل في واقع الأيام في مجتمعنا …. ثم ماذا لو أن الأخوة استغلّوا فرصة تواجد أخواتهم المتزوجات في ضيافة بيت العائلة، هنا يصبح اللقاء موسعاَ والحظر مجدياً من وجهة نظر السيدات … فإذا ما كان أحد افراد العائلة حاملاً لفايروس كوفيد19 ذلك يعني العدوى العائلية الكبرى!!! جراء اللمة العائلية الرائعة.

ومن زاوية اخرى، يزداد استهلاك المواد التموينية المتوفرة في (بيت المونة) الخاص ببيت العائلة …. فتتفتّح شهيتهم على المأكولات والحلويات والمكسرات …..الخ فواحد يريد منسف وآخر يريد مقلوبة وأخرى تريد مفتول أما الصغرى تحب اكلة المجدّرة وأما الحلويات …هذا يشتهي الرز بحليب وآخر يفضل (أم علي) وأخرى تريد (ليالي لبنان) والصغار يحبون (البسبوسة) أما ابنتهم الوسطى والتي تسكن بعيدا عن بيت العائلة وربما تكون زياراتها لهم أقل واحدة منهم وفي يوم السبت تبدأ تتفحص الثلاجة وجميع أركان بيت المونة قائلة سوف أصنع لكم كوكتيل مشكل …. هي تريد أن تأتي على آخر ما تبقى من فواكه … أما عن السهرات فهذا يشتهي (الفوشار) وآخر يفضل مخلوطة مكسرات.. واخوه يحب الكاشو، وتلك التي تطلب بزر بطيخ الضفة!! هي معروف عنها دائما تطلب ما لم يكن متوفرا … لا نريد أن نتحدث عن أفعال صغارهن وأطفال أخواتهن مجتمعين…. ومشاكلهم وطلباتهم التي لا تنتهي من الجد والجدة ليقينهم أن الجد والجدة لا يرفضون لهم طلباً ، لذا يستغلون تلك المحبة ( ما اعز من الولد الا ولد الولد).

أما عن زيادة استهلاك الكهرباء فحدّث ولا حرج، ترى أن جميع مصابيح بيت العائلة مشعلة ليل نهار، ما يؤدي بالنتيجة لعمل جولات مكوكية من قبل الجد والجدة لإطفاء تلك المصابيح ، حرصا منهما على عدم ارتفاع قيمة فاتورة الكهرباء. وأما المياه، فتسمع صوت الجدة دائماً كلما دخل أحدهم المطبخ أو الحمامات (يا ولد لا تفتح الميّه عالآخر وسكّر الحنفية منيح بعد ما تخلّص… يا بنت يعني ما بتعرفي تجلي إلا والحنفية فاتحة عالآخر؟!! وبعدين معكم… والله ما احنا ملحقين ندفع فواتير… ارحمونا يا حبايبي).

فالحظر أيام الجُمع غير مجدياً اقتصادياً على المستوى العائلي، ويسبب أزمة في الأسواق أيام الخميس وبالتالي نفقد فائدة التباعد الاجتماعي جرّاء الازدحام على المولات والبقالات والمخابز .

السؤال الذي يطرحنا أرضاً، هل كل الدول تطبق حظر التجول حتى الآن ؟؟ سؤال برسم الدراسة والاجابة من قبل المختصين.

بصراحة يا معالي الوزير، الغالبية العظمى من المواطنين أصبحوا غير مقتنعين بجدوى الحظر الأسبوعي مع الأخذ بنظر الاعتبار أنهم ملتزمين بمسألة الوقاية والتباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية بحسب التعليمات. وينتظر المواطن الأردني قرار إلغاء الحظر يوم الجمعة بشوق كبير، لا بل إلغاء برنامج ساعات حظر التجول اليومي الليلي.

ونتطلع الى كرم الخالق جل في علاه أن يمُنّ على الانسانية جمعاء بانتهاء هذا الوباء الى غير رجعة. وأن ينتهي مسلسل الأعداد اليومي للمصابين والوفيات بوباء كوفيد19 .. فمنذ آذار 2020 والجميع يتابع عداد المصابين والوفيات ما ادى الى آثار نفسية سلبية للمواطنين ،هذه الحالة تعيدنا الى ايام الاجتياح الاسرائيلي على جنوب لبنان، ومجزرة صبرا وشاتيلا والعدوان على غزة .. وكذلك الاحتلال الامريكي للعراق….وصولا الى مجازر وجرائم داعش في سوريا والعراق وليبيا الخ من مآسينا التي لن تغادر الذاكرة العربية ، عندما كنا نتسمر أمام شاشات التلفاز نتابع بحزن ودموع أعداد الشهداء. لذا، لماذا لا يكون التقرير اسبوعياً بدل ان يكون يومياً؟!! كفانا آلاماً نفسية . فهل باتت إحدى مهام المواطن اليومية معرفة تلك الأعداد؟؟؟ أو هكذا بات يشعر المواطن عدا عن مشاعر الحزن والقلق والخوف من القادم.

نسأل الله الصحة والعافية والسلام للبشرية .

حمى الله الوطن بشعبه وقيادته الهاشمية