وزير الأوقاف: الهجرة النبوية انتقال من الدعوة إلى الدولة

28 يوليو 2022
وزير الأوقاف: الهجرة النبوية انتقال من الدعوة إلى الدولة

وطنا اليوم:قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة إن الهجرة النبوية حدث عظيم في التاريخ الإسلامي، وفيها الكثير من الدروس والعبر والعظات التي يجب الوقوف عندها للاستفادة منها في حياتنا اليومية.
وأشار إلى أن الهجرة النبوية شكلت نقطة تحول كبرى في حياة المسلمين، وحدثت في المرحلة المتوسطة من الدعوة الإسلامية، واصفا إياها بالانتقال إلى مرحلة الدولة في الإسلام وبناء الأمة والوطن والحضارة والمجتمع الإسلامي الجديد.

مجتمع إسلامي جديد

ولفت إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنى مجتمعا إسلاميا جديدا، بعد أن ضاقت عليه الأرض بما رحبت في مكة المكرمة، فقرر الهجرة وأذن لأصحابه قبل ذلك بالهجرة إلى المدينة المنورة.
“وهاجر النبي إلى المدنية المنورة ووصل إليها وأقام ليال في قباء، ثم وصل إلى مسجد بني عوف وأقام أول صلاة في الإسلام، ثم انتقل إلى المدينة المنورة وبنى المسجد النبوي، وأقام المجتمع الإسلامي الجديد على أسس ثلاثة”، وفق الخلايلة.

المسجد

ونوه بأن النبي بدأ ببناء المسجد لأهميته في الإسلام وربطه الأمة بدينها وثقافتها وحضارتها، موضحا أن المسجد يربط الأمة بالصلاة التي هي صلة بين العبد وربه، ونقطة تحول ومكان لقاء للمسلمين 5 مرات في اليوم، فهو الجامع الذي يجمعهم وفيه تتآلف القلوب وتقدم العبادة إلى الله عز وجل وترفع الأعمال.

التآخي

وأضاف “وآخى النبي بين المؤمنين جميعها، بين المهاجرين والأنصار من جهة، وبين الأنصار أنفسهم من جهة أخرى، لأن الأنصار من الأوس والخزرج كانت بينهم حروب”، متابعا “عندئذ ندرك أن بناء الأمة والمجتمع لا يكون، وأن أهم أساس إضافة إلى المسجد في بناء المجتمع هو التآخي بين أفراده، وجعلهم متحابين ومتآخين وعلى قلب رجل واحد لا يفرَّق بينهم”.
وقال: إن أي مجتمع اليوم لو جئت إليه ووجدت أفراده متحابين ومتآخين ومترابطين، تجد هذا المجتمع قويا ومنتجا ومثمرا، ولو جئت إلى مجتمع ووجدت الخلاف والشقاق والنزاع يدب بين أبنائه، فلا شك أن ذلك سيكون من أسباب التخلف والانحدار للمجتمع.
واستشهد بقول الله سبحانه وتعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) سورة الأنفال الآية 46، حيث بين الله عز وجل أن التنازع والخلاف هو سبب الفشل في الحياة الدنيا.
“اليوم نتعلم في ذكرى الهجرة النبوية أننا حتى في أسرنا نتعلم أنه كلما كانت الألفة والمودة والمحبة بين أفراد الأسرة موجودة، أنتجنا أبناء صالحين من هذه الأسرة كثمرة صالحة ولبنة في بناء هذا المجتمع”، بحسب الخلايلة.
وأضاف أنه كلما دب الشقاق والنزاع والخلاف بين أفراد الأسرة نجد نتائجها ربما بإنتاج أبناء مشردين أو مجحفين، وهذه طبيعة إنسانية ومحددة في البشر.
وزاد أن النبي ومنذ أن هاجر بنى هذا المجتمع الإسلامي الجديد على المؤاخاة والمودة والرحمة بين أبنائه، وكان يخاطبهم “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.

وثيقة المدينة

وأشار إلى الأساس الثالث في بناء المجتمع الإسلامي عندما كتب النبي وثيقة المدينة التي حددت العلاقة بين أفراد المجتمع جميعا، الذي عاش فيه المسلم من قريش ومكة والعرب والحبشة والروم وفارس واليهود والمنافقون والمشركون.
وذكر الخلايلة أن الوثيقة جمعت أبناء مجتمع المدينة المنورة على أساس المواطنة ليدرك كل منهم ما له من حقوق وما عليه من واجبات تجاه هذا المجتمع الجديد والذي يأمنون فيه على أنفسهم وأموالهم وأوطانهم ما داموا أوفياء لهذه الوثيقة التي وافقوا عليها جميعهم.

في ذكرى الهجرة

“علينا أن ندرك اليوم ونحن في ذكرى الهجرة النبوية ماذا يعني بناء المجتمع والأمة”، وفق الخلايلة الذي قال إن هذه الأسس ما تزال إلى يومنا هذا صالحة لكل زمان ومكان تعلمنا بناء الأمة والمجتمع والحضارة وما هي الأسس التي يمكن أن تقوم عليها بناء أي أمة من الأمم.
وتحدث عن أن نتيجة هجرة النبي كانت مجدا شامخا وعزة قعساء، وخضع له جبين الدنيا بأسره خلال سنوات قليلة من هذه الأسس التي بنى النبي المجتمع عليها.
وتابع أن ذكرى الهجرة النبوية فيها الكثير من الدروس والعبر وهي ملهمة لنا اليوم لنتعلم منها وأن نعود إلى سنة النبي، لربط الأصل بالعصر الذي نعيشه لبناء الحاضر والمستقبل.

احتفالات

وعرض لأبرز احتفالات الوزارة بذكرى الهجرة النبوية، قائلا إن الاحتفال الرئيسي للوزارة سيكون يوم الأحد المقبل تحت رعاية ملكية سامية، ثم سيكون هنالك احتفالات في جميع مديريات أوقاف المملكة.
وأضاف أن الاحتفالات بذكرى الهجرة النبوية العطرة على قلوبنا جميعا، تأتي لنقتبس منها ونأخذ الدروس والعبر والعظات التي نحتاج إليها في حياتنا اليومية