بقلم : محمد داوديه
قبل نهاية هذا العام، ستكون بلادنا قد جددت نخبتها، التي لا مفر من تجديدها، لتكون في مستوى تحديات المرحلة الاستثنائية القاسية غير المسبوقة. ستكون بلادنا قد افرزت قبل نهاية هذا العام، ثلاثة مجالس جديدة هي مجلس الوزراء ومجلس الأعيان ومجلس النواب. وان ابرز المهام والاستحقاقات الملقاة على عاتق هذه المجالس الثلاثة، هو ان تجتمع بكامل اعضائها في مؤتمر وطني اقتصادي سياسي ثقافي عام، للحوار القطاعي والجماعي، في بنود جدول اعمال محدد، تحضّر له لجنة مختصة مكونة من المجالس الثلاثة، اوراق عمله من اجل تحديد النهج والفلسفة السياسية الاقتصادية، المتناسبة مع التحديات القاهرة الراهنة.
التحديات التي تواجه بلادنا، تحديات ملموسة محسوسة، محددة لا تخفى على احد، واكاد اقول يعرفها الجضيع والرضيع. التشخيص العلمي الصائب الدقيق لأية مشكلة أو معضلة أو داء أو بلاء، مهم جدا جدا. شريطة ان لا نطبق «ويل للمصلين… و ولا تقربوا الصلاة…» فالمطلوب هو اقصى واعمق درجات الاجتهاد في مقاربة مشكلتنا القاهرة، مقاربة ابتكارية ابداعية خلاقة. فالتجريب الذي يرقى الى درجة التخريب، محرّم و مجرّم. واذا كان الأُمناء والمدراء العامون الأردنيون المهنيون المحترفون هم العقل الفني للدولة الاردنية، فإن الوزراء والأعيان والنواب، هم العقل السياسي للدولة. وكي تتمكن بلادنا من انفاذ استحقاق الانتخابات النيابية في موعدها، فلا بد من ضبط تفشي الوباء لتصبح قدرة الناخبين على الحركة يوم الاقتراع، كاملة حرة. وهنا يأتى دور الحظر المدروس الموزون، الذي تطبقه الحكومة والذي لا مفر من تطبيقه احيانا، من اجل تمكين البلاد من اجراء الانتخابات النيابية بلا خضّات و هزّات. تتوفر بلادنا على قوة وخبرة وكفاءة كافية لاجتراح وابتكار الحلول الوطنية لما تواجه ولما سيطرأ من تحديات. وهو الأمر الذي لخّصه الملك في كتاب تكليف دولة بشر هاني الخصاونة، حين دعا الى تحويل التحديات الى فرص.