وطنا اليوم:قال الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الجمعة، إن حضور الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته حفل تنصيبي لا يهمني شخصيا إنما أهميته تكمن بالحفاظ على عرف الانتقال السلمي للسلطة.
وجاء رده بعد أن ابتسم بسخرية مطولا على السؤال، ثم أوضح أهمية مشاركة ترامب في الحفل لأسباب تتعلق بالانتقال السلمي.
وأكد بايدن لمحطة “سي أن أن” التلفزيونية، في أول مقابلة مشتركة له مع نائب الرئيس المنتخب كامالا هاريس منذ فوزه في الانتخابات، إنه سيطلب من الأمريكيين ارتداء أقنعة “الكمامة” في أول 100 يوم له بعد توليه منصبه.
وأضاف: “فقط 100 يوم لارتداء القناع، وليس إلى الأبد، 100 يوم، وأعتقد أننا سنشهد انخفاضا كبيرا”.
وقال بايدن إنه عندما يتمتع بالسلطة، كما هو الحال في المبان الفيدرالية أو في النقل بين الولايات على متن الطائرات والحافلات، فإنه سيصدر أمرا دائما بضرورة ارتداء الأقنعة.
وأوضح بايدن أنه سيحصل على لقاح لفيروس كورونا علنا؛ لكي يطمئن العامة بأنه آمن، كما تعهد بالاحتفاظ بأنتوني فاوتشي، أكبر مستشار خاص بالجائحة في البلاد، عندما يتولى السلطة الشهر القادم.
وأضاف: “لقد فقد الناس الثقة في قدرة اللقاح على النجاح”.
واجتمع فاوتشي، عضو فريق العمل الحالي للتصدي لكورونا التابع للبيت الأبيض وكبير خبراء الأمراض المعدية بالحكومة الأمريكية، مع مستشاري بايدن بشأن الجائحة، في وقت سابق يوم الخميس.
وأكد بايدن في المقابلة أنه طلب من فاوتشي البقاء كبيرا للمستشارين الطبيين.
وانتقد ترامب في بعض الأوقات إصرار فاوتشي على ضرورة اتخاذ إجراءات قوية لمكافحة جائحة كوفيد-19، التي أودت حتى الآن بأرواح 273 ألف أمريكي.
وقال بايدن عن فاوتشي: “طلبت منه أن يظل في نفس الدور الذي لعبه مع الرؤساء العديدين السابقين، وطلبت منه أن يكون مستشارا طبيا رئيسا لي أيضا، وأن يكون جزءا من فريق كوفيد – 19”.
وأضاف أن رون كلاين، كبير الموظفين الجديد، يعرف فاوتشي جيدا، وكان يتحدث إليه “طوال الوقت”.
من جانبه، قال فاوتشي إنه بالطبع سيسعد بالبقاء في منصبه وتقديم المشورة للإدارة الأمريكية الجديدة.
وكان لدى فاوتشي علاقة معقدة مع ترامب، منذ أن بدأ في تقديم المشورة للزعيم الجمهوري بشأن الاستجابة لفيروس كورونا، وغالبا ما كان الرئيس يستهزئ بتوصياته، وغيره من قادة قطاع الصحة.
وجعلت تلك الاشتباكات فاوتشي محط اهتمام الرأي العام، وغالبا ما يُنظر إليه على أنه بطل من اليسار لالتزامه بالعلم في مواجهة تصريحات ترامب، وشرير من اليمين، خاصة بين الموالين لترامب.
وجاءت تصريحات بايدن لـ”سي أن أن”، بعدما قال ثلاثة رؤساء سابقين، هم بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما، إنهم سيحصلون على لقاح فيروس كورونا علنا كسبيل لإظهار أنه آمن.
ووصف بايدن خططه الخاصة بفيروس كورونا بأنها توازن بين التأكد من أن الأمريكيين يعتقدون أن اللقاح آمن ووضع عدد من الخطط التي من شأنها الحد من انتشار الفيروس دون إغلاق الاقتصاد.
وقال بايدن أيضا خلال المقابلة إنه سيكون “سعيدا” للحصول على لقاح ضد فيروس كورونا بمجرد أن يقول فاوتشي إنه آمن، وأنه سيحصل على اللقاح علنا لإظهار ثقته فيه.
وتابع: “هذه هي اللحظة التي سأقف فيها أمام الجمهور، وأحصل على اللقاح. لقد فقد الناس الثقة في قدرة اللقاح على العمل. بالفعل الأرقام منخفضة بشكل مذهل بالفعل، ومن المهم ما يفعله الرئيس ونائب الرئيس”.
وقال بايدن: “أعتقد أن أسلافي الثلاثة قد وضعوا نموذجا لما يجب القيام به، قائلين، بمجرد إعلان أنه آمن… ثم من الواضح أننا نأخذه ومن المهم التواصل مع الشعب الأمريكي”.
وعن إيران، قال بايدن: “أولويتنا هي عدم السماح لإيران بالحصول على السلاح النووي وسياسة الإدارة الحالية عقدت هذا المسعى”.
ولفت في هذا السياق إلى أن “هناك شيء واحد أعرفه على وجه اليقين، لا يمكننا تحقيق ذلك بمفردنا. وبالتالي، في حل القضايا المتعلقة ليس فقط بإيران، ولكن أيضا روسيا والصين وعدد من الدول الأخرى، نحتاج إلى أن نكون أعضاء في مجموعة أكبر”.
وفي وقت سابق، تحدث بايدن لصالح العمل من أجل عودة الولايات المتحدة إلى قائمة المشاركين في خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ورأى في هذا الشأن أن الاتفاق الذي يضبط التطوير النووي الإيراني هو “أفضل أداة لضمان الاستقرار في المنطقة”.
وتطرق بايدن إلى حادثة اغتيال الفيزيائي النووي محسن فخري زاده، مشيرا إلى أنه لا يزال مبها كيف سيؤثر ذلك على نواياه في استئناف مشاركة واشنطن في الاتفاق النووي مع طهران.
وأجاب الرئيس المنتخب عن سؤال حول مدى صعوبة مثل هذه الخطة بالقول: “بصراحة، من الصعب تحديد مدى صعوبة ذلك”.
وأكد في حديثه عن المشاورات مع إيران أن المفاوضات: “ستكون صعبة ومعقدة. ليس لدي أوهام في هذا الشأن”.
وبشأن الصين، قال بايدن إنه لا يرى ضرورة في اتخاذ إجراء ضدها بسبب المزاعم بأن سلطات هذا البلد لم تمنع انتشار الفيروس التاجي.
وقال في هذا الشأن: “نهج الرئيس (دونالد ترامب) تجاه الصين جاء بنتائج عكسية”، لافتا إلى أن “الهدف ليس معاقبتهم على فيروس كورونا، ولكن الإصرار على التزامهم بالمعايير الدولية المعمول بها”.
وأوضح الرئيس الأمريكي المنتخب أن موقف واشنطن فيما يتعلق ببكين يجب أن يتركز على التالي: “إذا التزمتم بالقواعد، فسنلعب معكم، وإلا فلن نفعل”.
وادعى بايدن أن الصين تسعى إلى سرقة “أسرار الدولة” والتقنيات المتطورة الأمريكية، مشددا على ضرورة “أن يعوا بأننا سنرد”.